«راما دواجي» بنت جيل Gen Z.. كيف تلبس زوجة «أول عمدة مسلم لنيويورك»؟
في زمنٍ لم تعد فيه الموضة مجرّد زينة، بل وسيلة للتعبير عن الفكر والذات، تبرز راما دواجي كوجهٍ جديد. فنانة شابّة تمتلك حضورًا لافتًا ووعياً عميقاً.
تجمع في أسلوبها بين الحلم الشرقي وجرأة الغرب، وبين الهدوء والتفرّد الذي يعبّر عن جيل Gen Z، الجيل الذي يرى في كل تفصيل من مظهره انعكاسًا لهويته وقيمه لا لمجرد ذوقٍ عابر.
راما دواجي، ذات الجذور السورية، وزوجة السياسي الأميركي من أصل هندي زهران ممداني، الذي فاز بمنصب أول عمدة مسلم لمدينة نيويورك، تمثّل نموذجًا لامرأة منفتحة على العالم، متصالحة مع إرثها الثقافي. فهي لا ترتدي الأزياء بوصفها مظهرًا فحسب، بل تراها مساحة للحوار بين الثقافات، وبيانًا بصريًا عن الحرية والانتماء في آنٍ واحد.

حوار بين الشرق والغرب في أول إطلالة
في ظهورها الأول ليلة فوز زوجها، قدّمت دواجي إطلالة تحمل أكثر من رسالة. ارتدت “توب” مطرّزاً من تصميم المصمّم الفلسطيني – الأردني زيد حجازي، المعروف بأعماله التي تمزج بين التراث الفلسطيني وروح التمرّد الفني، ونسّقته مع تنّورة من المخمل والدانتيل من دار Ulla Johnson الأميركية. هذا المزيج بين الزخرفة الشرقية والخطوط الغربية لم يكن مجرد تنسيق ذكي، بل حوارٌ صامت بين الهويّة والحداثة، بين الذاكرة والمستقبل، وكأنها تقول إن الموضة يمكن أن تكون لغة ثقافية تعبّر عن الانتماء مثلما تعبّر عن الذوق.

اختيارات دواجي تعكس فلسفة الجيل الجديد في فهم الأناقة: البساطة الذكية والراحة الأنيقة. فهي تميل إلى القصّات النظيفة والأقمشة الطبيعية التي تمنح الحركة والحرية، وتفضّل التفاصيل الصغيرة التي تعبّر عنها بهدوء؛ نظارة بتصميم فني، حقيبة صغيرة الحجم، أو لون غير متوقّع يكسر رتابة الإطلالة. لا تميل إلى المبالغة أو البريق، لأن حضورها يعتمد على التناسق والثقة لا على الاستعراض.
الفنّ في خدمة المظهر
بصفتها فنانة تشكيلية، تتعامل دواجي مع الملابس كما تتعامل مع اللوحة. كل قطعة هي مساحة للتجريب، وكل لونٍ قرار جمالي له معنى. تميل إلى الألوان الدافئة، وتختار الخامات التي تشبه روحها أكثر مما تواكب الموضة الموسمية. في صورها التي انتشرت أخيراً، يظهر هذا الحسّ الفني واضحًا؛ فإطلالتها لا تكتفي بإبراز الجمال، بل تروي فكرة، كأنها تقول إن الموضة ليست ترفًا، بل امتدادٌ لطريقتها في النظر إلى العالم.

راما دواجي تعبّر عن فلسفة جيلها الذي لا يساوم على الراحة ولا على المبدأ. فهي تختار الأحذية المسطّحة حتى في المناسبات الرسمية، وتُفضّل الأناقة التي لا تفرض نفسها، بل تأتي كنتيجة طبيعية للصدق مع الذات. تمثّل نموذجًا لأنوثة متصالحة، تعرف قيمتها دون أن تبحث عن إثباتها.