على رأسهم دوناروما وسترلينج.. 10 رابحين من يورو 2020
أسدل الستار على فعاليات بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2020" التي استضافها 11 بلدا في سابقة لم تحدث في تاريخ البطولات الكبرى للمنتخبات.
وسطرت منتخبات عديدة قصص نجاح خلال منافسات اليورو، بينما ابتعدت منتخبات أخرى عن الساحة إما بشكل متوقع أو بسيناريو مباغت ومفاجئ، وأبرز مثال على الأخير منتخب فرنسا بطل العالم.
وخلال السطور التالية تلقي العين الرياضية الضوء على أبرز الفائزين في "يورو 2020".
جيانلويجي دوناروما
يعتبر جيانلويجي دوناروما حارس منتخب إيطاليا هو أحد أكبر الفائزين في يورو 2020، فعلى الصعيد الشخصي فإن كأس أمم أوروبا كانت أول بطولة كبرى يشارك بها، وبات أول حارس مرمى غير جيانلويجي بوفون، منذ يورو 2000 يدافع عن قميص الآزوري في بطولة كبرى.
دوناروما رد على المشككين بمختلف أنواعهم خلال اليورو، وأولهم جمهور فريقه السابق إي سي ميلان الذي اتهمه بالسعي وراء الأموال لاتفاقه على الانتقال لباريس سان جيرمان في صفقة انتقال حر وعدم تجديد عقده.
ارتبط هذا الأمر بتشكيك في قدرات وإمكانيات الحارس، وجاء الرد الأكبر على إدارة الروسونيري التي رفضت أن تجدد له بالمبلغ الذي طلبه.
جماهير إيطالية يتوقع بالطبع أن تكون جماهير ميلان قامت بإلقاء أوراق مالية على دوناروما خلال إحدى مباريات اليورو، في إشارة إلى أن هذا أهم ما يريده، لكنه رد عليهم بالضحك.
وعلى أرض الملعب، نجح في الرد بثلاثة شباك نظيفة وتصديات مذهلة على مدار البطولة، أهمها في ركلات الترجيح خلال مباراتي نصف النهائي والنهائي وتصديه لهجمات منتخب بلجيكا الخطرة في ربع النهائي.
روبرتو مانشيني
الأنيق روبرتو مانشيني الذي تولى تدريب منتخب إيطاليا في مايو/أيار 2018 بعد كارثة الفشل في التأهل لكأس العالم لأول مرة منذ 1958 أعاد الحياة لكرة القدم الإيطالية.
فمنذ التتويج بكأس العالم 2006 في ألمانيا عانت إيطاليا كثيراً في البطولات الكبرى، فهي لم تتجاوز الدور الأول في مونديالي 2010 و2014 قبل الفشل في 2018 في التأهل من الأساس، بينما في اليورو تأهلت لنهائي 2012 لتتلقى أكبر خسارة في تاريخ النهائيات 0-4، وبعدها ودعت 2016 من ربع النهائي ضد ألمانيا.
قاد مانشيني منتخب إيطاليا إلى أكبر سلسلة لاهزيمة في تاريخها بـ34 مباراة بعد لقاء إنجلترا.
اعتمد مانشيني على مجموعة من النجوم الشباب من أمثال جيانلويجي دوناروما وفيديريكو كييزا وجورجينيو مع أصحاب الخبرات جورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي لتكوين منتخب بات بكل معنى الكلمة لا يقهر.
استفاد مانشيني من خيبات منتخبات كبرى مرشحة مثل فرنسا وألمانيا والبرتغال وأجهز بنفسه على منتخبات عملاقة كبلجيكا وإسبانيا وأخيراً إنجلترا.
قدم كرة قدم هجومية انتهت بالطليان لإنهاء المسابقة برصيد 12 هدفاً في 7 مباريات.
بونوتشي وكيليني
ثنائي منتخب إيطاليا الدفاعي القوي نجحا في كتابة اسميهما بحروف من نور ضمن كتيبة أفضل المدافعين الطليان عبر التاريخ مع فابيو كانافارو وباولو مالديني وفرانكو باريزي وأليساندرو نيستا وغيرهم.
أداءات ليوناردو بونوتشي وجورجيو كيليني البطولية، رغم العنف من جانب الأخير تحديداً في مشاهد عديدة، كان لها أثر مهم لا ينكر في تتويج الطليان.
البطولة بكل ما فيها مثلت تعويضاً لهما عن مشوار مليء بالخيبات سواء مع يوفنتوس هذا الموسم أو مع منتخب إيطاليا في سنوات خلت، بل رشحهما تألقهما للتواجد في المونديال المقبل، حيث إن أول خبر نشر بعد تتويج الطليان باليورو هو أن إدارة البيانكونيري قررت التجديد لكيليني لعام جديد حتى 2022.
