الريسوني على خطى القرضاوي.. غضب بالجزائر وموريتانيا من "فتنة الإخوان"
أشعلت تصريحات أحمد الريسوني رئيس ما يسمى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الغضب في الجزائر وموريتانيا.
ورغم مرور أكثر من أسبوعين عن حديث تلفزيوني لـ"الريسوني"، فإن صدى تصريحاته التي وصفت بـ"غير المسؤولة" لا يزال مستمرا وتتصاعد ضده حملات الانتقاد بين الجزائريين والموريتانيين وربما المغاربة أنفسهم.
ففي وقت يُعلي فيه المغرب من احترام جيرانه ويدعو للسلم، فخخ "الريسوني"، الذي جاء خلفا ليوسف القرضاوي، بتصريحاته طرق التهدئة على حدود المملكة مع الجزائر وموريتانيا.
وامتدت تصريحات الريسوني إلى إشارته لـ"كرونولوجيا الامتداد المغربي إبان فترة حكم عدد من السلاطين للمغرب حيث كان عدد من المناطق تابعة للسلاطين بموجب عقد البيعة، من بينها بلاد شنقيط (موريتانيا) وتندوف (الجزائر) وعدد من المناطق الأخرى".
تصريحات صادمة جعلته عرضة للهجوم من الحركات والأحزاب في المغرب والجزائر نفسها بعد حديثه عن "استعداد الشعب والعلماء والدعاة في المغرب للجهاد بالمال والنفس والزحف بالملايين إلى تندوف الجزائرية".
وكان العاهل المغربي محمد السادس، قد شدد في 31 يوليو/تموز الماضي، على رفضه لأي إساءة إلى الجزائر وشعبها، مؤكدا حرصه على تعزيز التقارب والتفاهم بين الشعبين.
حينها قال الملك محمد السادس، في كلمته بمناسبة عيد العرش، إن الحدود التي تفرق بين الشعبين المغربي والجزائري لن تكون أبدًا حدودًا تغلق أجواء التواصل والتفاهم بينهما.
وأكد أن الرباط التي قال إنها "حريصة على تعزيز التقارب والتفاهم بين الشعبين"، لن تسمح لأحد بالإساءة إلى أشقائنا في الجزائر.
وأهاب الملك محمد السادس بالمغاربة إلى مواصلة نهج قيم حسن الجوار مع الجارة الجزائر، قائلا: إن "الجزائريين سيجدوننا بجانبهم في جميع الظروف والأحوال".
الدعوة للجهاد!
أحد أسوأ الألغام التي زرعها رئيس ما يسمى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" قوله إن قضية الصحراء "صناعة استعمارية"، مؤكدا أن "العلماء والدعاة والشعب المغربي" على استعداد للمشاركة في مسيرة شبيهة بالمسيرة الخضراء لـ"الإقامة في الصحراء وفي تندوف".
حاول الريسوني تبرير دعوته بأنها من أجل "قطع آمال من يفكرون في فصل الصحراء عن المملكة"، مطالبا الملك محمد السادس بـ"الجهاد".
ثم تمادى في محاولات قطع أحبال الوصال بين المغرب وأشقائه العرب، معتبرا أن "اعتراف المغرب باستقلال موريتانيا كان خطأ"، على حد تعبيره.
كما أعطى رئيس ما يسمى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، باعتباره أحد الكيانات الإخوانية، ظهره لسياسات المغرب العليا منتقدا علاقاته مع إسرائيل، داعيا المملكة إلى "الاعتماد على الشعب بدل الدعم الإسرائيلي"، على حد قوله.
ورغم ما تركته تصريحات الريسوني من غضب بين الموريتانيين على مواقع التواصل الاجتماعي لكن ردا رسميا لم يصدر حتى الآن من نواكشوط.
تفكك إخواني
رغم ما يبدو عليه "إخوان المغرب" من رسائل الوقوف جميعا في صف واحد فإن قلوبهم وعقولهم شتى، وهو واقع جسده هجوم "الريسوني" على عبدالإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية "الإخواني" في المملكة.
وبرر رئيس ما يعرف بـ"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" استبعاد بن كيران من حوارات الوحدة بقوله إن تصريحات الأخير كانت تحرج أبناء الحركات الإسلامية بالمغرب.
وواصل هجومه على الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بقوله: "ابن كيران كان غالبا في جماعته الإصلاح والتجديد إذا مضى في أمر أو صرح به أو التزم به أو أقدم عليه، يجر معه الباقي، وقلنا نحن لا يمكن أن نسير بهذه الطريقة".
الاتحاد يتبرأ من رئيسه
لكن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لم يجد أمامه سوى محاولة التبرؤ مما أدلى به رئيسه الريسوني حول قضية الصحراء المغربية، زاعما أن آراءه "لم يتم التوافق عليها بعد المشورة".
وقال: "بناء على هذا المبدأ فإن المقابلات أو المقالات للرئيس، أو الأمين العام تعبر عن رأي قائلها فقط، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد".
ومضى بيان الاتحاد في القفز من "مركب رئيسه" بتأكيده أن "ما تفضل به الريسوني في هذه المقابلة أو في غيرها حول الصحراء هو رأيه الخاص قبل الرئاسة، وله الحق في أن يعبر عن رأيه الشخصي مع كامل الاحترام والتقدير له ولغيره، ولكنه ليس رأي الاتحاد".
"دعوة مريبة"
ومن جانبها، وصفت هيئة العلماء الموريتانيين في بيان لها، اليوم الثلاثاء، تصريحات رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، بشأن موريتانيا بأنها "مريبة وغير ودية ومستفزة.
وقالت الهيئة إن موريتانيا "لم تخضع منذ القرن الخامس الهجري لحكم دولة إسلامية، غير دولة المرابطين التي نشأت في موريتانيا، وخضعت لها بعض دول الجوار ووصل ملكها للأندلس".
وأشارت إلى أنه ينبغي لقادة الهيئات الإسلامية "احترام الحوزات الترابية للدول (السيادة)، وألا تلتبس عليهم ساحات الجهاد الشرعي مع غيرها من ساحات أذية المسلمين".
aXA6IDMuMTcuNzUuMTM4IA== جزيرة ام اند امز