"العشرة المنسيون".. قاعدة أمريكية تتحول لـ"مخيم لاجئين"
ضغط هائل تواجهه المرافق بقاعدة "رامشتاين" الأمريكية في ألمانيا جراء تمديد استضافة 10 آلاف لاجئ أفغاني ما حولها لما يشبه مخيما للاجئين.
شبكة "سي إن إن" الأمريكية ذكرت أن مهمة استضافة هؤلاء اللاجئين الذين من بينهم حوالي 2000 سيدة حامل، تضع المرافق بالقاعدة الجوية تحت ضغط هائل مع انخفاض درجات الحرارة ليلًا إلى درجة التجمد.
وأضافت الشبكة أن ما كان يفترض أن تكون فترة إقامة لعشرة أيام امتدت إلى أسابيع، فيما وصف مصدر أمريكي مطلع الوضع بأنه يصبح "ملحا".
وولد بالفعل 22 طفلًا لأمهات أفغانيات في "رامشتاين"، وسيزداد هذا الرقم قريبا جدا؛ إذ أن ثلثي الـ3 آلاف سيدة اللواتي يتم إيوائهن هناك حوامل، مما يتطلب وقتا وجهدا من الطاقم الطبي في القاعدة والقواعد الأخرى، بحسب ما قاله مصدران أمريكيان مطلعان على الوضع بالقاعدة.
ورغم أنها واحدة من أكبر القواعد الأمريكية في أوروبا، لم تكن "رامشتاين" مصممة أبدًا للتعامل مع مثل هذا العدد الكبير من السكان المقيمين بصورة مؤقتة لاسيما مع وجود مرافق أكبر وأفضل تجهيزا بالولايات المتحدة.
ووصف أحد المصدرين الأفغان الموجودين في رامشتاين بـ"العشرة المنسيين"، حيث تحول التركيز من الـ10 آلاف تقريبا ممن لايزالوا عالقين في ألمانيا إلى حوالي 53 ألف أفغاني تم إجلاؤهم وإيوائهم بالفعل في 8 قواعد عسكرية بشتى أنحاء الولايات المتحدة.
ضغط هائل
في الأول من سبتمبر/أيلول الجاري، قال قائد القيادة الأوروبية الجنرال تود وولترز، إن العائلات الأفغانية التي يتألف بعضها من 20 رجلًا وسيدة وأطفال، من المفترض أن يتواجدوا بالقاعدة لمدة عشرة أيام من أجل الفحص والمعالجة بموجب الاتفاق مع ألمانيا.
لكن الآن يتواجد الأفغان المتبقون في ألمانيا لعدة أسابيع، ويستعدون للبقاء لفترة أطول بعدما دفعت حالة إصابة مؤكدة بالحصبة بين الأفغان مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية لوقف الرحلات لـ21 يوما.
وقالت المصادر إن فترة التوقف من المقرر أن تستمر حتى التاسع من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لكن تحديات إيواء مثل هذا العدد الكبير من السكان بقاعدة عسكرية في الخارج زادت بشكل كبير.
وانخفضت درجات الحرارة ليلاً إلى ما يقرب من التجمد، ومن المتوقع أن تواصل الانخفاض، مما أجبر القاعدة على إيجاد مولدات ومدافئ لمئات الخيام المقامة على ممرات الطائرات ومواقف السيارات.
وقال مصدر إنه تم تزويد حوالي ثلثي الخيام بمدافئ، على أن يتم تزويد الباقي بها خلال أيام، مؤكدا حجم المشكلة التي لم يكن يفترض التعامل معها في "رامشتاين".