فيديو إطلاق النار على أمريكي أسمر أمام أطفاله.. القصة الكاملة
مقطع الفيديو حصد 9.5 مليون مشاهدة من حساب واحد عبر "تويتر"، وتسبب في إشعال حالة غضب
كان ريزيان وايت قد رأى جاكوب بليك مرات قليلة فقط منذ انتقاله إلى أحد أحياء مقاطعة كينوشا بولاية ويسكونسن الأمريكية فبراير/شباط الماضي.
لم يتبادلا الحديث معا قط، لكن دائما ما كان يشاهد الأول أطفال الأخير يلعبون بالخارج.
وايت شاهد بليك وأطفاله مجددا، الأحد، عندما سجل مقطع فيديو لإطلاق الشرطة النار عدة مرات على الرجل الأسمر، بينما كان أطفاله يجلسون داخل السيارة، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
طبقًا لبن كرامب، المحامي الممثل للأسرة، فإن حالة بليك مستقرة بوحدة العناية المشددة.
فيديو يؤجج الغضب
وحصد مقطع الفيديو على حوالي 9.5 مليون مشاهدة من حساب كرامب عبر "تويتر" وحده، وتسبب في إشعال حالة غضب في مدينة كينوشا، التي يقطنها 100 ألف نسمة.
- شبح فلويد يعود في ولاية أمريكية والسلطات تعلن حظر التجول
- فيديوهات جديدة تبرئ شرطيا من اتهامات "فلويد ألمانيا"
وقال وايت لشبكة "سي إن إن"، الإثنين: "من المؤلم حقًا أن أنظر من النافذة - حيث أعيش - لأشاهد الشرطة تطلق الرصاص 7 مرات على هذا الرجل. إنه لأمر مخيف جدًا بالنسبة لي، لكنني متأكد أن أطفال جاكوب تعرضوا لصدمة أكبر من أي شخص خلال هذا الموقف".
وأعرب وايت عن أمله في أن الضباط الذين أطلقوا النار على بليك يتحملون المسؤولية ويعترفون باستخدام القوة المفرطة أو الاعتذار عن إطلاق النار، قائلًا: "آمل حقًا أن يرى الجميع ما يحدث باستمرار حول العالم وفي هذه البلاد. آمل حقًا أن يحققوا العدالة لهذا الرجل".
رواية وايت
وجرى استدعاء ضباط كينوشا بشأن حادث محلي حوالي الساعة 5:11 مساء الأحد، بحسب الشرطة، ثم وقع إطلاق النار بشارع سكني يكتظ بالمباني.
وقال وايت إنه شاهد بليك يخرج من شاحنته ويقترب من ابنه، الذي كان يقف بالحديقة، وأخبره أن يركب الشاحنة، ثم دخل إلى المبنى السكني خلف سيدة كانت تقف بالخارج.
لكن بعد خروجه، قال وايت إن المشهد تغير بشكل جذري، وكانت الشرطة تتصارع مع بليك.
وأضاف وايت، لشبكة "سي إن إن"، أن أحد الضباط لف ذراعه حول رقبته وكان يلكمه في ضلوعه، ولف آخر ذراعه حول رقبته من الجانب الآخر وكان يسحب ذراعه.
وتابع: "بعدما لكموه في ضلوعه، أطلقت الشرطية صاعقا كهربائيا عليه، واستند جاكوب نوعًا ما على السيارة وشرعوا في دفعه باتجاه الجزء الخلفي للسيارة، فذهب للجانب الآخر. وعندما ذهبوا للجانب الآخر، التقطت الكاميرا وبدأت التسجيل".
ومن هذه النقطة يبدأ الفيديو في تسجيل الأحداث، حيث يظهر المقطع رجلا من أصحاب البشرة السمراء يمر من أمام سيارة رمادية اللون وخلفه ضابطين، يوجه أحدهما سلاحه إلى ظهره.
وبينما يدخل الرجل الأسمر السيارة، يشده الضابط الموجود بجواره من طرف قميصه، ويطلق 7 رصاصات عليه.
وأشار وايت إلى أن الضابط الذي أطلق الرصاص جثا على ركبتيه، وكان يحاول مساعدته، ثم جاء الدعم، معربًا عن شعوره بالغضب والصدمة جراء ما سجله، وأنه فقد قدرته على النوم هذه الليلة.
وقال: "تريد الشرطة أن يعلم الجميع أنهم هنا للحماية وأداء الخدمة، لكنكم تمنحونا باستمرار – أصحاب البشرة السمراء تحديدًا – أسبابًا كي لا ندعكم تقومون بالحماية والخدمة. لا نريدكم في الجوار؛ لأننا نخشى على حياتنا. جئتم من أجل حادث لإنهاء نزاع، ثم أطلقتم الرصاص على هذا الرجل الأسمر".
أجواء عنف
وايت لم يكن الوحيد، الذي أصيب بالهلع جراء ما شاهده، بل تحدث أيضًا الجيران عن يوم الأحد العادي الذي تحول بسرعة إلى يوم يشوبه العنف.
قبل فترة قصير من إطلاق الرصاص، كان بليك (29 عامًا)، الذي عمل حارس أمن، يقف أمام منزل صديق يدعى دونيل لودرديل، حاملًا الهدايا لابنه صاحب الـ8 أعوام.
وقال لودرديل: "كان يحمل حقيبة مملوءة بالهدايا. إنه رب أسرة، ويعتني جيدًا بأطفاله"، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وأوضح كرامب، وهو أيضًا المحامي الممثل عن أسرة جورج فلويد، خلال مقابلة، أنه قيل له إن بليك كان يحاول التدخل في مشادة بين سيدتين عندما وصلت الشرطة، مضيفًا: "الشرطة لم تخبرنا لماذا فعلوا ما فعلوه".