معبر رفح بين الحياة والاحتجاج.. عبور للفلسطينيين ورسالة تضامن من مصر
في الوقت الذي يتظاهر فيه آلاف المصريين أمام معبر رفح رفضا لدعوات تهجير الغزيين إلى مصر والأردن، تقرر إعادة فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، الجمعة، لعبور المدنيين الفلسطينيين، قبل يومين من الموعد المقرر له.
وبموجب الاتفاق، سيتم فتح المعبر على الحدود الجنوبية لقطاع غزة بشكل كامل، بعد أن تطلق حماس سراح جميع الرهائن من النساء، سواء من جنود الجيش الإسرائيلي أو المدنيين.
وتنص المرحلة الأولى من الاتفاق على إطلاق سراح 33 رهينة في مقابل إطلاق سراح ما يصل إلى 2000 سجين فلسطيني. وسيتم إطلاق سراح الرهائن الأحياء أولاً. وقد تم بالفعل إطلاق سراح عشرة رهائن إسرائيليين بموجب الاتفاق؛ تسع نساء ورجل واحد. وتعتقد إسرائيل أن ثمانية من الرهائن الثلاث والثلاثين قد لقوا حتفهم.
وذكرت «كان» أن المعبر سيخضع لمراقبة قوة أمنية أوروبية إلى جانب مسؤولين فلسطينيين غير تابعين لحماس.
وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اتفقوا يوم الإثنين على استئناف مهمة المراقبة في معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، وفق ما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كايا كالاس، التي أشارت إلى أن هذه المهمة ستستأنف «بدءا من فبراير/شباط»، وأن الفرق «مستعدة للذهاب وبدء العمل».
وبعد إغلاقه في مايو/أيار الماضي، أعيد بالفعل فتح معبر رفح أمام تسليم المساعدات الإنسانية كجزء من وقف إطلاق النار.
ويعد المعبر قناة رئيسية للمساعدات إلى غزة، وقد أدى إغلاقه إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب، التي اندلعت بعد حرب غزة.
وكان مسؤولون أوروبيون أشاروا في وقت سابق إلى أن مهمة المراقبة هذه ستضم ما يصل إلى عشرة موظفين أوروبيين.
من جهتها، أعلنت كل من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا أنها سترسل عناصر ليكونوا جزءا من مفرزة أمنية تابعة للشرطة للمساعدة في حماية المهمة.
وفي بيان بث قبل أيام، قالت الحكومة الإيطالية: "أُطلقت المهمة بناء على طلب إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبدعم كامل من مصر".
وأضافت "الهدف الأساسي منها هو تنسيق وتسهيل عبور ما يصل إلى 300 جريح ومريض يوميا، وضمان المساعدة والحماية للأشخاص الضعفاء في سياق حالة طوارئ إنسانية".
احتجاجات غاضبة
يأتي ذلك في الوقت الذي انطلقت فيه مسيرات حاشدة بالآلاف من مختلف المحافظات، الجمعة، إلى مدينة رفح الحدودية مع قطاع غزة للإعراب عن رفض تهجير الفلسطينيين، ودعم للموقف الرسمي المصري الرافض لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.
وذكرت وسائل إعلام مصرية أن وفودا سياسية وشعبية ضمت عددًا كبيرًا من نواب البرلمان، وأعدادًا كبيرة من المواطنين الرافضين وصلت مدينة رفح، كما شهدت ميادين عدة محافظات، أبرزها القاهرة والبحيرة وبني سويف والمحلة الكبرى وبورسعيد، تجمعات كبيرة للمواطنين، الذين انطلقوا في اتجاه رفح رافعين الأعلام المصرية والفلسطينية، مرددين هتافات داعمة للرئيس عبدالفتاح السيسي ولموقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية.
ورفع المصريون المشاركون في تلك المسيرات شعارات تؤكد رفض التهجير القسري للشعب الفلسطيني، وتأكيد حقه في أرضه، داعين إلى حل الدولتين بوصفه مسارا عادلا للقضية الفلسطينية وسط أجواء تعكس التلاحم الشعبي مع الموقف المصري الرسمي.
aXA6IDE4LjIxNy4yMy4yMCA= جزيرة ام اند امز