بعد عام من منع تهريبها.. اختفاء نسخة نادرة من التوراة في العراق

تواجه دائرة الآثار والتراث العراقية مأزقًا بعد الإعلان عن اختفاء كتاب نادر يُعتقد أنه نسخة من التوراة يعود تاريخها إلى نحو ألف عام.
النسخة النادرة، التي كانت محفوظة داخل صندوق أثري وتضم صفحات مزينة بخط ذهبي ورسومات يدوية، كانت قد ضُبطت للمرة الأولى قبل نحو عام من الآن خلال عملية أمنية نفذتها المخابرات العراقية في محافظة كركوك، وأسفرت عن إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص حاولوا تهريب الكتاب خارج البلاد.
وتمت إحالة المتهمين إلى القضاء في محافظتي كركوك وديالى، باعتبار أن التحقيقات امتدت إلى عدة مناطق.
لكن مسار التحقيق تعطل مؤخرًا بعد فقدان أهم قطعة في القضية، وهي الكتاب الأثري ذاته، الذي اختفى في ظروف غامضة أثناء تداوله بين وزارة الثقافة والسياحة والآثار وجهات التحقيق في بغداد، وذلك بعد أن أُحيل لفحص مدى أصالته.
وسائل إعلام محلية، من بينها موقع "شفق نيوز"، تداولت الخبر نقلاً عن مصادر عراقية مطلعة، دون الكشف عن هوياتهم، وأكدت أن النسخة اختفت قبل صدور أي تقرير رسمي يثبت ما إذا كانت أصلية أم مقلدة، مما زاد من الغموض والقلق حول مصيرها الحقيقي.
من جهتها، بدأت دائرة الآثار والتراث العراقية عملية بحث موسعة تتضمن تتبع كل الجهات التي تعاملت مع الكتاب الأثري منذ لحظة ضبطه، في محاولة لاستعادته وتحديد المسؤول عن فقدانه، وسط حديث متصاعد عن احتمال تسربه إلى خارج البلاد، خاصة بالنظر إلى قيمته الأثرية الكبيرة.
الواقعة أثارت ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي داخل العراق، حيث عبّر كثيرون عن استيائهم من ضياع قطعة نادرة كان من الممكن أن تدرج ضمن كنوز العراق الثقافية والدينية، في وقت يعاني فيه البلد من استنزاف مستمر لتراثه بفعل عصابات تهريب الآثار.
ويُعد العراق من أبرز المناطق الغنية بالآثار القديمة التي تعود إلى حضارات ما بين النهرين، كالسومرية والبابلية والآشورية، وهو ما جعله هدفًا دائمًا للنهب والتهريب، حيث تُباع القطع النادرة في الأسواق السوداء بأسعار ضخمة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU3IA== جزيرة ام اند امز