من راؤول إلى بوفون.. هل يحقق رحيل الأساطير المستحيل لمنتخباتهم؟
هل تمثل الأسماء الكبرى والنجوم أصحاب التاريخ حملا كبيرا على المنتخبات التي يمثلونها ويحملون مسؤولياتها في البطولات الكبرى؟
الإجابة قد تبدو صادمة في بعض الأحيان، حيث إنه كثيرا ما بدا أن ذلك يحدث بالفعل في عالم كرة القدم الأوروبية، وآخر تلك الأمثلة هو منتخب إيطاليا.
إيطاليا نجحت في إحراز كأس أمم أوروبا "يورو 2020" للمرة الثانية في تاريخها والأولى منذ 1968، يوم الأحد الماضي، بالفوز على إنجلترا في أول بطولة كبرى منذ كأس العالم 2002 يغيب عنها حارس الأسطوري لـ"الآزوري" جيانلويجي بوفون.
إيطاليا التي فشلت في التأهل لكأس العالم 2018 في روسيا نجحت في استعادة هيبتها الكروية بلقب تاريخي غاب أكثر من 5 عقود عن خزائنها.
لكن حين غاب بوفون ظهر أن البديل لا يقل كفاءة عنه، وكان فقط يحتاج الفرصة للبزوغ، وليس هناك دليل على ذلك من نجاح جيانلويجي دوناروما حارس الآزوري الذي شارك في أول بطولة كبرى بمسيرته في التتويج بجائزة تاريخية لم يحصل عليها حارس مرمى من قبل في اليورو، وهي جائزة أفضل لاعب بأمم أوروبا.
روبرتو مانشيني مدرب الآزوري احتاج لمجموعة من اللاعبين الشباب للبناء عليهم مع مجموعة من المخضرمين أمثال جيورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي، لكن رحيل بوفون فتح الباب أمام حارس أمامه مستقبل كبير في عالم كرة القدم.
يذكر أن إيطاليا عانت في السنوات الأخيرة لبوفون من خيبات عديدة، فخرجت من الدور الأول لكأس العالم 2010 و2014، وتلقت في 2012 أكبر خسارة في تاريخ المباريات النهائية لكأس أمم أوروبا برباعية نظيفة ضد إسبانيا في 2012.
راؤول وروني
ما حدث لبوفون في منتخب إيطاليا تكرر من قبل في منتخب إسبانيا حين غاب راؤول جونزاليس هداف الماتادور الأسطوري عن قائمة الفريق في كأس أمم أوروبا 2008.
ولم يستدع الراحل لويس أراجونيس راؤول لقائمة إسبانيا في اليورو، معتمداً مثلما فعل مانشيني في 2020 على مجموعة من النجوم الشابة أمثال سيسك فابريجاس وأندريس إنييستا والخبير تشافي هيرنانديز والثنائي الهجومي الذي حل محل راؤول، ديفيد فيا وفرناندو توريس.
وعلى النهج ذاته سار سلفه فيسنتي ديل بوسكي، لتكتب إسبانيا تاريخاً لم يحدث لأي منتخب أوروبي من قبل بإحراز لقبين متتاليين لكأس أمم أوروبا وبينهما التتويج بلقب كأس العالم 2010.
جيل ما بعد راؤول جونزاليس حقق للمنتخب الإسباني 3 من 4 بطولات كبرى توج بها الماتادور عبر تاريخه الأوروبي والعالمي.
مثال آخر على فكرة الحاجة للدماء الجديدة يمثله واين روني مهاجم إنجلترا الشهير، أفضل مهاجم في تاريخ منتخب إنجلترا، والذي سجل مع الأسود الثلاثة 53 هدفاً في 120 مباراة دولية كأفضل هداف دولي في تاريخ الإنجليز.
لكن إنجلترا عانت من النتائج السلبية خلال فترة روني من 2004 إلى 2016، وآخر ذلك في كأس أمم أوروبا 2016، التي تسبب تواجده فيها أن يلعب هاري كين على الطرف ويسدد الركلات الركنية.
وبرحيل روني عن القائمة الإنجليزية تحولت النتائج، فحققت إنجلترا أكبر إنجاز في تاريخها باليورو بالتأهل لنهائي يورو 2020، وقبلها بعامين في كأس العالم 2018 تأهل الإنجليز لنصف نهائي كأس العالم، وهو أفضل إنجاز لمنتخب الأسود الثلاثة في كأس العالم بعد التتويج في 1966 وبالتساوي مع إنجاز نصف نهائي كأس العالم 1990.