بطولة رمضانية.. السجين روسي يعيد إيطاليا إلى مجد المونديال
ذكريات بطولة رمضانية تحققت في أجواء خاصة واستثنائية.. تعرف على التفاصيل.
يحمل يوم 19 رمضان من عام 1402 هجريا، الموافق 11 يوليو 1982 ميلاديا، ذكريات خاصة واستثنائية للكرة الإيطالية وعشاقها في العالم وكذلك في المنطقة العربية ممن تعلقوا بعناصر الجيل المميز للأتزوري.
ففي ذلك اليوم رفع باولو روسي كأس العالم، في البطولة التي استضافتها إسبانيا، ولم يكن أحد ليصدق أن اللاعب الذي كان يمضي عقوبة السجن قبل أيام من انطلاق المونديال سيكون على موعد مع المجد الكروي.
تغلب منتخب إيطاليا على عمالقة الكرة الألمانية في نهائي ممتع ومثير بيوم رمضاني، وربما حظي الطليان بتشجيع عربي كبير في تلك البطولة.
مساندة عربية للأتزوري
سر المساندة العربية لمنتخب إيطاليا في تلك البطولة، هو أنه اصطدم بالألمان في النهائي، ولم تنس الجماهير العربية وبالأخص الجزائري جرح المؤامرة الألمانية ضد محاربي الصحراء، بالمباراة التي لا تُنسى ضد النمسا والفوز بهدف نظيف ليتأهل كلاهما للدور الثاني وتخرج الجزائر.
تلك الواقعة التي ظلت علامة سوداء في تاريخ المنتخبين، ألمانيا والنمسا، دفعت الجزائر ومعها الكثير من أنصار الكرة العربية لتشجيع إيطاليا في النهائي ليحرز الأتزوري اللقب الثالث له في تاريخ المونديال.
روسي من السجن إلى لقب المونديال
منتخب إيطاليا في تلك البطولة لم يكن فقط بعيدا عن دائرة الترشيحات مقارنة بمنتخبات أخرى مثل ألمانيا والأرجنتين والبرازيل، بل أيضا حمل معه قصة مثيرة بطلها مهاجمه باولو روسي
روسي هداف المونديال برصيد 6 أهداف لم يكن يتوقع هذا السيناريو، حيث كان يخضع لعقوبة السجن بسبب فضيحة مراهنات، لكن لاعب بيروجيا ويوفنتوس السابق خرج من السجن وتم رفع العقوبة عنه ليجد نفسه يقود هجوم الأزرق في المونديال، بل يقوده للمجد.
الطريق إلى النهائي الرمضاني
تلك النسخة الاستثنائية شهدت لأول مرة مشاركة 24 منتخبا بعد سنوات من إقامة البطولة بـ16 فقط، ليشق منتخب إيطاليا طريقه بدءا من مجموعة متوسطة ضمت بولندا وبيرو والكاميرون.
الغريب أن منتخب إيطاليا فشل في الفوز بأي مباراة من الـ3 واكتفى بتعادل سلبي مع بولندا وبنتيجة 1-1 مع بيرو، ثم بالنتيجة نفسها مع أسود الكاميرون ليتأهل وصيفا خلف المنتخب البولندي.
نظام تلك البطولة كان يقضي بعمل مجموعات أخرى بعد تأهل المتصدر والوصيف عن كل مجموعة في الدور التمهيدي، وبطبيعة الحال تكون تلك المجموعات أكثر قوة وشراسة.
وأوقع القدر الأتزوري في مجموعة نارية بجوار البرازيل والأرجنتين، فكان يجب على المنتخب الإيطالي أن يتغلب على أفضل جيل غير متوج من لاعبي السيليساو، وأيضا حامل اللقب من راقصي التانجو.
بالفعل حدثت شبه معجزة، ولكن مستحقة، بالفوز على الأرجنتين 2-1 في برشلونة، وعلى الملعب نفسه بنتيجة 3-2 أمام البرازيل.
بالوصول إلى الدور نصف النهائي تجدد الصدام بين إيطاليا وبولندا وكانت الغلبة هذه المرة للطليان بعد تعادل سلبي في افتتاح البطولة، ثم جاء الموعد مع النهائي المثير أمام ألمانيا والفوز بنتيجة 3-1.
بدوره منتخب ألمانيا بدأ المشوار بخسارة مفاجئة من الجزائر 2-1، ثم فوز كبير على تشيلي 4-1 وأخيرا فوز مثير للجدل على النمسا 1-0 وهي النتيجة التي كانت تؤهل المنتخبين معا للدور الثاني وأطاحت بالجزائر.
في المرحلة الثانية وقعت ألمانيا في مجموعة تضم إنجلترا وإسبانيا، وتعادل الألمان سلبيا مع الإنجليز، ثم فاز على إسبانيا 2-1.
في نصف النهائي فازت ألمانيا على فرنسا 5-4 بركلات الترجيح بعد التعادل 3-3، وأخيرا إلى النهائي أمام إيطاليا.
نجوم البطولة
يمكن الحديث عن النجوم المتألقين في تلك البطولة فيما بعد باولو روسي باعتباره النجم الأبرز، لكن لا ننسى البرازيلي الأسطوري زيكو ومواطنه فالكاو، بالإضافة إلى عملاق الكرة الألمانية كارل هاينز رومينيجه، والفرنسي آلان جيريس.
أما المباراة النهائية فشهدت تألق أكثر من نجم مثل حارس الأتزوري دينو زوف، وأيضا ماركو تارديلي وأليساندور ألتوبيلي، بينما كان أبرز نجوم الألمان بول برايتنر صاحب الجوارب التي تصل إلى نصف ساقه فقط، بأسلوبه الشهير، وهانز مولر وفيليكس ماجاس.
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjEyMyA=
جزيرة ام اند امز