«غوما» الكونغولية تحت حصار المتمردين.. والرئيس يستعد لأول خطاب
غوما الكونغولية سقطت في معظمها تحت سيطرة متمردي «إم 23»، فيما يستعد الرئيس لإلقاء أول خطاب منذ اندلاع القتال بعاصمة شمال كيفو.
وفي غضون ذلك، بدأ السكان، اليوم الأربعاء، بالخروج ببطء من منازلهم بعد أيام من القتال في المنطقة الغنية بالمعادن.
وعاد الهدوء بعد معارك ضارية أسفرت عن سيطرة المتمردين على المطار ومواقع هامة في المدينة.
- رصاص وجثث في شوارع «غوما» الكونغولية.. و«الغضب» يحاصر سفارات
- «المنجم» على وشك السقوط.. قمة كونغولية رواندية تسابق «نُذر الحرب»
ومع تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء الأزمة، رفض الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي حضور محادثات مع نظيره الرواندي بول كاغامي الأربعاء.
ومن المقرر أن يلقي تشيسكيدي أول خطاب له منذ دخول حركة «إم23» إلى وسط عاصمة المقاطعة الشرقية بعد هجوم خاطف استمر أسابيع.
ودعت أنغولا، الوسيط في المحادثات التي انهارت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلى عقد اجتماع عاجل بين الزعيمين الكونغولي والرواندي في لواندا.
في الوقت ذاته، دعت الكونغو الديمقراطية العالم إلى وقف تقدم المتمردين في شرق البلاد الغني بالمعادن والذي مزقته عقود من الصراع تعود جذوره جزئيا إلى الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
وأدى القتال العنيف إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة المضطربة، وقد أجبر نصف مليون شخص على النزوح من منازلهم منذ بداية العام، وفقا للأمم المتحدة.
وأسفرت ثلاثة أيام من الاشتباكات في غوما عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة نحو ألف آخرين وباتت المستشفيات تكتظ بالمصابين، وفق حصيلة أعدتها فرانس برس استنادا إلى أرقام مستشفيات المدينة.
وقال أحد الأطباء لوكالة فرانس برس إن العديد من الجثث ما زالت منتشرة في المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة والمحصورة بين بحيرة كيفو والحدود الرواندية.
وبعد فرار العديد من الجنود الكونغوليين أو وقوعهم في الأسر، لم يُشاهد في الشوارع سوى مقاتلين من حركة «إم23» كان بعضهم يطلق النار في الهواء، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
وقال مصدر أمني إن المتمردين اقتادوا عبر وسط المدينة صفا طويلا من مئات الجنود الكونغوليين وأفراد مليشيات موالية لكينشاسا، بعد نزع سلاحهم ووضع عصابات بيضاء على رؤوسهم.
"معزولون عن العالم"
بعد أيام من الاحتماء داخل منازلهم بدون كهرباء، بدأ السكان الخروج الأربعاء. حتى أن البعض سبحوا في بحيرة كيفو بينما كانت أصوات إطلاق النار المتقطعة تتردد في البعيد.
وقال الطالب ميردي كامبيلينغي لفرانس برس "كان الأمر مخيفا بعض الشيء بسبب أصوات إطلاق النار... لكن يبدو أن الأمور استقرت رغم انقطاع التيار الكهربائي... نحن معزولون عن العالم".
ولاحظ مراسلو وكالة فرانس برس أيضا عمليات نهب واسعة النطاق في المدينة.
وفي وقت سابق من الأسبوع، أعلنت كينيا أن زعيمي الكونغو الديمقراطية ورواندا سيحضران عن بعد قمة أزمة لـ"مجموعة شرق أفريقيا" الأربعاء.
ورغم انسحاب تشيسكيدي، فإن كاغامي سيحضر، بحسب ما أكد المتحدث باسمه لوكالة فرانس برس.
وفي الجانب الآخر من البلاد، هاجم متظاهرون في العاصمة كينشاسا سفارات عدة احتجاجا على عدم تدخلها لإيقاف الفوضى في الشرق.
وحضت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي رواندا على سحب قواتها من المنطقة.
وقال ممثل رواندا في منطقة البحيرات العظمى الأفريقية فانسان كاريغا لوكالة فرانس برس، إن تقدم حركة إم 23 "سيتواصل" إلى إقليم جنوب كيفو المجاور.
وأضاف كاريغا أنه من المحتمل أن يتمكن المسلحون من التقدم إلى ما هو أبعد من شرق البلاد.
"سقف مثقوب بالرصاص"
من جانبها، حذّرت منظمات إنسانية أيضا من نقص الغذاء والمياه في محيط غوما، فضلا عن نهب المساعدات.
وقالت منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في شمال كيفو فرجيني نابوليتانو في بيان "في مستشفى كييشيرو، اخترقت رصاصة سقف غرفة العمليات أثناء إجراء عملية جراحية".
وتقع الكونغو الديمقراطية في وسط أفريقيا وهي غنية بالذهب ومعادن أخرى مثل الكوبالت، وهو عنصر رئيسي في صناعة البطاريات عالية الجودة المستعملة خصوصا في الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية.
واتهمت كينشاسا جارتها رواندا بشن الهجوم للاستفادة من المعادن الوفيرة في المنطقة، وهو ما يدعمه خبراء الأمم المتحدة الذين يقولون إن كيغالي لديها آلاف الجنود في الكونغو الديمقراطية و"تسيطر فعليا" على حركة «إم 23».
لكن رواندا نفت الاتهامات وأشارت إلى أن هدفها هو مواجهة مجموعة مسلحة تطلق على نفسها "القوات الديمقراطية لتحرير رواندا" أسستها شخصيات من الهوتو قادت إبادة العام 1994 في رواندا وارتكبت مجازر بحق التوتسي.
وحذّرت بعثة الأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية من أن القتال يهدد بإعادة إشعال النزاعات العرقية التي يعود تاريخها إلى الإبادة الجماعية، قائلة إنها وثقت "حالة واحدة على الأقل من الإعدام خارج نطاق القانون بدوافع عرقية".
واحتلت حركة «إم 23» مدينة غوما لفترة وجيزة في نهاية عام 2012 قبل أن تهزمها القوات الكونغولية والأمم المتحدة في العام التالي.
وعادت الحركة للظهور في أواخر عام 2021، وبعد فشل محادثات توسطت فيها أنغولا قبل أشهر، بدأت الحركة في الزحف نحو غوما.
aXA6IDEzLjU5LjEuNTgg جزيرة ام اند امز