"المحيبس".. لعبة عراقية لإحياء ليالي رمضان الساحرة
يستقبل العراقيون شهر رمضان المبارك وسط أجواء مفعمة بالفرحة، وطقوس دأبوا عليها وباتت تقليدا سنويا متوارثا.
وتنشغل العائلات في العراق قبل دخول رمضان بأيام بترتيب أوضاع البيت من خلال التبضع والتجهز لمائدة الإفطار، التي تتميز بوجود أنواع خاصة من الأطعمة والأطباق.
ومن بين هذه الأطعمة التي تعد أساسية في الشهر الكريم "البرياني"، وهو الرز الممزوج بالمطيبات مثل الجوز واللوز وصبغات لونية وأنواع خاصة من التوابل.
وكذلك هناك مأكولات أخرى منها "كبة حامض"، و"هبيط اللحم"، و"السمك المسكوف"، فضلاً عن "الدولمة".
ولإرواء العطش يعتمد العراقيون على "شربت زبيب"، و"نومي بصرة"، وعصير "البلنكو"، وأصناف أخرى من "المشمش"، والبرتقال.
وتزدهر متاجر المعجنات وبيع الحلوى في شهر رمضان، وتسجل إقبالاً كبيراً من قبل العوائل العراقية، الذين اعتادوا على تناولها ما بين وقت الإفطار والسحور.
ورمضان شهر صلة الأرحام والجيران، ومن أشهر الطقوس في العراق تبادل الأطباق بين المنازل في الأزقة والمحال الشعبية.
وتسجل مقاهي العراق إقبالاً كبيراً لشرائح عمرية مختلفة يتبادلون من خلالها يوميات صيامهم وأحداثهم اليومية بعضها متبوعاً باللعبة الرمضانية المميزة "المحيبس".
تتألّف اللعبة من فريقين، يضمّ كلّ واحد أكثر من 50 لاعباً، إضافة إلى عدد من الحكّام، ويقوم الحكم الرئيسيّ بسحب القرعة بين الفريقين ليحدّد الفريق الذي سيبدأ بالمباراة أوّلاً.
وبعدها، يتطوّع شخصان فيحملان غطاء طويلاً لإخفاء قائد الفريق لدى تجواله على جميع لاعبي الفريق ويضع الخاتم في يد أحدهم، ويغلقون أياديهم. وبعد ذلك، يقول كلمة "بات"، ويبدأ قائد الفريق الثاني بالبحث عن الخاتم.
ويتوجب على قائد الفريق إخراج الخاتم من الفريق الخصم، الذي يتوجب أن يكون لديه مهارات خاصة، كونه يعلم أين يخبئ الخاتم ويخرجه من بين 30 لاعبا.
ويجب التركيز على يد اللاعبين في الفريق المنافس، الذين يتناقلون الخاتم بين كفوفهم بطريقة سريعة لتضليل الفريق الآخر، لذا تحتاج إلى طاقة ذهنية قوية.
وعند المساجد والمراقد الدينية، تظهر خصوصية شهر رمضان بتوافد الزائرين بعد ساعات الإفطار وهم يبتهلون بالدعاء والتضرع إلى الله أن يقبل منهم.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuMTMyIA== جزيرة ام اند امز