تحليل ريال مدريد والسيتي.. جوارديولا يمنح قبلة الحياة لـ"شخصية البطل"
واصل ريال مدريد الإسباني عروضه الدرامية في بطولة دوري أبطال أوروبا، حيث خطف بطاقة التأهل للنهائي من براثن مانشستر سيتي الإنجليزي.
ريال مدريد خسر ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا خارج أرضه (3-4)، وكان متأخرا بهدف حتى الدقيقة 90 من مباراته أمام ضيفه مانشستر سيتي في الإياب، قبل أن يسجل هدفين يذهب بهما للوقت الإضافي بعد التعادل (5-5) في المجموع.
وفي الدقائق الأولى من الشوط الإضافي الأول، سجل كريم بنزيما هدفا ثالثا لريال مدريد، ليقوده للفوز (3-1) ويخطف بطاقة التأهل بتفوقه (6-5) في مجموع المباراتين.
وتقدم "العين الرياضية" في السطور التالية تحليلا فنيا للمباراة المثيرة بين ريال مدريد ومانشستر سيتي على ملعب "سانتياجو برنابيو" في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
بداية نارية
استمر بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، في الاعتماد على طريقة (4-3-3)، دون مفاجآت تُذكر في التشكيل الأساسي.
في المقابل غيّر كارلو أنشيلوتي خطته إلى (4-2-3-1) بوجود كريم بنزيما منفردا في الهجوم، وخلفه الثلاثي فينيسيوس جونيور ولوكا مودريتش وفيدريكو فالفيردي، والثنائي كاسيميرو وتوني كروس في الارتكاز، في محاولة لتحجيم خط وسط مانشستر سيتي، وهو مصدر قوته الأول في الملعب.
حاول الفريقان منذ صافرة البداية صناعة الفرص والضغط على الخصم، وهو الأمر الذي كان مانشستر سيتي أنجح فيه بفارق كبير عن أصحاب الأرض، حيث عانى لاعبو الفريق الملكي بشكل واضح من عدم القدرة على الخروج بالكرة من تحت الضغط السماوي، وبالتالي صعوبة صناعة الفرص.
كذلك نجح مانشستر سيتي في صناعة مساحات "إجبارية" في دفاع ريال مدريد، بفضل طريقة اللعب القائمة على التمريرات القصيرة والتحرك السريع بدون كرة.
لكن ريال مدريد أجاد استغلال سلاح الهجمات المرتدة، وهدد مرمى مانشستر سيتي بفرص خطيرة، لكنها ضاعت بسبب الرعونة في اللمسة الأخيرة، وتحديدا من بنزيما وفينيسيوس.
دراما وجنون
انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي بعدما أهدر كل فريق الفرص التي لاحت له، وفي الشوط الثاني استمر الوضع كما هو عليه دون مستجدات تُذكر، حتى سجل رياض محرز هدف الافتتاح لمانشستر سيتي في الدقيقة 73، وهو ما وجّه سير اللقاء عكس المتوقع.
قبل 5 دقائق تقريبا من هدف محرز دخل رودريجو بديلا لتوني كروس في صفوف ريال مدريد، وفي الدقيقة 72، أي قبل الهدف بدقيقة واحدة، أخرج جوارديولا كيفن دي بروين وأقحم إلكاي جندوجان، فيما استبدل الظهير الأيمن المصاب كايل ووكر بالظهير الأيسر أولكسندر زينتشكو، فيما أرسل جواو كانسيلو ليلعب في مركز ووكر.
تغيير كروس برودريجو جعل ريال مدريد أكثر نشاطا في الهجوم، فيما بات دفاع مانشستر سيتي أكثر اهتزازا بعد خروج ووكر الذي نجح في تحجيم خطورة فينيسيوس، وبهذا انقلب الوضع بشكل درامي في الدقائق الأخيرة.
أسفر الضغط المدريدي المكثف في الدقائق الأخيرة عن هدفين من توقيع رودريجو في الدقيقتين 90 و90+1، ليعيد البديل الشاب المباراة إلى نقطة الصفر.
في الوقت الإضافي حصل ريال مدريد على دفعة معنوية هائلة بفضل الهدفين الصاعقين، فيما حدث العكس في صفوف مانشستر سيتي، غير أن ذلك لم يقتل متعة المباراة، حيث استمرت المنافسة الحادة بين الطرفين على صناعة الفرص لحسم اللقاء.
وأكمل ريال مدريد الليلة الدرامية بالحصول على ركلة جزاء سجل منها كريم بنزيما الهدف الثالث في الدقيقة 95، ثم تحول بعدها للدفاع باستماتة مع إزعاج الضيوف بالهجمات المرتدة، فضلا عن التصديات الحاسمة التي قام بها تيبو كورتوا حارس مرمى الفريق الملكي.
في مباراة متكافئة نجح ريال مدريد في قنص الفوز وبطاقة العبور الثمينة بسبب عدة أمور يأتي على رأسها "شخصية البطل" التي يتمتع بها الفريق الملكي ووصلت به إلى هذا الدور في الأساس بعد تخطي باريس سان جيرمان ثم تشيلسي.
كذلك ساهمت قرارات جوارديولا، وأيضا قرارات أنشيلوتي، في بث الحياة في جسد "شخصية البطل" التي يعتمد عليها ريال مدريد.
aXA6IDE4LjExOS4xNjEuMjE2IA== جزيرة ام اند امز