رمضان الإمارات.. عطاء عابر للحدود يتوجها عاصمة عالمية للخير
مساعدات إماراتية تصل تباعا لمختلف أنحاء العالم خلال شهر رمضان، تتوج بها الإمارات دبلوماسيتها الإنسانية وترسّخ مكانتها كعاصمة عالمية للخير.
مساعدات تتواصل ضمن مبادرات عدة تعزز موقع دولة الإمارات الرائد على خارطة الدول الأكثر عطاءً حول العالم، خاصة خلال الشهر الكريم.
ورغم أن تلك المساعدات مستمرة على مدار العام، ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، فإن تلك المساعدات تزداد خلال شهر رمضان الكريم، نظرا لما يحمله هذا الشهر من خصوصية تجسد معاني الرحمة والتسامح والكرم والعطاء والنبل.
ويتواصل في الإمارات جمع التبرعات لحملة "وقف المليار وجبة"، التي تدشن أكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام في رمضان بشكل مستدام، لتوفير شبكة أمان غذائي للفئات الأكثر احتياجاً، والمساهمة في مكافحة الجوع وسوء التغذية، خاصة لدى ضحايا الكوارث والأزمات حول العالم.
وفيما تتواصل الحملة، أطلق بنك الإمارات للطعام، التابع لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، مبادرة خلال شهر رمضان المبارك، تستهدف توفير 3 ملايين وجبة لإيصال الغذاء إلى أكبر عدد من المحتاجين داخل دولة الإمارات وخارجها.
يأتي هذا فيما تتواصل جهود دولة الإمارات لدعم ومساعدة تركيا وسوريا، لتخفيف آثار الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين، في 6 فبراير/شباط الماضي، مجسدة أسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية.
ومع حلول شهر رمضان، بدأت فرق الهلال الأحمر الإماراتي في سوريا، توزيع 5000 سلة غذائية من المير الرمضاني على العائلات السورية، وتنفيذ خيام رمضانية في 5 مناطق، وتوزيع 75 ألف وجبة إفطار صائم.
وفي تركيا، بدأت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بالتعاون مع شركائها في عملية “الفارس الشهم 2” توزيع 200 طن من التمور على حوالي 11 منطقة متضررة من الزلازل التي تأثرت بها بعض القرى والمدن التركية، كهدية من الإمارات خلال الشهر الفضيل.
ومن تركيا إلى ألبانيا، حيث أطلقت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، بالتعاون مع جمعية دار البر، مبادرة خيرية جديدة بمناسبة شهر رمضان تهدف إلى إعالة 500 أسرة فقيرة في جمهورية ألبانيا.
وقف المليار وجبة
وتتواصل في الإمارات حاليا حملة جمع التبرعات لـ"وقف المليار وجبة"، التي تدشن أكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام في رمضان بشكل مستدام، لتوفير شبكة أمان غذائي للفئات الأكثر احتياجاً، والمساهمة في مكافحة الجوع وسوء التغذية، خاصة لدى ضحايا الكوارث والأزمات حول العالم.
وتعتبر حملة "وقف المليار وجبة" أحدث مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي تضم عشرات المبادرات والمؤسسات التي تنفذ برامج العمل الخيري والإنساني في مختلف أنحاء العالم ضمن 5 محاور رئيسية: هي المساعدات الإنسانية والإغاثية، والرعاية الصحية ومكافحة المرض، ونشر التعليم والمعرفة، وابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات، بما يدعم العمل الإنساني المؤسسي، ويحقق استدامته ويوسع أثره الإيجابي، ويكرّس ثقافة الأمل في المنطقة والعالم ويسهم في تحقيق التنمية المنشودة لمستقبل أفضل.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أطلق في 19 مارس/آذار الجاري حملة "وقف المليار وجبة"، والتي تدشن صندوقاً وقفياً لإطعام الطعام بشكل مستدام.
وتستهدف الحملة، التي تتزامن مع شهر رمضان الكريم، حشد أكبر جهد محلي وإقليمي ودولي للمساهمة في تفعيل برامج مستدامة لمكافحة الجوع والقضاء عليه في إطار مؤسسي مستدام.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "جرياً على عادتنا السنوية مع تباشير الشهر الفضيل نطلق هذا العام بإذن الله مشروع (وقف المليار وجبة) في شهر رمضان المبارك، هدفنا توفير مئات الملايين من الوجبات بشكل مستدام لعشرات السنين القادمة عبر هذا الوقف، صدقة جارية لشعب الإمارات وخير غير منقطع بإذن الله".
