عمر جهاد.. مصور مصري يوثق المهن الرمضانية قبل زوالها
المحلة الكبرى مدينة ذات خصائص فريدة تفرض نفسها في رمضان
يوثق المصور المصري الشاب عمر جهاد للمشاهد اليومية في نهار رمضان بالتركيز على المهن المرتبطة بالشهر الكريم التي يتراجع حضورها بقية أيام السنة وأكثر من ذلك يفضل متابعة حضور رمضان في الأقاليم خارج القاهرة كعاصمة المركزية.
ويرى جهاد الذي يدرس الإعلام بجامعة جنوب الوادي أن الكاميرا تلعب الدور الأهم في التقاط التفاصيل الإنسانية وترصد مختلف أشكال التراث الثقافي اللا مادي المهدد بالاختفاء في ظل العولمة ورقمنة مختلف أشكال الحياة اليومية.
يقول جهاد: "شهر رمضان له مكانته الفريدة في ذاكرة ووجدان المصريين، وتاريخيا ابتكروا مظاهر احتفالية مختلفة للتعامل معه كانت تركز بالضرورة على صناعة أشكال الزينة والفوانيس أو الحلوى الشعبية وتتحول أمام أي مصور الى كرنفال يغري بتتبع مساره وتصويره".
وفي ظل جائحة كورونا تغيرت ملامح رمضان إلى حد بعيد، وتضاءلت فرص المصورين في التقاط صور تركز على التجمعات حيث لم يعد هناك وجود لأية مظاهر احتفالية أو تجمعات مسائية التزاما بتعليمات التباعد وحظر التجوال التي تسببت في إغلاق المساجد وبسبب هذه العزلة عادت المشاهد النهارية لفرض نفسها على أي مصور بوصفها الفرصة الوحيدة للحصول على صور تؤكد وجوده.
انطلق جهاد من تصور أن رمضان يقاوم العزلة والمدن الصغيرة لها أدواتها في مقاومة العزل الاجتماعي واجراءات التباعد التي تكاد تختفي تماما في المدن الصغيرة التي تعتمد على التواصل البسيط وشبكة من العلاقات العائلية يصعب التحكم فيها.
يتابع عمر جهاد الذي نال من قبل عدة جوائز دولية ومحلية في التصوير: "أوجدت الكورنا تحديات فرضت نفسها على استقبال الناس لرمضان وبالتالي أثارت فضولي للبحث عن الكيفية التي تمكن الناس من قضاء أوقاتهم بعيدا عن الشاشات والمسلسلات".
تابع عمر مشاهد لعشرات العمال الذين يمثل رمضان لهم المناسبة الرئيسية لكسب الرزق مثل صناع الزينة والحلويات الشعبية كالكنافة والقطايف التي تكاد تكون تقليدا ثابتا على كافة الموائد.
سعى جهاد لاستكشاف وتوثيق هؤلاء بالتركيز على مدينة المحلة الكبري التي تحظى بسمات حضرية مختلفة فهي أحد المراكز الصناعية الرئيسية في دلتا مصر وتتسم بكثافة سكنية عمالية مرتفعة وتوقع أن عمالها ليست لديهم رفاهية المكوث في المنزل. ورصد مشاهد الكنفاني التي تزدهر مهنته في هذا الشهر ويُقبل الناس علي الشراء منه وبائع مشروبات التمر والسوبيا الذي يتجول الشوارع الى جانب بائعي المخللات والتمور وغيرها.
ولاحظ بعين المصور المحترف أن هناك بعض الهوايات التي انتشرت أثناء الحجر بسبب توقف الدراسة فاتجه الكثير من الطلاب وغيرهم إلى صناعة الطيارات الورقية، حيث تشتهر المدينة بذلك وتنتشر ممارسة تلك الهواية في الإجازة الصيفية للمدارس.
ومع قدوم الشهر الكريم أصبح من عادات بعض السكان اليومية الصعود الى أسطح المنازل أو الذهاب الى الاماكن العامة مثل الكورنيش الذي تم انشائه جديدا من اجل ممارسة تلك الهواية التي كانت سمة للمدن الصغيرة في مصر
وهناك أيضا من اتجه إلى الصيد وتابعته عدسة عمر جهاد حيث أصبحت شواطئ النيل في المحلة ممتلئة بالصيادين هواة ومحترفين يقضون وقتهم في انتظار مدفع الإفطار.