"حنصوم رمضان من غير كيزان".. احتفالات بالسودان لدحر "الحركة الإسلامية"
السودانيون يحتفلون بدحر "الحركة الإسلامية" السياسية ورموزها من سدة الحكم في البلاد، ويطالبون بحل الحركة التي تسببت في تأخر نهضة البلاد.
ردد متظاهرون سودانيون، الخميس، بالعاصمة الخرطوم هتافات مناهضة لـ"الحركة الإسلامية" السياسية التي تعد المكون الرئيسي للحزب الحاكم في السودان، وهي النسخة السودانية من تنظيم "الإخوان المسلمين" الدولي.
هتافات رددها محتجون بعدما داهم جنود من الجيش السوداني مقر "الحركة الإسلامية" التي يتزعمها الرئيس المعزول عمر البشير، في وقت كان يستعد فيه الجيش لإصدار بيان مهم بشأن تطورات الأحداث في البلاد.
وفيما كانت تبث الإذاعة السودانية الأناشيد الوطنية في انتظار بيان الجيش، عمت شوارع السودان حالة من الفرحة وسط مظاهر احتفالية بنجاح حراكهم الشعبي في الإطاحة بالبشير وبالحركة الإسلامية ورموزها من سدة الحكم في البلاد.
وهتف السودانيون "حنصوم رمضان من غير كيزان"، و"كيزان" توصيف ساخر يطلق على أعضاء جماعة الإخوان المسلمين و"الحركة الإسلامية" السياسية التي ساندت البشير في الوصول للسلطة وتعد الجناح العقائدي لحزبه.
ويُطلق السودانيون على هذا النظام مصطلح "الكيزان" نسبة إلى مقولة "الدين بحر ونحن كيزانه" التي يرجعها البعض إلى حسن الترابي في حين ينسبها آخرون لحسن البنا، والمراد بها أن الإخوان المسلمين هم تلك الكؤوس الغارفة من بحر الدين.
و"الكوز" هي كلمة عربية تعني الكوب أو الكأس، لكن نظرا لاقترانها بنظام البشير، أضحى مصطلح "كيزان" في السودان مرادفا للإجرام والفساد والنفاق الديني.
وتمثل الفترة منذ تسلم البشير السلطة في البلاد عام 1989، وتأسيس حزب المؤتمر عام 1991، أطول فترة حكم للإسلاميين في السودان، وربما في المحيط الإقليمي.
ورأى متظاهرون يحملون الأعلام السودانية أن 30 عاما من القمع والفساد وانتهاك الحقوق يجب أن تنتهي، وطالبوا بحل "الحركة الإسلامية" السياسية التي تسببت في تأخر نهضة البلاد وتراجع اقتصادها بشكل كبير.
وأعلن الجيش السوداني، اليوم الخميس، أنه اقتلع النظام وتحفّظ على رأسه (البشير) في مكان آمن.
وتلى بيان الجيش وزير الدفاع السوداني، الفريق أول عوض بن عوف، الذي أعلن خلاله ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻣﺠﻠﺲ ﻋﺴﻜﺮﻱ اﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻳﺘﻮلى ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﻔﺘﺮﺓ اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻣﺪﺗﻬﺎ عامان، وﺗﻌﻄﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍلاﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻟﺴﻨﺔ 2005، وفرض ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻟﻤﺪﺓ 3 ﺃﺷﻬﺮ ﻭﺣﻈﺮ ﺍﻟﺘﺠﻮﺍﻝ ﻟﻤﺪﺓ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﺴﺎء ﺇلى ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎ، وغلق ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﻟﻤﺪﺓ 24 ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﺤﻴﻦ ﺇﺷﻌﺎﺭ ﺁﺧﺮ.
وفيما يتعلق بمؤسسات البلاد، أفاد بيان الجيش بحل ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﺍﺏ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﻭﺣﻞ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻒ ﻭﻛﻼﺀ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ، إلى جانب ﺣﻞ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ، وﺣﻞ ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﻣﺠﺎﻟﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﺗﻜﻠﻴﻒ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﻭﻟﺠﺎﻥ ﺍﻷﻣﻦ بأﺩﺍﺀ ﻣﻬﺎﻣﻬﻢ.
وشهد السودان اليوم الخميس، حملة اعتقالات واسعة شملت الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية الزبير محمد الحسن، ونائبي البشير السابقين بكري حسن صالح وعلي عثمان محمد طه، ورئيس حزب المؤتمر الحاكم المفوض أحمد هارون، ووزير الدفاع الأسبق عبدالرحيم محمد حسين، ووزير الصحة بولاية الخرطوم والقيادي بالحزب الحاكم مأمون حميدة.
وترأس البشير حزب المؤتمر الوطني والهيئة القيادية العليا للحركة الإسلامية، في حين تولى نائبه بكري حسن صالح منصب نائب الأمين العام للحركة.
ومنذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، يشهد السودان مظاهرات متواصلة ضد الحكومة، اندلعت في بدايتها، بسبب ارتفاع الأسعار ونقص السيولة النقدية، قبل أن تتطور لاحقاً إلى احتجاجات تطالب برحيل الرئيس البشير وحزبه الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTE1IA==
جزيرة ام اند امز