بالصور.. أجواء احتفالية تسود المآدب الرمضانية في روسيا
الخيم الرمضانية التي تُقام برعاية مجلس المفتين الروسي وحكومة موسكو وجمهور كبير، يسودها أجواء دينية احتفالية.
تحرص الإدارة الإسلامية في روسيا على إقامة الخيم الرمضانية في العاصمة موسكو، سنوياً، قرب الجوامع، وفي المدن الإسلامية الكبيرة، بحضور نواب في مجلس الدوما وممثلين عن مختلف الأحزاب السياسية والطوائف الدينية وسفراء الدول الإسلامية في روسيا.
وتسود الخيم الرمضانية التي تُقام برعاية مجلس المفتين الروسي وحكومة موسكو وجمهور كبير، أجواء دينية واحتفالية.
ولا تقتصر نشاطات الخيم الرمضانية على ما تقدمه من وجبات فطور مختلفة للصائمين بشكل مجاني فقط، بل تتخللها أيضاً إقامة المحاضرات والندوات والمسابقات التعريفية الدينية التي تبين تعاليم وسماحة الإسلام، وهي مفتوحة أمام الجميع، ولا تقتصر على المسلمين وحدهم أو الصائمين منهم.
وأشاد المشاركون في الخيم الرمضانية لـ"العين الإخبارية" بهذه التجربة، والتي بحسب رأيهم لاقت رواجاً كبيراً وتوسعاً في عدد الزائرين لها، ورغبة الميسورين في تنظيمها، باعتبارها المكان الذي يجد فيها الصائم ضالته، خصوصاً أنهم بعيدون عن أهاليهم وبلدانهم، حيث يؤدون فريضتهم ويتزودون بالعلوم المعرفية بالدين والثقافة والفن طيلة شهر رمضان المبارك.
وأكد الشيخ روشان عباسوف، نائب رئيس مجلس الإفتاء الروسي، أن المسلمين في روسيا وخاصة في موسكو اعتادوا أن يوجهوا الدعوات المفتوحة لغير المسلمين؛ ليشاركوهم في مآدب الإفطار التي تُقام بجوار المساجد المنتشرة في البلاد، للتعرف على تقاليد هذا الشهر الفضيل.
وأوضح أن الإسلام يمثل الديانة الثانية بعد المسيحية في روسيا، حيث يعد المسلمون أكبر أقلية دينية في البلاد، وطول ساعات الصوم والتي تصل أحياناً إلى أكثر من 20 ساعة، تجعل من بعض المسلمين يواجهون ظروفاً صعبة في صيام شهر رمضان.
والخيم الرمضانية تمنحهم فرصة الإفطار في جو عائلي، وتجنبهم مشقة العودة للبيت لإعداد الإفطار.
وإلى جانب مسلمي روسيا تستقطب هذه الخيم أيضاً العرب والأجانب الوافدين والمقيمين في روسيا، فيمارسون شعائرهم الدينية وتلاوة القرآن الكريم وأداء صلاة التراويح والتي تعتبر من الشعائر المهمة التي يتميز بها هذا الشهر.
من جانبه، أكد الإعلامي سيرجي إيفانوفيج حرصه الكبير على حضور الدعوة إلى الخيم الرمضانية كل عام، ليس لأجل تذوق الأطعمة والمأكولات المقدمة، ولكن للمشاركة في الأجواء الرمضانية المتميزة التي تقام في هذا الشهر، وكذلك مشاركة زملائه المسلمين شهرهم الفضيل، كجزء من التعايش السلمي بين القوميات في روسيا.
وأعرب عن إعجابه الشديد بالالتزام الكبير الذي يبديه الصائمون في الحضور إلى مثل هذه المناسبات، وجو الألفة الكبير الذي يسود بين الحضور، والذي يعكس بشكل كبير التعاليم والتقاليد الإسلامية التي تدعو إلى التسامح والسلام.
ويرى بوريس محميدوفيج من قيرغيزستان، أن أكثر ما يميز الخيم الرمضانية في موسكو، هو ذلك التنوع الكبير في موائد الإفطار، باختلاف عادات والشعوب وتقاليدها، وكذلك خلق أجواء إسلامية للتعارف بين الشعوب المختلفة في جو يسوده الألفة والمحبة والدعوة إلى التآخي.
وأشار إلى أنه نظراً لفروق التوقيت في المدن الروسية، فإن المسلمين في يؤدون فريضة الصلاة في أوقات متباينة، ويلاقون صعوبة في تحديد أوقات الصلاة ومواعيد الصوم أو الالتزام بمواعيد الإفطار، لذلك فإن الخيم الرمضانية التي تقام في عموم مساجد البلاد، كفيلة بتنظيم مآدب رمضانية للإفطار في موعدها المحدد.
وتتنافس الجمهوريات الإسلامية في روسيا الاتحادية ودول آسيا الوسطى على تنظيم موائد إفطار في الخيم الرمضانية تقدم فيها الأكلات الشعبية المشهورة في بلدانهم خلال أيام الصيام.
ذلك إلى جانب تقديم موشحات دينية وفعاليات فنية مستلهمة من التراث الشعب وتزويد الحضور بالمعلومات التعريفية عن كل جمهورية سواء بالكتب التي يتم توزعيها أو في عرض أفلام.
وأعربت سفتلانا ميلكوفا، من دائرة الشؤون الاجتماعية في محافظة موسكو، عن إعجابها بالخيم الرمضانية التي تجمع الزائرين لها من جميع الأطياف والديانات الموجودة في روسيا، لتؤكد من جديد حقيقة التعايش السلمي بين القوميات الروسية الإسلامية والمسيحية والبوذية وبقية القوميات التي يصعب حصرها.
وأكدت أن روح التسامح السلمي بين هذه القوميات تزيد من قوة البلاد في مواجهة المخاطر الخارجية.
ويتوقع مركز بيو للأبحاث أن يرتفع نسبة المسلمين في روسيا إلى نحو 13% بحلول عام 2030، و17% بحلول عام 2050، إذ يشكّل المسلمون أغلبية سكان جمهوريتي بشكورتوستان وتترستان "منطقة نهر الفولجا".
وكذلك يسود الإسلام بين القوميات الواقعة شمال منطقة القوقاز بين البحر الأسود وبحر قزوين ومنهم الشركس والبلقار والشيشان والإنغوشيون والقبرديون والقراشاي وعدد من شعوب داغستان.
كما تشهد مناطق أخرى من البلاد تزايداً ملحوظاً من السكان المسلمين في موسكو، وضواحي أورنبورج بالإضافة إلى جمهورية أديجيا ومقاطعة آستراخان في المنطقة الفيدرالية الجنوبية.