رمضان في إثيوبيا.. مسلمون ومسيحيون على موائد الإفطار
عدد من مسيحيي إثيوبيا يؤكدون أنهم يترقبون حلول شهر رمضان لتهنئة إخوتهم من المسلمين والإفطار معهم وتقديم الهدايا لهم.
تتمتع إثيوبيا بتاريخ طويل من التعايش والسلام، ولعل أبرز شواهده هجرة صحابة الرسول لها في عهد فجر الإسلام، حيث لم يجدوا سوى القبول والتعايش مع غير المسلمين، وحتى الآن يوجد في إثيوبيا أسر يدين نصفها بالإسلام والنصف الآخر المسيحية، وعلى الرغم من ذلك يتعايشون في محبة وسلام ويبادرون لتهنئة بعضهم في كل المناسبات الدينية.
"العين الإخبارية" التقت عددا من مسيحيي إثيوبيا الذين أكدوا أنهم يترقبون حلول شهر رمضان لتهنئة إخوتهم من المسلمين، وأن منهم من لديه ذكريات جميلة في هذا الشهر خلال السنوات السابقة، تتعلق بالإفطار مع أصدقائهم المسلمين في مختلف المواقع، وتقديم الهدايا لهم.
وتقول الطالبة ليديا يوهانس: "أتذكر الشهر عند صيام جيراني من المسلمين حيث يدعونني للإفطار معهم، وأسجل حضورا كبيرا في إفطار رمضان، وأفضل التمر والشوربة، وكثيرا ما يحضرون الطعام لنا في البيت إذا لم نذهب إليهم، وكثيرا ما أذهب لمساعدتهم في مختلف المناسبات، خاصة عند تحضير وجبات الإفطار".
وللعديد من الأفراد ذكريات جميلة مع شهر رمضان، فمنهم من يتذكر أصدقاءه المسلمين إبان فترة الدارسة في الجامعات وكيف كانوا يصومون، ومنهم من يتذكرون زملاءهم في العمل، وهنالك من كانت له تجربة مع مائدة رمضان التي شارك فيها، أو شارك في إعدادها مع الأصدقاء.
وتقول أليني طلاهوون من ضاحية سدست كيلو بأديس أبابا: "أتذكر كثيرا في شهر رمضان، خالي وأصدقائي مسلمون، وكنت أتذكر عندما يستيقظون في منتصف الليل للذهاب للمسجد، وكنت أذهب معهم وأنتظرهم في الخارج حتى ينتهوا من صلاتهم، وكثيرا ما أجلس معهم على مائدة رمضان، وكنت أفضل الحلويات، وأغلب أصدقائي من المسلمين يدعونني للإفطار معهم خلال الشهر، وأحب طعامهم جدا وأتناول كل شيء، وكذلك أحتفل معهم بالعيد ولا أفوت هذه الفرصة أبدا".
ويقول يوسف المو: "أذهب لتهنئتهم وكثيرا ما يدعوننا للإفطار مهم، حيث أحب جلساتهم والتجمع على الإفطار، وأقول لهم رمضان كريم، وتصومون وتفطرون بخير".
ويؤكد فقادي سلاسي فلقي: "لدي العديد من الجيران والأصدقاء مسلمون، وكنا في الأحياء نلعب الكرة، وعندما يدعو المسلمون أبناءهم يدعوننا معهم، وكنا ندخل مع أبناء جيراننا المسلمين لتناول الإفطار، ولا يفرقون بيننا وبين أبنائهم، وأفضل التمر والسامبوسة والعديد من الأطعمة، التي تعد في شهر رمضان، وحياة المسلمين جميلة في هذا الشهر، حيث نلمس الحب والتعايش فيما بينهم".
ويقول أدوليس صاحب صالون للحلاقة: "أولا أهنئ كل المسلمين وكل الإثيوبيين أيضا، وأنا لدي العديد من الزبائن من المسلمين، ولدي العديد من الذكريات في رمضان وعندما أسمع بقدوم شهر رمضان أستحضر صورة التمر في ذاكرتي، وأقوم بكل الطقوس معهم ما عدا الصلاة، وأستمتع بهذه الطقوس كثيرا وهي أجواء جميلة وعشت لفترة طويلة في الخارج وأغلب أصدقائي من المسلمين، وعندما أكون معهم لا أشعر بأنني غريب بينهم".