بالصور.. ليلة رؤية هلال رمضان.. لكل شعب طريقة
هلال رمضان، في ليلة رؤيته يسيطر على المسلمين حول العالم أجواء التحرّي والترقب والانتظار في قالب من البهجة والفرحة
هلال رمضان، في ليلة رؤيته يسيطر على المسلمين حول العالم أجواء التحري والترقب والانتظار في قالب من البهجة والفرحة، وروحانيات تسجل أقصى درجاتها في السمو، كُل ينتظر لحظة الإعلان عن ظهور الهلال وبدء الصوم.
ولعل بعض الشعوب تختلف في طريقة استقبالها للهلال المبارك، والإعلان عن دخول شهر رمضان، وإن جاز التعبير فلكل شعب طريقة.. أبرزها التالي:
تغريد الغلمان في السعودية
عقب أذان مغرب اليوم الأخير من شعبان، يجتمع أهل السعودية حول شاشات التلفزيون منتظرين انقطاع البث المعتاد ثم ظهور المذيع وعلى محيَّاه بسمة مضيئة ليزفّ للناس إعلان مجلس القضاء الأعلى بدخول شهر الخير والبركة والغفران والعتق من النيران، وما إن يسمع الغلمان الخبر، حتى يخرجوا جماعات وبيدهم الدفوف وهم يغردون بعبارات فلكلورية معروفة لديهم مثل: (جاكم رمضان بالفرحة، جاكم رمضان بالبهجة، جاكم رمضان يا مرحى لهذا الشهر اللي جاي).
سيبانة رمضان في لبنــــان
أشهر بلاد الشام التي تحتفظ بطقوس خاصة ليلة الرؤية، فقد اعتاد اللبنانيون على تسمية ليلة رؤية هلال رمضان بـ (سيبانة رمضان)، وفيها يتفق الأقارب والجيران على القيام بنزهة على شواطئ لبنان المختلفة بعد صلاة العشاء، ويخصصون هذه الليلة لتناول الأطايب والمآكل في هذا اليوم الأخير من شهر شعبان، ويمضون سهرة طويلة، يرددون خلالها عبارة (ودّع الاكل، ما توفر شي، بكرا بتندم).
وكانت تسمّى (استبانة) بمعنى تبيان حقيقة حلول شهر الصوم، إلا أن أهالي بيروت حرّفوا الكلمة مع مرور الزمن إلى (سيبانة) تسهيلاً للفظها.
زغاريد تركيـــــــــــــــا
لهذه الليلة فرحة خاصة لدى الأتراك، فبعد إعلان ثبوت الرؤية تنطلق الزغاريد من البيوت خاصة العريقة منها أو التي مازالت تضم الأجيال الكبيرة كالجد والجدة ليعبّروا عن هذه الفرحة، وتفوح من البيوت روائح المسك والعنبر وماء الورد، فقد جرت العادة على نثْر هذه العطور الطبيعية على عتبات الأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل.
في هذه الليلة أيضا يمكنك أن تلاحظ بوضوح ظاهرة إنارة مآذن الجوامع المنتشرة في تركيا، منذ إعلان ميلاد هلال رمضان عند صلاة المغرب وحتى الصباح الباكر، وتستمر حتى نهاية الشهر.
ومظهر إنارة المآذن يسمى عند الأتراك بـ “محيا” وهو المظهر المعبر عن الفرحة والبهجة بحلول الشهر المبارك، حيث يتم إنارة حوالي 77 ألف مسجد في تركيا بدءا من ليلة الرؤية.
"حالّو يا حالّو" في مصر
مع ثبوت رؤية هلال رمضان والإعلان عنه رسميا في بث مباشر من دار الإفتاء، يتحول الشارع المصري إلى احتفالية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تختلط فيها الروحانيات مع الطقوس الرمضانية المتعارف عليها في رمضان، فتنشط حركة الناس في الأسواق ليستكملوا شراء المستلزمات الأخيرة من أجل مائدة سحور وفطور مميزة.
ويكمل المصريون ما بدأوه من تزيين الشوارع بالفوانيس الملونة وأوراق الزينة، ويبدأ الأطفال فعليا حمل الفوانيس والتجول في الشوارع مرددين أناشيدهم المصرية القديمة المرحبة بقدوم الشهر، وأشهرها "حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو، ووحوي يا وحوي).
