تعرف إلى رمسيس الثاني.. أشهر وأقوى ملوك مصر
إعلان البعثة الأثرية المصرية الألمانية عن اكتشاف أدلة جديدة عن معبد للملك "رمسيس الثاني" يدفع إلى الإضاءة من جديد على حياته
دفع إعلان البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة العاملة بمنطقة "هليوبوليس" (عين شمس) عن اكتشاف أدلة جديدة تزيد من احتمالية وجود معبد للملك "رمسيس الثاني" بالمنطقة، إلى الإضاءة من جديد على حياة هذا الملك الذي يعد الأكثر شهرة والأقوى طوال عهد الإمبراطورية المصرية.
وقد حكم رمسيس الثاني مصر وهو في ريعان الشباب لمدة 67 عاما من الفترة "1279 – 1213 ق.م" ويعد الملك الثالث من ملوك الأسرة الـ19، وقد خلف والده "سيتي الأول" وكان ولياً للعهد وهو في سن الرابعة عشر، وكان يلقب بالحاكم الشريك لوالده، فقد رافقَ والده أثناء حملاته العسكرية على النوبة وبلاد الشام وليبيا، وفي عمر الـ 22 قاد الحملات بنفسه إلى النوبة مع أبنائه.
وبالعودة إلى خبر الاكتشاف، كان محمود عفيفي رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار المصرية قد أعلن أن البعثة نجحت في الكشف عن مجموعة من البلوكات الحجرية الكبيرة في الجزء الشمالي من الموقع، عليها نقوش تصور الملك "رمسيس الثاني" كإله يحمل اسم "بر رع مسو"، لافتاً إلى أن هذه النقوش ربما كانت تزين الحجرات الداخلية للمعبد.
من جانبه قال أيمن العشماوي مدير البعثة من الجانب المصري إن بقايا النقوش المكتشفة تؤكد أن الملك "رمسيس الثاني" قام ببناء معبد في هذه المنطقة، الأمر الذي يفسر تأليهه في هليوبوليس في السنوات الأخيرة من حكمه.
وأشار ديترش راو مدير البعثة من الجانب الألماني أن البعثة نجحت في الكشف كذلك عن مجموعة من المنازل والورش تعود للعصر البطلمي، مؤكداً أنه لا يزال يجرى بها أعمال الحفائر والتنقيب للكشف عن المزيد من تاريخها والتعرف على طبيعة الحياة اليومية والأدوات التي كان يستخدمها المصريون في تلك الفترة من التاريخ المصري القديم حيث تم العثور داخلها على أواني وأدوات منزلية وتمائم.
وتاريخياً كانت مومياء رمسيس الثاني قد اكتشفت في عام 1881م بواسطة "جاستون ماسبيرو " ونقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة بعد خمس سنوات.
إنجازات رمسيس الثاني الأثرية
تركزت الفترة الأولى من حكمه على بناء المدن والمعابد والمعالم الأثرية، أسس مدينة "بي رمسيس" في دلتا النيل كعاصمته الجديدة والقاعدة الرئيسية لحملاته إلى سوريا، وقد بنيت هذه المدينة على أنقاض مدينة أواريس عاصمة الهكسوس، كما قام بإنجاز معبد" أبيدوس" الذى بدأه والده "سيتى الأول"، وفى الكرنك أتم بناء المعبد الذي قد بدأه جده رمسيس الأول، وأقام في طيبة "الرامسيوم " وهو معبد جنائزي ضخم بناه رمسيس لآمون ولنفسه، ويوجد له رأس ضخم أخذت من هذا المعبد ونقلت إلى المتحف البريطاني.
وأقام رمسيس أيضا معبد "أبو سمبل" وهو المعبد الكبير له المنحوت في الصخر ويحرس مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني وهو جالسٌ، ويزيد ارتفاع كل تمثال عن 20 مترا، كما بنى معبدا صغيرا منحوتا أيضا في الصخر لزوجته" نفرتاري "، وتوجد في واجهة المعبد 6 تماثيل ضخمة واقفة 4 منهم لرمسيس الثاني و2 للملكة نفرتاري، ويصل ارتفاع التمثال إلى حوالي 10 متر، وقد تعرض المعبد الكبير والصغير للغرق تحت مياه بحيرة ناصر، وتم نقل المعبدين بمساعدة اليونسكو إلى موقعهم الحالي.
أهم معارك رمسيس الثاني
عرف رمسيس الثاني بمهارته في ركوب الخيل والقتال بالسيوف والمبارزة ورمي السهام، فقام ببناء الجيش المصري وتعزيز قدراته العسكرية حيث بلغ عدد أفراد الجيش المصري حوالي 100 ألف رجل استخدمها لتعزيز النفوذ المصري وفرض السيطرة العسكرية على أعداء مصر آنذاك، ففي خلال عامه الخامس قام بالاشتباك مع الحيثيين في معركة "قادش" التي استمرت لمدة 15 عاما التي لم تسفر عن هزيمة أي من الطرفين فاضطر إلى إبرام معاهدة سلام عام 1258 ق. م.
واستطاع رمسيس الثاني هزيمة قراصنة البحر" الشردانيين" وهم شعوب البحر وهي شعوب هندو أوربية الذين كانوا ينهبون سفن البضائع المصرية على طول ساحل البحر المتوسط، عن طريق نصب كمين للقراصنة فقام بنشر القوات والسفن في نقاط استراتيجية على طول الساحل وانتظر إلى حين مهاجمة القراصنة على سفن مارة ثم هجم عليهم بمهارة على حين غرة في معركة بالبحر وقبض عليهم جميعًا في آن واحد.