وأضاف: "يعاني 828 مليون إنسان من الجوع، أي شخص من كل عشرة أشخاص في العالم، وواجبنا الإنساني والأخلاقي والإسلامي، خاصة في شهر الصيام، إغاثة الملهوف وإطعام الجائع، والوقف خير دائم بإذن الله وقليل دائم خير من كثير منقطع، وفقنا الله وإياكم لكل خير وحفظ دولتنا من كل شر".
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "وقف المليار وجبة رسالة من الإمارات وشعبها للإنسانية في كل مكان في العالم، رسالتنا الأخلاقية تحتم علينا أن نكون في صدارة الجهد العالمي للقضاء على الجوع ورفع المعاناة عن الإنسان أينما كان".
وتنضوي حملة "وقف المليار وجبة"، تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، المؤسسة الأكبر من نوعها إقليمياً والمعنية بالعمل الإنساني والتنموي في مختلف أنحاء العالم.
تأتي هذه الحملة استكمالاً لحملات إطعام الطعام التي تم إطلاقها بتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الأعوام الثلاثة السابقة بداية بحملة 10 ملايين وجبة، التي أطلقت في رمضان 2020 كأول وأكبر حراك مجتمعي تضامني لتوفير الدعم الغذائي للمتضررين داخل الإمارات من تداعيات أزمة وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، مروراً بحملة 100 مليون وجبة، التي أطلقت في رمضان 2021 كأكبر حملة إقليمية لتقديم الدعم الغذائي للمحتاجين في 20 دولة في المنطقة العربية وقارتي إفريقيا وآسيا، وانتهاء بحملة مليار وجبة التي أطلقت في رمضان 2022 كأضخم حملة من نوعها إقليمياً بهدف توفير مليار وجبة في 50 دولة بما يعزز مساهمة الإمارات النوعية في الجهد العالمي للقضاء على الجوع.
ويساهم "وقف المليار وجبة" في استدامة العطاء والخير وفتح باب جديد من البذل أمام المؤسسات والشركات ورجال الأعمال والشخصيات المشهود لها في العمل الإنساني والأفراد القادرين على المساهمة في الحملة، الأمر الذي يرسخ ثقافة الوقف في المجتمع الإماراتي باعتباره إرثاً ثقافياً عربياً راسخاً ورافداً إنسانياً وتنموياً حضارياً، يتم ادخاره لمستقبل الأجيال ويؤمّن لهم الاستدامة من خلال صناديق وقفية داعمة للخطط والمشاريع التنموية والمجتمعية المختلفة.
وتستهدف حملة "وقف المليار وجبة" إيجاد حلول مستدامة للتصدي للجوع وأسبابه واحتواء تداعياته، وتنفيذ برامج ومشاريع ومبادرات موجّهة، ضمن خطط منهجية ومستهدفات محددة لمكافحة الجوع ومساندة الفئات الأكثر هشاشة في العالم.
بنك الإمارات للطعام.. 3 ملايين وجبة
وجنبا إلى جنب مع "وقف المليار وجبة"، أطلق بنك الإمارات للطعام، التابع لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، مبادراته خلال شهر رمضان المبارك، والتي تشمل توفير ثلاثة ملايين وجبة من التبرعات، بالتعاون مع الشركاء.
يأتي هذا بتوجيهات حرم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، الرئيسة الأعلى لمؤسسة بنك الإمارات للطعام.
وتهدف المبادرة إلى إدارة فائض الطعام والحدّ من هدره، وإيصال الغذاء إلى أكبر عدد من محتاجيه داخل دولة الإمارات وخارجها، إضافةً إلى رفع الوعي المجتمعي للوصول إلى صفر مخلفات طعام.
