"نحكي دوغري".. ثنائي راب يسعى لنشر السلام في إسرائيل (فيديو)
أطلق ثنائي الراب الإسرائيلي سامح زقوت وأوريا روزنمان أغنيتهما "تعال نحكي دوغري" ضمن مشروع مشترك ينشد السلام والتعايش.
ويقول سامح زقوت الذي يسكن في شقته الصغيرة في أحد شوارع يافا الفرعية "نحن لا نقتل بعضنا كل يوم هنا"، ويضيف مبتسما "إننا نتفاهم جيدا خلال حياتنا اليومية".
ويشير موقع "دويتشه فيله" الألماني إلى أن جلوس عربي وإسرائيلي على طاولة واحدة ويتحدثان بصراحة تامة مع بعضهما، هو استثناء وأمر نادر جدا. لكن هذا هو ما يفعله بالضبط، مغنيا الراب: سامح زقوت وأوريا روزنمان، إذ يتكلمان بصراحة تامة، في مشروعهما الموسيقي المشترك "دغري" خاصة أغنيتهما "تعال نحكي دغري".
وفي كليب الأغنية الذي نشر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، يجلس سامح وأوريا على مقعدين مقيدين بحبل معا وقد أدارا ظهرهما لبعضهما. ويحاولان الفكاك والابتعاد عن بعضهما بدون جدوى، كناية عن وضع الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفي الأغنية يغني كل منهما بلغته الأم "العربية والعبرية" ويقولان فيها: "فش عنا منفس.. فش عنا منفس"، وهي صرخة وتعبير عن اليأس من حدوث تغيير بعد تصاعد العنف.
ويقول أوريا في الأغنية بالعبرية "وين ما في عرب في عمليات. وأنتو بدكم تفوتوا على نوادي ليلية تسهروا؟ مش أحسن تبطلوا تضايقوا نسوانا؟". يرد عليه سامح في الأغنية بالعربية "أنتو اليهود نسيتوا شو يعني تكون أقلية" ويضيف "عربي منيح هو عربي ميت".
وقبل كتابة نص الأغنية، سأل أوريا عشرات الإسرائيليين في مختلف أنحاء البلاد عن أحكامهم المسبقة، وقد سمع أحكاما مسبقة بالعنصرية والكراهية. ويؤكد أوريا أنه لم يتم اختلاق شيء من تلك الشتائم ويقول "هكذا نبدو عندما نكون في حفلاتنا العائلية لوحدنا".
ويضيف أوريا بأنه كان واحدا من التيار العام السائد في إسرائيل، فبعد المدرسة الثانوية التحق بالجيش جنديا مقاتلا. ويتابع: "كنت أشعر بالخوف من اللغة العربية" حيث "يتعلم المرء في الجيش بأن (العربية) لغة العدو"، ولم تكن لديه أي فكرة عن التاريخ الفلسطيني.
سامح يتحدث مع أوريا عن "النكبة" وكيف نزح الفلسطينيون عام 1948، وكيف انتشروا حول العالم من قطاع غزة في إسرائيل إلى لبنان وحتى إلى ألمانيا. سامح يحمل الجنسية الإسرائيلية ولكن لا يروق له مصطلح "إسرائيلي عربي"، ويضيف أن هذا "غير صحيح" ويقول إنه ليس مصطلحا جادا، إنه يجمل صراع الهويتين. إنه فلسطيني، ويحمل جواز سفر إسرائيلي لأنه يريد أن يكون متساويا في الحقوق مع أوريا.
وحين تقابل أوريا وسامح أول مرة، هما أيضا كانت لديهما أحكام مسبقة عن الآخر. وكان أوريا قد كتب نص أغنية "تعا نحكي دغري"، وحين عرفه أحد المنتجين الموسيقيين على مغني الراب سامح زقوت من يافا، أراد أوريا أن يؤدي الأغنية ويسجلها معه، وتكون الأغنية المشتركة الأولى بينهما.
لكن سامح كان متشككا في البداية ويقول إنه لم يكن يرغب المشاركة في "مشروع التعايش" هذا الذي يريد أن يؤكد أن العرب واليهود يمكن أن يعيشوا بسلام مع بعضهما، في حين أن هناك غليان تحت السطح، وقد تفاجأ بأن أوريا يريد التحدث بصراحة تامة.
وتمت مشاهدة فيديو كليب "تعا نحكي دغري" أكثر من 160 ألف مرة على موقع يوتيوب، وهذا ليس كثيرا مقارنة مع أغانٍ أخرى. لكن ذلك كان كافيا للفت نظر وسائل الإعلام إلى ثنائي الراب "سامح وأوريا" والاهتمام بعملهما، وإجراء مقابلات معهما داخل وخارج إسرائيل.
ووجهت الكثير من المدارس في مختلف أنحاء إسرائيل، الدعوات لهما لمناقشة نص الأغنية ومحتواها معهما. ويأمل الاثنان أن يستطيع الجيل الشاب من الجانبين "العربي واليهودي" التحرر من دوامة العنصرية والكراهية.
aXA6IDE4LjE5MS4yMzcuMjI4IA== جزيرة ام اند امز