كريستيانو رونالدو
كريستيانو رونالدو نجم منتخب البرتغال نظرياً فشل في الحفاظ على لقب كأس أمم أوروبا لكنها مسألة تخص منتخبا بأكمله وليس لاعبا واحدا.
لكنه على صعيد الأرقام القياسية الشخصية حقق الكثير، أولاً أنهى البطولة هدافاً بـ5 أهداف، وثانياً، بات بـ14 هدفاً أفضل هداف في تاريخ اليورو على مر التاريخ.
باتريك شيك
ثاني هدافي البطولة والوحيد مع رونالدو الذي سجل 5 أهداف، حيث رفع المهاجم التشيكي لفريق باير ليفركوزن من قيم نجوم الدوري الألماني، بعدما هز شباك مجموعة من أهم المنتخبات ككرواتيا وهولندا والدنمارك، وقدم مستوى مميزا.
اللاعب الشاب البالغ من العمر 25 عاماً قام بعرض نفسه كسلعة باهظة الثمن على عتاة الأندية الأوروبية بفضل أدائه الرائع، وتقول التقارير إن إدارة نادي توتنهام هوتسبير تعتبره البديل الأنسب لهاري كين حال رحيله.
لويس إنريكي
المدير الفني لمنتخب إسبانيا نجح رغم عدم ضم أي نجم من ريال مدريد في تكوين منتخب جماعي هجومي يعتمد على طريقة اللعب الجماعية والتمريرات القصيرة والاستحواذ، بنظرية "تيكي تاكا" برشلونة.
إسبانيا قدمت أداءات مبهرة، وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه خروجها إما من ثمن أو ربع النهائي نجحت في التأهل لنصف النهائي بل وكانت أخطر من البطل اللاحق إيطاليا لولا غياب المهاجم الهداف عن كتيبة المدرب إنريكي.
اليورو أعادت هيبة إنريكي الفنية بعد سنوات من الخيبات أعقبت تتويجه التاريخي بدوري أبطال أوروبا 2015 مع برشلونة.
منتخب الدنمارك
يعتبر منتخب الدنمارك من أكثر المنتخبات التي خرج رابحة من يورو 2020، فهو تأهل لنصف النهائي لأول مرة منذ 1992 حين حقق لقبه التاريخي.
الدنمارك رغم البداية الكارثية إنسانيا وفنياً، والخسارة مرتين من فنلندا وبلجيكا وفقدان نجمها كريستيان إريكسن بعد سقوطه مغشياً عليه في لقاء فنلندا ثم فقدانه على مدار البطولة، نجحت في تحقيق معجزة بالتأهل لنصف النهائي.
الدنمارك لم تتأهل بسهولة بل حققت نتائج استثنائية أبرزها الفوز الساحق 4-1 على روسيا التي تأهلت لربع نهائي كأس العالم قبل 3 سنوات ثم الفوز 4-0 على ويلز التي تواجدت في نصف نهائي يورو 2016.
واعتمدت الدنمارك على الأداء الجماعي وتنوع مصادر الخطورة وميزتها القدرة المبكرة على حسم المباريات.
منتخب سويسرا
يعتبر منتخب سويسرا من أهم المنتخبات التي شاركت في اليورو، ويكفي القول إنه من أقصى أبطال العالم فرنسا.
التعامل النفسي لكتيبة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش مع التأخر 1-3 وإهدار ركلة جزاء ضد فرنسا، ثم العودة في النتيجة، ثم بعد 4 أيام تقديم أداء بطولي ضد إسبانيا يؤكد أن السويسريين منتخب ذو ذهنية استثنائية.
يان سومير حارس مرمى المنتخب السويسري قدم واحدة من أفضل البطولات له واختارته مواقع عديدة كأفضل حارس في البطولة بعد أدائه المبهر ضد فرنسا وإسبانيا.
رحيم سترلينج
يعتبر سترلينج هو النجم الأبرز في يورو 2020 ضمن كتيبة المدرب جاريث ساوثجيت في منتخب إنجلترا.
سترلينج نجح في تسجيل 3 أهداف بواقع هدفين في الدور الأول وهدف في ثمن النهائي افتتح به الفوز التاريخي 2-0 على ألمانيا، وصنع ركلة الجزاء التي سجلت منها إنجلترا هدف التأهل المشكوك فيه إلى النهائي أمام الدنمارك.
المكسب الأبرز لرحيم خلال اليورو كان الرد على التقارير التي تحدثت عن رغبة ناديه مانشستر سيتي التخلص منه بغية ضم هاري كين الذي شاركه الخط الأمامي لإنجلترا خلال اليورو، وكذلك من هاجموا ساوثجيت لضمه رغم ملازمته دكة بدلاء السيتي خلال الفترة الأخيرة من الموسم.