سوسيداد ضد ريال مدريد.. حلقة مخيفة من مسلسل ممل
تقرير يستعرض أسباب تعادل ريال مدريد السلبي أمام ريال سوسيداد في مستهل مشواره بالدوري الإسباني.
سقط ريال مدريد في فخ التعادل السلبي مع مضيفه ريال سوسيداد، في الجولة الثانية من الدوري الإسباني، مساء الأحد، والتي تعد أول مباراة رسمية للريال في الموسم الحالي.
وتستعرض "العين الرياضية" في السطور التالية تحليلا فنيا لمباراة ريال سوسيداد ضد ريال مدريد، الساعي للدفاع عن لقب الدوري الإسباني.
مسلسل ممل
أداء ريال مدريد وطريقة لعبه ضد سوسيداد لم تختلف إطلاقا عن الشكل الذي ظهر به في الموسم الماضي، وتحديدا في الفترة التي أعقبت استئناف النشاط في شهر يونيو/ حزيران، عقب التوقف القسري بسبب جائحة فيروس كورونا.
ريال مدريد امتلك الاستحواذ وبدا على الورق أكثر خطورة وسيطرة على مجريات اللعب، لكن دون نجاح يذكر في اختراق دفاعات الخصم ومن ثم التسجيل، وهي مشكلة يعاني منها الفريق المدريدي عموما منذ رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس في صيف 2018.
بعد نصف ساعة تقريبا من المحاولات الهجومية الخجولة لريال مدريد، وخاصة من الجانب الأيسر بقيادة الظهير فيرلاند ميندي والجناح فينيسيوس جونيور، تمكن الفريق الضيف من خلخلة دفاعات سوسيداد، وذلك بفضل تحركات فينيسيوس وتنقله بين جانبي الملعب، في الوقت الذي كان فيه رودريجو شبه غائب.
واقع مرعب
وبعدما منحته "الانتصارات الاقتصادية" لقب الليجا الموسم الماضي، فإن ريال مدريد عليه أن يقلق من أنه بدا هشا أكثر من اللازم، وظهرت عليه ملامح غياب الخطورة أمام سوسيداد، خاصة بعدما عاد كريم بنزيمة، الذي لعب دور المنقذ في الموسم المنصرم، لممارسة هوايته بإهدار الأهداف السهلة، حيث أضاع هدفين محققين في الدقيقتين 38 و40.
كذلك فإن ريال مدريد لم ينجح في استغلال سلاح الضربات الثابتة، حيث احتسبت له 10 ركنيات على مدار المباراة لم ينجح أي من لاعبيه في استغلالها كما يجب.
الناحية اليمنى لريال مدريد بدت أكثر ضعفا في الدقائق الأولى من المباراة، وهو ما استغله فريق المدرب إيمانول ألجواسيل، حيث ضغط الثلاثي أندير بارينتكسيا وميكيل أويرزابال وألكسندر إسحق على الجهة التي يشغلها داني كارباخال، لكن سرعان ما تمالك ظهير "الميرينجي" نفسه ونجح في إيقاف خطورة سوسيداد.
كذلك يحسب لدفاع ريال مدريد ظهوره بشكل قوي وأكثر انضباطا وتماسكا، حتى بعد تحول سوسيداد من خطة 4-4-2 إلى 4-2-3-1 بدخول المخضرم ديفيد سيلفا، وصمد الدفاع المدريدي وحارسه تيبو كورتوا أمام محاولات الضغط الباسكية لإحراز هدف في آخر نصف ساعة من المباراة.
زيدان يخسر الرهان
لم يعتمد زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد، على خطته المعتادة 4-3-3 وفضّل الاعتماد على خطة 4-2-3-1، بوجود بنزيمة في مركز رأس الحربة، ومن خلفه الثلاثي رودريجو (يمين)، وفينيسيوس (يسار)، وبينهما مارتن أوديجارد.
قرار زيدان بالاعتماد على أوديجارد جاء على حساب كاسيميرو، الذي غاب عن التشكيلة الأساسية، فيما شغل الثنائي لوكا مودريتش وتوني كروس موقعه في الارتكاز، لحين دخوله بديلا للاعب النرويجي الشاب في آخر 20 دقيقة.
أوديجارد، الذي قضى الموسم الماضي معارا من الريال لسوسيداد وكان أحد نجومه، لم يقدم الأداء المنتظر منه أمام فريقه السابق، وبعدما أظهر لمحات جيدة في أول 10 دقائق أو ربع ساعة من المباراة، بدا تائها فيما تبقى منها، حتى خروجه ودخول كاسيميرو.
كذلك فإن تبديلات زيدان شابها شيء من الغرابة، فمع غياب عدة لاعبين أساسيين، فضّل زيزو الدفع بالثنائي الشاب مارفين وسيرخيو أريباس للعب على الجناحين، لكنه تجاهل تماما وجود رأس الحربة لوكا يوفيتش الذي كان من الممكن أن يساعد الفريق المدريدي على إنهاء الهجمات.