زواج الأقارب قد يؤثر سلبا على شعورك بالشبع
الباحثون وجدوا طفرة في جين اللبتين المسؤول عن شعورك بالشبع، كانت نتاج زواج الأقارب.
قادت حالة شقيقتين من كولومبيا لديهما زيادة مفرطة في الوزن فريقا بحثيا أمريكيا من معهد تكساس للأبحاث الطبية الحيوية إلى تحديد طفرة جديدة تؤثر سلبيا على الجين المنظم لهرمون بروتين " اللبتين"، المسؤول عن شعورك بالشبع، وهو ما قد يساعد الباحثين في فهم أسباب إصابة الناس بزيادة الدهون في الجسم.
وعند البحث في التاريخ الوراثي للأسرة التي تنتمي لها الأختان، لاحظ الباحثون أن هذه الطفرة في هرمون اللبتين كانت نتاج زواج الأقارب، وهي ممارسة شائعة في نحو خمس سكان العالم، معظمهم في الشرق الأوسط وغرب آسيا وشمال أفريقيا.
واكتشف دور هرمون بروتين "اللبتين" في عام 2000، وكان ذلك بمثابة تقدم كبير، حيث وجد الباحثون في جامعة روكفلر الأمريكية حينها أن هذا الهرمون مفقود في الفئران التي أصبحت بشكل عشوائي تعاني من دهون شديدة.
ووجدوا أن الإنسان يحتاج أيضًا إلى مستويات كافية من هذا الهرمون لإبلاغ الدماغ بأن محتوى الدهون في الجسم يكفي، وأنه لا يحتاج إلى الاستمرار في تناول مزيد من الطعام، بمعنى آخر، يشير اللبتين إلى ضرورة التوقف عن الأكل.
واللبتين هو بروتين تنتجه الخلايا الدهنية (المعروف أيضًا باسم الأنسجة الدهنية)، وينتقل خلال الدورة الدموية إلى المخ، حيث يرتبط بالمستقبلات الخاصة به في منطقة ما تحت المهاد، للإشارة إلى الجسم أن هناك كمية كافية من الدهون وليس هناك حاجة إلى مزيد من الطعام، بمعنى آخر، إنه هرمون يثبط الجوع.
وخلال الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية "بايو ميديكال ريسيرش"، حدد الباحثون طفرة في جين اللبتين على الكروموسوم 7، تؤدي إلى مرض نقص اللبتين الخلقي، وهو اضطراب وراثي يرتبط بالسمنة البدائية الشديدة.
وذكر تقرير لمعهد تكساس للأبحاث، أنه تم التوصل إلى هذه الطفرة في حالة شقيقتين في كولومبيا بدأتا حياتهما كطفلين بوزن طبيعي، ولكنهما سرعان ما عانين من السمنة الشديدة، حيث كانت مستويات هرمون اللبتين لدى الأختين منخفضة.
وفي حين تبدو هناك حاجة إلى مزيد من العمل لمعرفة كيفية مكافحة أوجه القصور في هرمون اللبتين على نطاق واسع، يوضح التقرير أن المرأتين الكولومبيتين انضمتا إلى قائمة انتظار للحصول على "Metreleptin" وهو عقار عن طريق الحقن باهظ الثمن، يمكن أن يساعد في علاج أوجه القصور بهرمون بروتين اللبتين.