قصف مستمر ونزوح.. «رفح» تترقب «الكارثة»
هل قررت إسرائيل المضي قدما في عمليتها العسكرية في رفح، رغم كل الاعتراضات الدولية؟.
يبدو أن الإجابة هي نعم، إذ كثّف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية في وقت مبكر من صباح الثلاثاء على قطاع غزة الذي دمّرته الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما تواصلت حركة نزوح الفلسطينيين هربا من العنف، خصوصا في رفح، جنوبي القطاع، التي تتوعدها إسرائيل بعملية عسكرية كبيرة.
وبحسب وكالة فرانس برس فقد نفذت القوات الإسرائيلية غارات جوية على مناطق مختلفة من غزة، فيما أعلن الدفاع المدني الفلسطيني سقوط 8 قتلى على الأقل في قصف استهدف مبنى في مخيم النصيرات (وسط).
كما استهدفت غارات جوية رفح في جنوب القطاع المكتظة بنحو 1.5 مليون فلسطيني كان معظمهم لجأ إلى رفح الحدودية مع مصر هربا من القصف والقتال في الأشهر الأخيرة، إلا أن جزءا منهم يهربون الآن منها بعد التهديدات الإسرائيلية بشن عملية كبيرة فيها.
وفي 7 مايو/أيار الجاري، توغل الجيش الإسرائيلي بدباباته في رفح وسيطر على الجانب الفلسطيني من معبرها، كما صدرت أوامر إخلاء للمدنيين الذين نزح نحو 360 ألفا منهم وفقا للأمم المتحدة.
في غضون ذلك، استمرت حركة نزوح كثيفة من رفح سيرا أو بمركبات وعلى دراجات أو في عربات تجرّها الدواب، لا يعرفون إلى أين يذهبون بعدما استحالت معظم مناطق القطاع ركاما جراء الحرب الأطول في تاريخ الصراع.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القضاء على حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ العام 2007 والتي تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
ومن أجل تحقيق ذلك، يقول نتنياهو إن هجوم رفح ضروري إذ يعتبرها آخر معقل كبير للحركة الفلسطينية، وذلك رغم مخاوف المجتمع الدولي بشأن السكان المدنيين في المدينة.
وتعارض الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، هجوما واسع النطاق في رفح، حتى أن مسؤولين أمريكيين شكّكوا في الأيام الأخيرة في إمكان القضاء على حركة حماس بالكامل.
الإثنين، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان "نحن نواصل العمل مع إسرائيل لإيجاد طريقة أفضل لضمان هزيمة حماس في كل أنحاء غزة، بما فيها رفح" بدلا من رؤية إسرائيل تنزلق في حملة مكافحة تمرد لا نهاية لها".
جباليا تحت القصف
ويحتدم القتال منذ أيام في جباليا ومدينة غزة (شمال)، حيث يقول الجيش الإسرائيلي إن حماس "تحاول إعادة بناء قدراتها العسكرية".
وهناك أيضا دفعت أوامر إخلاء أصدرها الجيش الفلسطينيين إلى النزوح في وقت تقول الأمم المتحدة إن "لا مكان آمنا في قطاع غزة".
واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بعدما شنّت حركة حماس هجوماً غير مسبوق في جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وخطف أكثر من 250 شخصا ما زال 128 منهم قيد الاحتجاز في غزة.
ورداً على هجوم حماس تشن إسرائيل حربا شاملة على غزة أدت لمقتل أكثر من 35 ألف شخص أغلبهم من النساء والأطفال بحسب إحصائيات وزارة الصحة بغزة التي تديرها حماس.
واشنطن: لا إبادة
وفي مواجهات حركة احتجاجية في الكثير من الجامعات الأمريكية قال البيت الأبيض أمس: "نحن نعتبر أن إسرائيل بإمكانها ويتعين عليها أن تبذل مزيدا من الجهد لحماية المدنيين الأبرياء.. لا نظن أن ما يحصل في غزة هو إبادة".
من جهتها، حذّرت وزارة الصحة في حكومة حماس يوم الإثنين الماضي من انهيار المنظومة الصحية في ظلّ تقييد إسرائيل دخول المساعدات.
وقالت في بيان مقتضب "ساعات قليلة تفصلنا عن انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة نتيجة عدم إدخال الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات وسيارات الإسعاف ونقل الموظفين".
وحُظر دخول المساعدات إلى غزة بشكل شبه كامل، وفقا للأمم المتحدة، منذ أغلقت إسرائيل معبر رفح في 7 مايو/أيار الجاري.
من جهته، قال نائب الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن أحد أفراد أجهزة الأمن التابعة للأمم المتحدة قُتل في هجوم استهدف سيارته في رفح الاثنين، موضحا أنه أول موظف دولي تابع للمنظمة يُقتل في غزة منذ اندلاع الحرب.
aXA6IDE4LjExNy4yMzIuMjE1IA== جزيرة ام اند امز