بالصور.. إفطار رمضان على الأنقاض قهر يلفح أهالي غزة
أبو محمد دغمش اختار تناول طعام الإفطار مع عائلته في ثاني أيام شهر رمضان المبارك على أنقاض منزله المدمر من القصف الإسرائيلي على غزة.
على أنقاض منزله المدمر من القصف الإسرائيلي على غزة، اختار أبو محمد دغمش تناول طعام الإفطار في ثاني أيام شهر رمضان المبارك.
- بالصور.. غزة عقب العدوان.. أمل الحياة يكسر ألم المجزرة
- العدوان الإسرائيلي على غزة يحرم نصف مليون طالب من الدراسة
وهيأ أبو محمد جزءا من الركام ليضع عليه طاولة سلمت من القصف تناول عليها الطعام هو وعدد من أفراد أسرته، أما باقي الأسرة فتوزعوا على منازل الأقارب بعدما شتتهم القصف الإسرائيلي.
عائلات بلا مأوى
"أبو محمد" هو واحد من 130 عائلة فلسطينية فقدوا منازلهم بالكامل بعد تدميرها كليا أو شبه كليا يومي السبت والأحد الماضيين ضمن عدوان إسرائيلي واسع على قطاع غزة.
وقال لـ"العين الإخبارية": "في رمضان عادة نجتمع كلنا في منزلنا، ولكن هذا العام جاء قاسيا، خرجنا بملابسنا فقط بعدما أجبرنا على إخلاء البناية لقصفها من الاحتلال الإسرائيلي".
وشنت طائرات الاحتلال وفق رصد المكتب الإعلامي لحكومة حماس أكثر من ٢٩٥ غارة إضافة للمدفعية والبوارج استهدفت أكثر من ٣٢٠ معلما مدنيا في قطاع غزة، منها بنايات مدنية سكنية وتجارية ومقرات حكومية ومساجد وورش حدادة ومحال تجارية ومؤسسات إعلامية وأراضٍ ودفيئات زراعية.
ووفق وزارة الأشغال والإسكان بغزة، فقد بلغ عدد الوحدات السكنية المهدمة كلياً خلال العدوان 100 وحدة سكنية، و30 وحدة سكنية تضررت بشكل جزئي بالغ غير صالح للسكن، وتضرر أكثر من 700 وحدة سكنية بشكل جزئي متوسط وطفيف.
ركام بناية أبو قمر
الحزن يلف المكان، والقهر يلفح وجوه أصحاب الشقق السكنية في بناية أبو قمر السكنية -الواقعة في حي تل الهوى أرقى أحياء مدينة غزة -المكونة من 7 طوابق و28 شقة سكنية جميعهم باتوا بلا مأوى.
شاحب الوجه يبدو أيمن حسين صاحب البناية وهو يروي لـ"العين الإخبارية" كيف بات في لحظة مع باقي السكان مشردين بلا مأوى: "اتصلت مخابرات الاحتلال علينا قبيل الساعة السادسة مساء الأحد الماضي، وأبلغتنا بإخلائها خلال دقائق تمهيدا لقصفها، بسرعة أبلغنا السكان الذين خرجوا بملابسهم فقط دون إخراج أي شيء".
وأضاف "بعد ذلك قصفوا البيت بصاروخين من طائرات دون طيار، ثم صاروخين من الطائرات الحربية لتتحول العمارة بأكملها إلى كومة ركام".
يكاد يبكي وهو يشير إلى الركام الهائل، وهو يقول: "القصة ليست مجرد بيت وحجارة، كل واحد هنا اشترى شقته بعدما دفع فيها دم قلبه، هنا ذكريات كبيرة، فرح وحزن، تاريخ وشقاء عمر تحول إلى هذه الحجارة المتناثرة".
دموع القهر
أما المسن عبدالعزيز أبو عيشة (71 عاما) فلم يتمالك دموعه وهو ينظر إلى أنقاض البناية المدمرة، وقال: "لأول مرة العائلات تضطر للإفطار في الشارع".
وقال أبو عيشة لـ"العين الإخبارية": "بهذا الثوب (جلابية) خرجت من المنزل، وزوجتي خرجت بثوب الصلاة، جاءنا أحد الجيران وأبلغنا أنه تلقى اتصالا من الاحتلال بأنه سيهدم البناية".
وأضاف "كنا سالمين آمنين، جهزنا لشهر رمضان ولكن كل شيء تدمر، دم قلبنا دفعناه في هذا البيت الذي كنت أعيش فيه مع عائلتي الكونة من 13 فردا، منهم اثنان من أبنائي متزوجان".
وذكر أن أحد معارفه استضافه مؤقتا في شقة لديه في منطقة الميناء، وبعض الجيران أحضروا لهم فرشات وأغطية، بعدما فقدوا كل شيء في البيت المدمر.
aXA6IDE4LjIxNy4yNTIuMTk0IA==
جزيرة ام اند امز