فريق "المستكشف راشد" يتحدث عن "المهمة الدقيقة": الإمارات تصنع التاريخ
كتبت دولة الإمارات تاريخا جديدا للعرب، الأحد، مع نجاحها في إطلاق المستكشف "راشد" إلى سطح القمر في مهمة هي الأولى عربيا والرابعة عالميا.
ومن داخل مركز عمليات مركز محمد بن راشد للفضاء في الإمارات، أعرب فريق المستكشف راشد، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الإمارات "وام" عن فخرهم واعتزازهم بالإنجاز التاريخي الذي تسطره دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم، بالاعتماد على الفرق البحثية والكوادر الوطنية الإماراتية في تصنيع المستكشف "راشد" والذي يصل سطح القمر في أبريل/ نيسان من العام المقبل، وسيساهم في تحقيق أهداف بحث خصائص التربة علي القمر واختبار العلوم الهندسية.
وأوضح المهندس عامر الصايغ الغافري، مدير إدارة تطوير الأنظمة الفضائية في مركز محمد بن راشد للفضاء، أن المهمة الجديدة للمستكشف راشد تدل على أن إنجازات دولة الإمارات مستمرة في مجال علوم الفضاء بداية من مجال الأقمار الصناعية ومسبار الأمل حول التاريخ، مروراً برواد الفضاء الإماراتيين الذين بزغ اسمهم خلال الفترة الماضية، وصولاً إلى مهمة استكشافية على سطح القمر.
وقال الغافري إن المهمة الجديدة تسطر بحروف ذهبية في التاريخ، خاصة وهو أول مستكشف يتم تطويره في المنطقة العربية على أيدي كوادر وطنية، حيث أضحت الإمارات في مصاف الدول الطموحة في مجال علوم الفضاء، لافتاً إلى أن الاستعدادات للمهمة الاستكشافية بدأت بمراحل عدة من خلال تطوير 4 مستكشفات للتأكد من تصميم الجوانب التقنية للمستكشف راشد ووصوله إلى سطح القمر، وإعداد فريق احترافي من المتخصصين يضم خبرات في مجالات الهندسة الميكانيكية والكهربائية والإلكترونية.
وأكد حرص دولة الإمارات على الشراكات الدولية وأبرزها وكالة الفضاء الفرنسية من خلال التعاون والتنسيق مع الفرق الدولية وتبادل الأفكار والحلول، من خلال التعاون في المستشعرات والحساسات على المستكشف، مشيرا إلى أن قطاع الفضاء في الإمارات ينمو بشكل ملحوظ كما أن العالم ينظر إلينا كدولة طموحة لديها رؤية استراتيجية واضحة، من خلال الاعتماد على الكوادر الوطنية.
وقال الدكتور محمد الزعابي مسؤول العمليات على سطح القمر، إن المستكشف راشد يعطي حضورا وزخما مهما للدول العربية على القمر، ويوفر فرصا للاستفادة من الصور والمعلومات والبيانات التي يتم تجميعها فوق سطح القمر، من أجل البشرية جمعاء، موضحاً أن المستكشف سوف يتيح التنقل من نقطة إلى أخرى لتجميع المعلومات عبر الأجهزة العلمية الموجودة به، وإيصالها إلى الفريق العلمي بالمحطة الأرضية من أجل تحليل تلك البيانات.
وبين الزعابي، أن المستكشف راشد يضم كاميرات حرارية، تقوم بدراسة التغيرات الحرارية على سطح القمر، إضافة إلى كاميرا مجهرية لالتقاط صور سطح القمر لدراسة تربة القمر ومكوناته، إضافة إلى المعلومات التي يرسلها إلى الفريق العلمي الموجود بالمحطة الدولية من أجل دراسة الأبحاث العلمية، ومناقشتها مع الفريق العلمي، ووضع خطة لتنفيذها عن طريق فريق العمليات.
وأكدت المهندسة ريم المحيسني مسؤول الأنظمة الحرارية بمشروع الإمارات لاستكشاف القمر، أن مهمة المستكشف راشد هي دراسة نقطة لم يتم استكشافها من قبل على سطح القمر، معتبرة أن المستكشف راشد يمثل إضافة عملية وقيمة علمية كبيرة للمجتمع العلمي المهتم بالفضاء الخارجي، منوهة إلى أن مهمة الإمارات لاستكشاف القمر لها أهداف ذات استراتيجية واضحة والتي تثبت كفاءة الخبرات الإماراتية الوطنية في بناء الروبوتات الفضائية، وصولاً إلى استراتيجية المريخ 2117.
وأوضحت أن مهمة الامارات لاستكشاف القمر توفر فرصة عظيمة للباحثين والباحثات لتطوير التقنيات والتي بدورها تفيد البشرية للمهمات المستقبلية إلى المريخ وغيرها من المجرات الفضائية، لافتة إلى أنها وفريقها قد طور المنظمات الحرارية للمستكشف راشد والتي تضمن درجة حرارة ملائمة للأجهزة العلمية والإلكترونية التي يحملها المستكشف.
وكشف المهندس سالم الملا، مهندس ميكانيكي، عن تصميم المستكشف راشد بالكامل داخل دولة الإمارات، بأياد إماراتية على مدار عامين، والتأكد من ملاءمته للظروف الموجودة على سطح القمر، من تزويد الألواح الشمسية وتوفير الطاقة التي يحتاجها المستكشف بزاوية 80 درجة، حيث تم عمل أكثر من نموذج للوصول إلي المستكشف الحالي، مؤكداً أنه ضمن فريق الميكانيكا المكون من 3 أفراد يقودهم المهندس عبدالله الشحي.
وأوضح أنه تم تقسيم المستكشف إلى جزأين (الهيكل والغطاء العلوي) للحفاظ على الأجزاء والأجهزة التي يحملها المستكشف أما الجزء الآخر مختص بنظام الحركة والتنقل.
ولفت إلى أن المهمة تمر بسبع مراحل وهي مرحلة الإطلاق والمدار المنخفض، ومرحلة الملاحة، ومرحلة وصول المستكشف، ومرحلة إنزاله وتشغيله، وبدء العمليات على سطح القمر، ومرحلة السبات، ومرحلة إيقاف العمليات.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuNDcg جزيرة ام اند امز