أمسية بيت الشعر بالشارقة.. قصائد روحانية في حُلة رمضانية
ضمن نشاط منتدى الثلاثاء استضاف بيت الشعر التابع لدائرة الثقافة في الشارقة عددا من الشعر اء من دول عربية مختلفة.
ضمن نشاط منتدى الثلاثاء، استضاف بيت الشعر التابع لدائرة الثقافة في الشارقة، ليلة أول أمس، الشعراء فاتح البيوش من سوريا وهبة الفقي من مصر وعبدالله أبو بكر من الأردن، في أمسية شعرية رمضانية تجلت فيها الروح الإيمانية وحب الوطن والإنسانية والسلام.
حضرها محمد البريكي، مدير بيت الشعر، وجمهور لافت من الشعراء والإعلاميين ومحبي القصيدة. وقدمتها أمل المشايخ التي قالت في بداية تقديمها " نحن محظوظون هذه الليلة فضيوفنا نجوم في حضرة هلال يزيّن سماء الشارقة، الهلال الذي سيكبر ليغدو بدراً ككل شيء جميل له مستقبل، من هنا من بيت الشعر من قلب شارقة القواسم عليكم من الله السلام".
افتتح الأمسية الشاعر فاتح البيوش بأبيات اختزلت وجعة العربي وهموم الإنسانية التي تعاني من الشتات والقتل والتدمير، ثم أشعل جذوة الشعر بقصيدة روحانية عن رسول الإنسانية بعنوان "أبجديات الندى" تجلت فيها اللغة بنفس صوفي محلق في الخيال سال منه ماء القصيدة:
وقفتُ أرقُبُ ظلاًّ خطوُهُ وجِفُ
ينسابُ في رقّةٍ همساً وينصرفُ
أمشي فيدركني إذ لستُ أدركهُ
كأنهُ في سديم الضوء ينخطِفُ
ثم قرأ للشارقة عشقه الذي أتى به من إدلب الشام إليها وهو يسكنها عبر سنوات وتسكنه:
عشقانِ في صدري وقلبي مولَعُ
وعلى دروبِ الوجدِ عينٌ تخشعُ
فالشامُ قد لبِست شغافي بُردةً
واسابقت شوقاً إليها الأدمُعُ
وتبتّلت في طُهرها كقصيدةٍ
صهباءَ يُسبي في هواها التُّبّعُ
وإمارةٌ سَبَت الفؤادَ بحُسنها
وتوضأت بندى شذاها الأربُعُ
وقرأت هبة الفقي قصائد لرمضان والشارقة ولأوجاع الإنسانية وغربة الأوطان بلغة رشيقة شفيفة، ومن قصيدة "عاد الهلال" التي أخذت الذاكرة إلى روح أضحى التنائي تقول:
كلُّ القصائدِ في محرابِك اعتكفت
وغرّدت باسمك الأبهى قوافينا
شهرَ الصيامِ وفيكَ العتقُ نأملُهُ
من العذابِ ومن نارٍ ستُشقينا
وعن الشارقة قرأت هبة الفقي قصيدة "زهرة في قلب الكون":
روحي بمشكاة المحاسن عالقةْ
وتميسُ في حضن العلا لتُعانقه
تشدو على غصن الجمال نشيدَها
فتميلُ أفئدةُ النسيمِ مُصادقة
واختتم القراءات الشعرية الشاعر عبدالله أبو بكر الذي قرأ نصوصاً تأملية فكرية محلقة في الخيال واللغة والصورة وعالج قضية المرأة والشاعر، وتأمل في الصورة وحدّقَ في وجهِ المرآة على مهل، وفي الصورة قال:
في الصورةِ كانَ رآني
حدّقَ في وجهِ المِرآةِ
تلفّتَ
ورأى جسداً يتساقطُ
ذاكرةً ملأى بغبارٍ أسود يتزاحمُ كجرادْ
عينين بلا بصرٍ
وفماً يتعثّرُ بالهمسْ
" هل هذا الذائبُ فيهِ أنا "
قال ..
وقد حاصرهُ البردُ
وذابت في كفّيهِ الشمسْ
في ختام الأمسية، كرم الشاعر محمد البريكي، مدير بيت الشعر الشعراء، المشاركين في الأمسية.