بالصور.. رسائل الرعب من قلب الرقة.. أرملة تستغيث بأمها عبر الواتس آب
أرملة شابة محاصَرة في قلب مدينة الرقة معقل تنظيم داعش الإرهابي في سوريا تبعث رسائل صوتية على واتساب إلى والدتها التي فرّت إلى هولندا.
جالسة في شقتها المتواضعة قرب العاصمة الهولندية أمستردام، تقوم وفاء هاتفها وفتح تطبيق "واتساب"، ينتابها مزيج من مشاعر الخوف والأمل في تلقي رسالة من ابنتها الأرملة الشابة العالقة في مدينة الرقة السورية.
تسيل دموع وفاء (40 عاما)، وهي تنتظر ظهور العلامتين الزرقاوين (قراءة الرسالة)، اللتين تؤكدا أن ابنتها مها التي تبعد عنها 2020 ميلا (3250 كم) تلقت رسالتها، وهي العلامة الوحيدة التي تشير إلى أن ابنتها البالغة من العمر 23 عاما لا تزال على قيد الحياة.
- قوات سوريا الديمقراطية تعبر الفرات وتدخل الرقة من الجنوب للمرة الأولى
- تطويق الرقة بالكامل.. نهاية داعش العراق تمتد لسوريا
مها وطفلها عدي البالغ من العمر حوالي عامين محاصران في الرقة، معقل وعاصمة تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا وأحد أكثر الأماكن عزلة على الأرض، وعندما تستطيع العثور على اتصال نادر بالإنترنت بعيدًا عن العيون المراقبة، تتحدث مها إلى والدتها عبر رسالة "واتساب" صوتية.
وفي إحدى الرسائل تقول وفاء: "عندما لا أسمع أي شيء، عندما لا يكون هناك أي أخبار، يبدو الأمر وكأن شيئا داخليا يموت".
عندما وصلت وفاء إلى هولندا بعد فرارها من الرقة في عام 2014، توسلت إلى ابنتها أن تتبعها؛ ولكن خلف ظلت هناك مع زوجها وابنها، ووعدت أمها بأن تلحق بها لاحقًا، لكن الفرصة لم تسنح لها، حيث قطعت الشرطة الدينية في "داعش" رأس زوجها بعد العثور على رسالة إلى جندي من النظام السوري على هاتفه.
والآن، بعد أن حاصرت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة معقل "داعش"، يبدو أن الهرب أكثر خطورة، وأصبحت رسائل مها الصوتية لأمها يائسة بشكل متزايد، ومع الكثير من المشاعر في صوتيهما تبدو بعض المقاطع غير مسموعة.
وهذه نصوص مقتبسة من الرسائل الصوتية المتبادلة بين مها ووفاء على "واتساب" منذ يناير/كانون الثاني المضي، شاركتها وفاء مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، التي حرصت على تشويش صوت الشابة للمحافظة على سرية هويتها.
"تعبانة يا ماما وماني متحملة شي، وابني مرضان وما في علاج ولا ماي نقية ولا شي لها الطفل. بالزور بالزور (بصعوبة) دبرت له مبارح علبة حليب".
ماما طمنيني عنكم وعن أخباركم إن شاء الله بخير؟ أنا بصعوبة فتحت الإنترنت أنه ما في إنترنت".
ماما صرت عندي فوبيا منهم، أخاف. صرت أحلم بالليل إنه يجي حدا يقتلني. صرت أتخيلهم بكل مكان. ساعدينا أنا وعمتي وعدي.
ماما مو موجود شيء، لا سلع غذائية، لا ماي، لا كهرباء، ولا شي، هم (المقاتلون) عندهم مولدات كهربائية، وأكلهم ورواتبهم وكل شيء موجود عندهم.
وفي آخر رسائلها قالت: "ماما شلونك؟ شخبارك؟ ماما طلعيني من ها الأزمة. طلعيني الله يوفقك طلعيني، إذا ما طلعتيني راح أسوي بحالي شي".