وقال داوود الهاجري، نائب رئيس مجلس الأمناء في بنك الإمارات للطعام: "تُعدُّ مبادرات البنك خلال شهر رمضان الفضيل، انعكاساً لغايته السامية كمنظومة إنسانية تُعلي من قيمة إطعام الطعام، وتجسيداً حقيقياً لقيم الإنسانية والخير والعطاء في دولة الإمارات، ورؤيتها لتحقيق الاستدامة في كافة المجالات، ويسعى بنك الإمارات للطعام عبر نشاطاته ومبادراته إلى نشر هذه القيم وترسيخها عالمياً، من خلال رؤيته ورسالته في تخطيط وضمان إدارة فائض الطعام وتسليمه للمستفيدين محلياً وعالمياً، والحدّ من هدره".
مساعدات رمضانية لسوريا
يأتي هذا فيما تواصل فرق الهلال الأحمر الإماراتي جهودها الإنسانية ضمن عملية “الفارس الشهم 2” -أحد أهم صور دعم دولة الإمارات بتوجيهات القيادة الرشيدة للشعب السوري- وذلك في إطار الدعم المتواصل للجمهورية العربية السورية جراء الزلزال الذي وقع الشهر الماضي وخلف قتلى وجرحى ومباني متهدمة.
وبدأت فرق الهلال تنفيذ مبادرات شهر رمضان الكريم والتي تستهدف ما يقرب من 160 ألفا سواء من العائلات المتضررة من الزلزال أو غيرها في عدة مناطق في سوريا، بإجمالي مساعدات تقدر بـ3.168.365 درهما.
وشرعت الفرق الميدانية بالتنسيق مع الهلال الأحمر العربي السوري في أول أيام شهر رمضان، في توزيع 5000 سلة غذائية من المير الرمضاني على العائلات السورية، وتنفيذ خيام رمضانية في 5 مناطق، وتوزيع 75 ألف وجبة إفطار صائم، وتجهيز ما يقرب من 10 آلاف كسوة عيد، إضافة إلى برنامج لزكاة الفطر يستهدف 5000 عائلة.
وتواصل دولة الإمارات جهودها لدعم الأشقاء في سوريا خلال مرحلة التعافي وإعادة التأهيل عن طريق توفير المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والأدوية بشكل مستمر والوقوف على احتياجات القطاع الصحي وتوفير ما يلزم من أدوية.
200 طن تمور.. هدية لتركيا
أيضا، بدأت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية بالتعاون مع شركائها في عملية “الفارس الشهم 2” توزيع 200 طن من التمور على حوالي 11 منطقة متضررة من الزلازل التي تأثرت بها بعض القرى والمدن التركية الشهر الماضي وخلفت عددا من الضحايا والمصابين.
وتعد هذه الكمية من التمور هدية من الإمارات للمتضررين من الزلازل بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وتعكس هذه المبادرة حرص القيادة الرشيدة في دولة الإمارات على توفير متطلبات الأسر المتضررة خلال الشهر الكريم والتخفيف من أوضاعهم الصعبة والحد من معاناتهم الإنسانية.
وسيتم توزيع التمور على الفئات والشرائح المستحقة للدعم والمساندة وفقا لأوضاعها الإنسانية والاقتصادية.
وتواصل قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع جهودها في تنفيذ مرحلة الاستقرار وإعادة التاهيل بعد نجاحها في تحقيق مرحلة الاستجابة السريعة ضمن عملية “الفارس الشهم 2”.
تتواصل جهود دولة الإمارات لدعم ومساعدة تركيا وسوريا، للتخفيف من آثار الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين، في 6 فبراير/شباط الماضي، مجسدة أسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية.
جهود رسمت ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة للشعبين التركي والسوري، بحجم تبرعات هو الأضخم حتى الآن، إذ تجاوز 150 مليون دولار.
إعالة 500 أسرة في ألبانيا
ومن تركيا إلى ألبانيا، حيث أطلقت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية بالإمارات، بالتعاون مع جمعية دار البر، مبادرة خيرية جديدة تهدف إلى إعالة 500 أسرة فقيرة في جمهورية ألبانيا.
وأوضحت شمسة محمد بن نصيف نائبة مدير إدارة الاتصال الحكومي في الهيئة أن هدف المبادرة الإنسانية المشتركة التي تأتي بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، توفير سلال غذائية لـ500 أسرة فقيرة في الجمهورية الألبانية، لافتةً إلى أن المبادرة تأتي في إطار التعاون القائم بين الهيئة وجمعية دار البر منذ سنوات في مجالات العمل الخيري، والإنساني، والتطوعي.