«جبهة جديدة» في «كيفو» الكونغولي.. المتمردون «يزحفون» جنوبا
متمردو «إم 23» يزحفون نحو إقليم جنوب كيفو بعد سيطرتهم على معظم مدينة غوما عاصمة شمال كيفو، ما يفتح جبهة جديدة بالشرق الكونغولي المضطرب.
ومساء الأربعاء، أفادت مصادر محلية وكالة فرانس برس بأن الحركة المسلحة تتقدم على جبهة جديدة في شرق الكونغو الديموقراطية، حيث سيطرت على بلدتين في إقليم جنوب كيفو.
وتقدمت الحركة بعد أن سيطرت على معظم مدينة غوما الرئيسية في إقليم شمال كيفو (شرق) إثر معارك مع القوات الكونغولية.
وقال مصدر محلي وسكان إن حركة «إم 23» لم تواجه أي مقاومة صباح الأربعاء في السيطرة على بلدتي كينيزير وموكويدجا في جنوب كيفو المجاور.
وأكد أحد قادة المجتمع المدني المحلي، طالبا عدم كشف هويته لأسباب أمنية، أنه "لم يكن هناك قتال" وسط التقدم الأخير.
كما أكد عدد من السكان اتصلت بهم وكالة فرانس برس عبر الهاتف، سيطرة الحركة المتمردة على البلدتين.
وتقع منطقتا شمال وجنوب كيفو، الغنيتان بالمعادن الثمينة، في قلب صراع ممتد منذ أكثر من ثلاثة عقود انخرطت فيه عشرات الجماعات المسلحة.
وفي جنوب كيفو، أسست القوات المسلحة الكونغولية خط دفاعها الرئيسي في مدينة كافومو التي يوجد بها مطار.
وقد تصبح مدينة بوكافو، عاصمة إقليم جنوب كيفو، مهددة أيضا في حالة نجاح حركة «إم 23» في اختراق دفاعات القوات المسلحة الكونغولية في كافومو.
قلق أمريكي
في ضوء التطورات المقلقة بالبلد الأفريقي، أمرت الولايات المتحدة، الأربعاء، موظفيها غير الأساسيين بمغادرة الكونغو الديمقراطية، في توصيات تتجدد منذ استهداف سفارات غربية بالعاصمة كينشاسا.
ويأتي استهداف السفارات من قبل متظاهرين غاضبين من عجز القوات الكونغولية عن منع تقدم المتمردين في غوما.
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان إنها "أمرت بمغادرة موظفي الحكومة غير الأساسيين وجميع أفراد عائلاتهم المؤهلين"، مشيرة إلى التظاهرات وانعدام الأمن بشكل عام.
وجددت الخارجية توصيتها للأمريكيين بعدم السفر إلى البلاد.
في وقت سابق الأربعاء، أكدت الخارجية الأمريكية اندلاع احتجاجات عنيفة قرب "منشآت حكومية أمريكية متعددة" في كينشاسا وسفارات دول أخرى في اليوم السابق.
يأتي ذلك فيما حقق المتمردون تقدما سريعا وسيطروا على معظم مدينة غوما بشرق البلاد بعد أيام من القتال الدامي.
وانتقدت قوى دولية، من بينها الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، الهجوم، لكن المحتجين في كينشاسا أبدوا غضبهم لغياب ضغوط دولية قوية على رواندا.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن قلقه في اتصال هاتفي أجراه الثلاثاء مع الرئيس الرواندي بول كاغامي، وحث على وقف إطلاق النار الفوري.
وأدى القتال العنيف إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة المضطربة، وقد أجبر نصف مليون شخص على النزوح من منازلهم منذ بداية العام، وفقا للأمم المتحدة.
وأسفرت 3 أيام من الاشتباكات في غوما عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة نحو ألف آخرين، وباتت المستشفيات تكتظ بالمصابين، وفق حصيلة أعدتها فرانس برس استنادا إلى أرقام مستشفيات المدينة.
aXA6IDMuMTM1LjIwNy4yNTQg جزيرة ام اند امز