"فوانيس" فلسطين
لا تختلف في أجوائها كثيرا عن مصر التي يحتفل أهلها بإشعال الفوانيس، فبعد الإعلان عن دخول شهر رمضان، يبدأ الفلسطينيون في الاحتفال، حيث تصدح المساجد بالدعاء والابتهالات معلنة الصيام، ويتجه المسلمون إلى المساجد ليؤدوا صلاة التراويح، ويخرج الأطفال حاملين الفوانيس التي تعد من التقاليد القديمة التي ما زالت حتى اللحظة، حيث يحرص الأهالي على إدخال البهجة على نفوس أطفالهم من خلال شراء الفوانيس لهم، ومن لم يستطع شراءها إما يقوم بعمل فانوس بسيط له أو يكتفي الأطفال بالخروج للإعلان عن رمضان بصيحاتهم وفرحهم وضحكهم العالي بقدوم الشهر الفضيل.
"العواشر المبروكة" في المغرب
"عواشر مبروكة" الجملة التي يتبادلها أهل المغرب للتهنئة بظهور الهلال المبارك، في إشارة إلى تقسيم رمضان ثلاث عشرات، الأولى رحمة والثانية مغفرة والثالثة عتقٌ من النار
ويقدم المغاربة الحلوى إذا ثبتت رؤية الهلال ويطوف الأطفال بالحلوى لتوزيعها على الناس والمصلين في المساجد في آخر ليلة من شعبان.
"يا محروق العظام" الجزائر
مع نهاية شهر شعبان وبداية شهر رمضان، تعم الفرحة والسرور أرجاء المدن الجزائرية، حيث تبدأ وسائل الإعلام الجزائرية المرئية والمسموعة في الجزائر في إذاعة خبر رؤية هلال شهر رمضان، ويهنئ الجميع بعضهم البعض بقدوم الشهر المبارك.
أما الأطفال فيخرجون إلى الشوارع ويغردون بأناشيد دينية وتراثية تعبر عن دخول الشهر الكريم، وبعض الأهازيج التي تتوعد الذين لا يصومون، مثل: (يا واكل رمضان يا محروق العظام)، ويسهرون خارج المنازل حتى وقت متأخر لمزاولة احتفالاتهم وألعابهم وأناشيدهم.
"شعر رمضان" في موريتانيا
البلد الملقب ببلد حفظة القرآن والمليون شارع، لهم عادة غريبة تنطلق بعد ثبوت رؤية هلال رمضان، فيزدحم الحلاقون مع بداية الشهر الكريم حيث يقوم معظم الموريتانيين منذ ليلة الرؤية وخلال الأيام الأولى للشهر بحلق شعر الرأس تيمنا بما تقول الذاكرة الجمعية للموريتانيين القدامى "إن الحلق ضروري حتى ينبت لكل شخص شعر رمضان".
"الطوافات" في ماليزيا
القرع على الدفوف وسيلة الماليزيين للإعلان عن دخول الشهر بعد ثبوت الرؤية، بجانب إذاعة بيان في وسائل الإعلام الماليزية عن قدوم شهر رمضان، وترش الشوارع الرئيسة، وتنظف الساحات العامة، وتعلّق أسلاك الزينة والمصابيح الكهربائية في الشوارع والمساجد.. وتطوف السيدات بالمنازل لقراءة القرآن ما بين الإفطار والسحور ويسمون "الطوافات"، وترش الشوارع بالمياه عند ثبوت الرؤية، وتنظف المساجد ويضعون فيها البخور.
"اللوبران" في إندونيسيا
بعد إعلان المكتب الشرعي ثبوت الرؤية، يبدأ "اللوبران" وهو طقس يتمثل في منْح جميع التلاميذ إجازة في أوّل أسبوع من شهر رمضان ويتجه الرجال إلى المسجد لإحياء صلاة التراويح والنساء يتجهن إلى المساجد قبل إعداد أول سحور جماعي وتنير مآذن المساجد بأنوار مختلفة.
"المشاعل" في جزر القمر
في الليلة الأولى من رمضان "الرؤية" يخرج السكان في جزر القمر حاملين المشاعل متجهين إلى السواحل، حيث ينعكس نور المشاعل على سفح الماء ويضربون الطبول إعلاناً بقدوم رمضان ويسهرون حتى السحورعلى السواحل حتى الصباح.
"الزفة" في السودان
يعتمد أهل السودان في إثبات هلال رمضان على ما تبثه وسائل الإعلام الرسمية من إذاعة وتلفاز بهذا الشأن، وبثبوت رؤيته الهلال يحدث ما يُعرف بـ (الزفة)، إذ تنتظم مسيرة مكونة من رجال الشرطة، والجوقة الموسيقية العسكرية، ويتبعهم موكب رجال الطرق الصوفية، ثم فئات الشعب شبابًا ورجالاً، وتطوف الزفة في شوارع المدن الكبرى، معلنة بدء شهر الصيام.