عثمان بن عفان.. ذو النورين وكاتب الوحي
زوّج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقية إلى سيدنا عثمان بن عفان، وحين توفيت زوجه ابنته الثانية أم كلثوم رضي الله عنها.
عثمان بن عفان بن أبي العاص، لقب بذي النورين، والمراد بالنورين ابنتا النبي صلى الله عليه وسلم "رقية" و"أم كلثوم" رضي الله عنهما؛ حيث زوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقية، وحين توفيت زوجه ابنته الثانية أم كلثوم رضي الله عنهما.
أسلم رضي الله عنه على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ومضى في إيمانه قدمًا، قويًّا هاديًا، وديعًا صابرًا عظيمًا راضيًا، عفوًّا كريمًا محسنًا رحيمًا سخيًّا باذلاً، يواسي المؤمنين ويعين المستضعفين، حتى اشتدت قناة الإسلام.
كان عثمان رضي الله عنه قد ناهز الرابعة والثلاثين من عمره حين دعاه أبوبكر الصديق إلى الإسلام، ولم يعرف عنه تلكؤًا أو تلعثمًا بل كان سبَّاقًا أجاب على الفور دعوة الصديق، فكان بذلك من السابقين الأولين، فكان بذلك رابع من أسلم من الرجال.
كان رضي الله عنه يعتق كل جمعة رقبة في سبيل الله منذ أسلم، فجميع ما أعتقه 2400 رقبة تقريبًا.
بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن عفان يوم الحديبية إلى أهل مكة، لكونه أعزَّ بيتٍ بمكة، واتفقت بيعة الرضوان في غيبته، فضرب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشماله على يمينه وقال هذه يدُ عثمان، فقال الناس هنيئاً لعثمان.
في غزوة تبوك جهز جيش العسرة بتسعمائة وخمسين بعيرًا، وأتم الألف بخمسين فرسًا، وألقى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ألف دينار، وجاء بسبعمائة أوقية ذهب صبها بين يدي رسول الله حتى جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقلب يديه ظهرًا لبطن ويدعو له ويقول: "غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت، وما أخفيت وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، ما يبالي عثمان ما عمل بعد هذا".
على الرغم من اشتهاره رضي الله عنه بالغنى والثروة والمال الوفير، فإنه قد اشتهر بالزهد في متاع الدنيا وزينتها، كان يطعم الناس طعام الإمارة، ويدخل إلى بيته فيأكل الخل والزيت.
اختصه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكتابة الوحي، وقد نزل بسببه آيات من كتاب الله تعالى، وأثنى عليه جميع الصحابة، وبركاته وكراماته كثيرة، وكان عثمان -رضي الله عنه- شديد المتابعة للسنة، كثير القيام بالليل.
بايعه المسلمون بعد مقتل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سنة 23هـ، فقد عيَّن عمر ستة للخلافة فجعلوا الأمر في ثلاثة، ثم جعل الثلاثة أمرهم إلى عبدالرجمن بن عوف بعد أن عاهد الله لهم ألا يألوا عن أفضلهم، ثم أخذ العهد والميثاق أن يسمعوا ويطيعوا لمن عيّنه وولاه، فجمع الناس ووعظهم وذكّرَهم ثم أخذ بيد عثمان وبايعه الناس على ذلك، فلما تمت البيعة أخذ عثمان بن عفان حاجباً هو مولاه وكاتباً هو مروان بن الحكم.
جمع الناس على مصحف واحد، فَوَقَى المسلمين رضي الله عنه شر فتنة الاختلاف، ولقد لاقى هذا الفعل تشجيعا واستحسانا من جموع الصحابة رضوان الله عليهم، بل قد رأينا أن منهم من أشار على عثمان رضي الله عنه بهذا الأمر، يقول علي رضي الله عنه: "رحم الله عثمان، لقد صنع في المصاحف شيئًا، لو وليت الذي ولي قبل أن يفعل في المصاحف ما فعل لفعلت كما فعل".
كان مع عثمان -رضي الله عنه- في الدار نحو ستمائة رجل، فطلبوا منه الخروج للقتال والزود عنه وهو خليفة المسلمين، فكره ذلك وقال: "إنّما المراد نفسي وسأقي المسلمين بها"، فدخلوا عليه من دار أبي حَزْم الأنصاري فقتلوه، والمصحف بين يديه فوقع شيء من دمـه عليه، وكان ذلك صبيحـة عيد الأضحى سنة 35هـ في بيته بالمدينة، وفي هذا يكون قد ضحى بروحه ودمه الطاهر في سبيل ألا يراق دم من المسلمين في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuNDcg جزيرة ام اند امز