أسرار قناع فرعوني في «سقارة».. الغراء الحيواني يثبت ألوان الخلود (خاص)

في دراسة علمية حديثة، كشف فريق بحثي مصري، النقاب عن أسرار مذهلة في أحد الأقنعة الجنائزية المكتشفة بمنطقة سقارة.
وأماط التحليل الدقيق الذي أجرته الباحثة أسماء حسين من كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، بالتعاون مع الباحث أشرف عويس من وزارة السياحة و الآثار، اللثام عن تقنيات مبهرة استخدمها المصري القديم، بما في ذلك ألوان نادرة وغراء حيواني كمثبت عضوي.
واستخدم الباحثان في الدراسة المنشورة بدورية "علوم التراث الوطني"، مجموعة من الوسائل التحليلية المتقدمة، من بينها المجهر الضوئي والمجهر الإلكتروني الماسح، إضافة إلى التحليل الطيفي رامان والأشعة تحت الحمراء بتحويل فورييه، لفحص قناع مصنوع من الكرتوناج عُثر عليه في سقارة.
وأظهرت النتائج أن القناع يتمتع بلوحة ألوان غنية، شملت مواد نادرة مثل "الريالجار" (كبريتيد الزرنيخ الأحمر)، و"الأزرق المصري" وهو أول صبغة صناعية عرفها الإنسان، إضافة إلى "الأحمر الترابي"، و"الكربون الأسود"، ومواد زرنيخية أخرى مثل "الأوربيمنت" و"الباراريالجار"، فضلا عن اللون الأبيض الرصاصي المستخدم في الجص.
وأظهرت التحاليل أن أغلب الألوان تم تثبيتها باستخدام الغراء الحيواني، ما يعكس إدراك الفنان المصري القديم لخصائص المواد الطبيعية وقدرته على توظيفها للحفاظ على جمال القطع الفنية لآلاف السنين.
وأكد الباحثون أن هذه النتائج تمثل كنزا معرفيا لترميم القطع الأثرية، وتساعد في إعداد القناع للعرض المتحفي مع الحفاظ على أصالته، مشيرين إلى أن "فهم هذه التفاصيل الدقيقة يدعم جهود الترميم المستقبلي، ويتيح للزوار فرصة مشاهدة القناع كما رآه المصريون القدماء".
aXA6IDIxNi43My4yMTcuNSA= جزيرة ام اند امز