أوفيرا الكونغولية تحبس أنفاسها.. نار في البحر ورعب في السماء
لا شيء تغير في أوفيرا، المدينة الاستراتيجية في جنوب كيفو الكونغولي، هناك حيث يخيم مجددا الرعب القادم من البحر والسماء.
فرغم إعلان متمردي «إم 23» انسحابهم من المدينة نزولا عند طلب واشنطن. فإن مصادر محلية وأمنية أفادت بأن عناصر تابعين للحركة لكن يرتدون ملابس مدنية، ما زالوا موجودين في المنطقة.
- بضغط أمريكي.. هل يفتح انسحاب «إم 23» من أوفيرا باب الهدوء شرقي الكونغو؟
- «إم 23» والانسحاب من أوفيرا الكونغولية.. إعلان مؤجل أم «عهد مفخخ»؟
وليس ذلك فقط، بل يقول سكان لإعلام محلي ودولي إن الاشتباكات لا تزال متواترة في التلال والأحياء الواقعة في جنوب المدينة، وتمتد حتى ضواحي ميناء كالوندو وضفاف بحيرة تنجانيقا.
وفي تصريح سابق، قال أحد سكان منطقة مولونغوي الواقعة جنوب غرب مدينة أوفيرا، لوكالة فرانس برس عبر الهاتف: "سقطت قنبلة على قطعة أرض، والرصاص يُسمَع فوق منازلنا".
وبعد الاستيلاء على مدينتي غوما في يناير/ كانون الثاني الماضي وبوكافو في فبراير/ شباط المنقضي، شنت "إم 23" في مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري هجوما باتجاه إقليم جنوب كيفو، على الحدود مع بوروندي، وسيطرت على أوفيرا قبل أن تعلن انسحابها منها.
وجاء الهجوم فيما أبرمت الكونغو الديموقراطية ورواندا اتفاق سلام في واشنطن برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
رعب
رغم إعلان الانسحاب، إلا أن السكان لا يزالون يلاحظون وجود متمردين يرتدون أزياء مدنية ويجوبون بعض شوارع المدينة.
وتصاعدت التوترات انطلاقا من أمس الجمعة، وتتواصل حتى اليوم السبت، فبينما كان من المفترض أن يغادر المتمردون المدينة في 16 من الشهر الجاري، سُمع دوي إطلاق النار مجددا حتى منتصف النهار.
وعلى عكس اليومين السابقين اللذين شهدا عودة تدريجية للنشاط، لزم السكان منازلهم، وتوقفت الحياة تماما، وبدت الشوارع مقفرة من سكانها ممن فضلوا ملازمة بيوتهم على التعرض لمفاجآت قد تودي بحياتهم.
وبحسب إعلام فرنسي، وردت أولى البلاغات عن الحوادث في حوالي الساعة السادسة صباحا من اليوم، حيث تعرض زورقان سريعان كانا راسيين في ميناء كالوندو، الميناء الرئيسي لأوفيرا، للقصف واشتعلت فيهما النيران.
وتوجهت أصابع الاتهام مباشرة للمتمردين، إلا أن الحركة نفت ذلك وقالت إنها لا تمتلك أي قوة بحرية، مشيرة في الآن نفسه إلى أن الزورقين المستهدفين كانا يقلان مدنيين.
واتهمت الحركة الجيش الكونغولي باستهداف المدنيين، وهو ما تنفيه كينشاسا.
لكن الجيش أعلن في المقابل مسؤوليته عن الضربات التي طالت الزورقين، وقال ردا على طلب توضيح من إذاعة "آر أف آي" الفرنسية، إن الضربات نفذت باستخدام طائرات مسيرة.
ووفقا للجيش الكونغولي، كان يجري تجهيز هذه الزوارق لمهاجمة وحدات القوات المسلحة المتمركزة حول كاتونغو، على بعد حوالي عشرة كيلومترات من أوفيرا، حيث أفادت مصادر مستقلة بوقوع اشتباكات أيضا.
كما وردت أنباء عن وجود قوات من "إم 23" في المدينة ومحيطها.
وفي منتصف النهار، أثار تحليق طائرة فوق أوفيرا حالة من الذعر بين السكان، وأفادت مصادر محلية برؤية أفراد ما زالوا يرتدون زي مقاتلي "إم 23" على الرغم من أن المعدات الثقيلة للحركة ومعظم قواتها قد غادرت المدينة بالفعل.
وعند سؤال الجماعة المسلحة عن هذا الوجود المتبقي، لم تُجب، بحسب "آر أف آي".
ويتهم المتمردون مقاتلي "وازاليندو"، وهي تسمية المجموعات المحلية الموالية لكينشاسا، بالتمركز في التلال المحيطة بأوفيرا وشن هجمات.
وبحسب مصادر عسكرية، وردت أنباء عن وجود قوي لحركة "إم 23" في كيليبا أيضا، فيما أعلنت القوات الكونغولية أنها ستدخل المنطقة خلال الأيام القادمة "بشكل احترافي ودون تسرع".
وفي الجنوب، وتحديدا في بلدة ماكوبولا، على جانبي نهري فيزي وأوفيرا، تخضع المناطق لسيطرة الجيش و"وازاليندو"، وذلك منذ الساعة الثالثة من مساء الخميس الماضي.