دراسة مصرية ألمانية: زائرو مقابر سقارة في مأمن من غاز رادون السام
غاز رادون يُصنَّف على أنه ثاني أكثر أسباب سرطان الرئة بعد التدخين، ويعمل على ابتعاث جسيمات ألفا المشحونة إلى نواتج صلبة.
طمأن فريق بحثي مصري ألماني مشترك زائري المقابر الفرعونية بسقارة، (22 كم جنوب القاهره)، من السياح والمرشدين السياحيين بأنهم في مأمن من تأثيرات غاز رادون المشع السام.
وشدد الفريق على ضرورة تقليل أوقات العمل بالنسبة لعمال هذه المقابر، بعد إثبات دراسة أجروها بشأن مستويات هذا الغاز، أنها تجاوزت الحدود المسموح بها عندهم.
ويصنف الرادون كيميائيا من الغازات الخاملة عديمة اللون والطعم والرائحة، وهو من العناصر المشعة، والحدود المسموح بها عالميا للجرعات الإشعاعية من هذا الغاز المشع، الذي يوجد بشكل طبيعي في الأماكن رديئة التهوية، هي "20 مللي سيفرت سنويا".
ويقول الدكتور السيد سلامة، أستاذ الفيزياء بجامعة عين شمس وقسم العلوم الأساسية بكلية الهندسة بالجامعة البريطانية بالقاهرة، ورئيس الفريق البحثي، إن نسب الجرعات الناتجه عن التعرض لهذا الغاز المشع، وفق البيانات التي تحصلنا عليها، كانت عند العمال 140 مللي سيفرت سنويا، بينما كان معدلها عند المرشدين السياحيين المترددين على المقابر 15 مللي سيفرت، وكانت أقل بكثير لدى السياح الذين يترددون على المقابر مرة واحدة.
ويضيف سلامة، في حديثه لـ"العين الإخبارية": "استخدم الفريق البحثي لتقدير نسب غاز الرادون جهاز قياس حديث، أنتجه مركز الوقاية الإشعاعية بمعهد (هيلم هوتز) بألمانيا، وينتمي له الباحث فيرنر روم المشارك في هذه الدراسة، والتي نُشِرت مؤخرا بدورية الهندسة والتكنولوجيا النووية Nuclear Engineering and Technology، وتصدرها دار النشر البريطانية الشهيرة (ألسفير)".
ويعطي هذا الجهاز، الذي يشبه الهاتف المحمول من حيث الحجم، قراءات حول تركيز الغاز وزمن تَعرُّض من يحمله، وهو أسهل وأبسط طريقة لتقدير الجرعة الإشعاعية الحقيقية الناتجة عن هذا الغاز التي يتعرض لها الشخص، كما يؤكد الدكتور محمد إيهاب، المدرس بقسم العلوم الأساسية بكلية الهندسة والتكنولوجيا جامعة المستقبل، وأحد أعضاء الفريق البحثي.
ويقول إيهاب في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن النتائج التي حصلوا عليها من هذا الجهاز تأتي متسقة مع تلك التي توصلوا إليها سابقا، عن طريق أجهزة القياس التي تثبت في بعض الأماكن التي يجري التحقيق فيها.
وبشأن ما خلصت إليه الدراسة، يوضح سلامة أن "هناك صعوبة أن ننصح بزيادة التهوية بتلك الأماكن، لما قد يترتب على ذلك من تأثيرات ضارة على طابعها الأثري بفعل الرطوبة التي قد تنتج عن وسائل الهوية التقليدية، لكن ما يجب عمله وبشكل عاجل هو تقليل أوقات العمل بالنسبة للعمال دائمي التردد على المقابر لخطورة هذا الغاز على الصحة".
ويُصنَّف هذا الغاز على أنه ثاني أكثر أسباب سرطان الرئة بعد التدخين، وتكمن خطورته فور تحلله، ويعمل على ابتعاث جسيمات ألفا المشحونة إلى نواتج صلبة تحت مسمى نواتج تحلل الرادون، فيؤثر سلبا عند استنشاق الإنسان له من خلال تسربه إلى الأغشية المخاطية المبطنة الموجودة في أجزاء الجهاز التنفسي، وتزيد فرص الإصابة بمرض سرطان الرئة.
كانت دراسة ألمانية أجريت في جامعة إرلانجن عام 2010 اعتبرت أن هذا الغاز مسئول عن 5% من حالات الوفاة بمرض سرطان الرئة سنويا في ألمانيا.
aXA6IDE4LjIyMy4yMTAuODMg جزيرة ام اند امز