حادثة فارقة في التاريخ اللبناني الحديث، فضحت مليشيات حزب الله الإرهابية وأكدت ضلوعها في أزمات البلاد، خصوصا عقب إدانة عضوها من قبل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بـ"المشاركة في تنفيذ القتل المتعمد لرفيق الحريري".
رغم أن أولويات اللبنانيين تغيرت وباتوا اليوم منشغلين بأوضاعهم الاقتصادية أكثر من أي وقت آخر، إلا أنهم ما زالوا يتذكرون تفاصيل ذلك اليوم الحزين الذي غيّر مسار هذا البلد الصغير إلى بؤرة انقسام حاد.
وعلى مدار 17 عاما، شكّلت الأزمات السمة الأبرز للمشهد اللبناني مع انسداد رسمه حزب الله الضالع في جريمة الاغتيال التي شرّعت الباب أمام مليشيات إيران لتقاسم السلطة وتكريس الانقسام السياسي في البلاد
انقسام دفع "الحريري الابن" لتعليق عمله بالحياة السياسية مرجعا القرار لأسباب عديدة منها النفوذ الإيراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة.
17 عاما على "اغتيال الحريري".. لبنان على حافة الهاوية
ويقترب لبنان من الوصول إلى مرحلة الانهيار الكامل لمؤسسات الدولة، بفعل استمرار أزماته السياسية والاقتصادية، وما يترتب عليها من مخاطر تهدد استقراره وأمنه المجتمعي.
وبحسب المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تولت التحقيق في الجريمة، فجّر انتحاري يقود شاحنة فان بيضاء من طراز ميتسوبيشي ما يعادل طنين من مواد شديدة الانفجار عند الساعة (12:55 ظهراً)، بعد جزء من الثانية من مرور السيارة الثالثة في الموكب وهي من طراز مرسيدس "إس600" كان الحريري يقودها بنفسه.
عشية ذكرى اغتيال والده.. ماذا قال "الحريري" خلال اجتماع كتلته؟
سمعت بيروت بأكملها أو شعرت بالانفجار الضخم. ظنّ كثيرون أن زلزالاً ضرب المدينة فيما أحدث الانفجار حفرة بعرض 10 أمتار وعمق مترين في المكان الذي أقيم فيه فيما بعد نصبا تذكاريا للحريري.
كانت الصدمة كبيرة، إزاء العملية التي قتلت رفيق الحريري، رجل ارتبط اسمه بشكل وثيق بلبنان وبمرحلة إعادة الإعمار ما بعد الحرب الأهلية (1975-1990) وبشبكة علاقات دولية نسجها ووظفها لصالح بلده.