ألتراس سور.. درع ريال مدريد وسيفه.. وأعداء فلورنتينو بيريز
يملك ريال مدريد الإسباني قاعدة جماهيرية عريضة في مختلف أرجاء العالم، وذلك باعتباره أحد أنجح أندية كرة القدم في تاريخ اللعبة.
وتنتشر روابط المشجعين وجماعات "الألتراس" المنتمية لريال مدريد داخل إسبانيا وخارجها، ولعل أشهرها وأكثرها إثارة للجدل مجموعة "ألتراس سور"، والتي استمدت اسمها من المدرج الجنوبي لملعب "سانتياجو برنابيو" معقل الفريق الملكي، والممنوعة من حضور المباريات منذ 2014.
وتردد اسم "ألتراس سور" مؤخرا، بعدما زعمت تقارير إعلامية إسبانية أن إدارة ريال مدريد ستسمح بحضور محدود لأعضاء المجموعة في المباراة المصيرية أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في إياب دور الـ16 لبطولة دوري أبطال أوروبا، بعد خسارة الذهاب (0-1).
ما هي "ألتراس سور"؟
ظهرت مجموعة "ألتراس سور" في عام 1980 وأسسها عدد من أعضاء مجموعة مشجعين تسمى "نادي مشجعي لاس بانديراس"، بعد خروجهم منها.
تزامن ظهور المجموعة الجديدة مع انتشار مجموعات "الهوليجانز" في أوروبا في ثمانينات القرن الماضي، والذين اتصفوا بالتعصب الشديد لأنديتهم وميلهم لاستخدام العنف مع جماهير المنافسين، مما تسبب في صدامات دموية.
وكان ميل مؤسسي ألتراس سور للعنف والتطرف سببا في انشقاقهم عن "لاس بانديراس"، الذين كانوا يرون أنهم "أضعف مما ينبغي".
يعتنق أعضاء "ألتراس سور" أفكارا يمينية متطرفة ويدعمون القومية الإسبانية فيما يحتقرون الأجانب وأبناء الأقاليم المطالبة بالانفصال عن إسبانيا، مثل كتالونيا والباسك، ولا يجدون حرجا في ممارسة تصرفات عنصرية.
علاقات رسمية
على الرغم من تلك التصرفات، فإن ألتراس سور كان له علاقات رسمية مع ريال مدريد، وكان لديهم مكاتب داخل البرنابيو لتخزين الكتيبات والطبول ومكبرات الصوت والأعلام واللافتات التي تعرض شعاراتهم.
لم يكن للمجموعة علاقة رسمية بالنادي فحسب، بل حصلوا أيضا على دعم من بعض لاعبي الفريق الملكي، وفي عام 2005 واجه روبرتو كارلوس انتقادات قوية، بعدما منح قميصه لمشجع بالمجموعة يدعى خوسيه لويس أوشيتا، بعد مباراة رفعت فيها "ألتراس سور" لافتات تحمل عبارات عنصرية.
جدير بالذكر أن أوشيتا سبق له أن عوقب بالسجن بسبب ارتكاب أعمال عنف في واحدة من مباريات ريال مدريد.
وكان جوزيه مورينيو، المدير الفني الأسبق لريال مدريد (2010-2013)، مغرما بالمجموعة وتفانيها في دعم الفريق، الذي يصل إلى حد الجنون أحيانا، وبادله أعضائها الشعور ذاته، ليس فقط بسبب الدور الذي لعبه في إعادة "الميرينجي" لمكانته بين الكبار، بل أيضا لتصريحاته ضد برشلونة والحكام وكل من يرون أنه يعمل ضد مصلحة النادي.
أعداء بيريز
حصلت "ألتراس سور" على دعم كبير خلال حقبة رامون كالديرون، الرئيس الأسبق للنادي (2006-2009)، فيما تغير الوضع بعد عودة فلورنتينو بيريز لمقعد الرئيس في 2009 وإلى الآن.
بيريز رأى أن تصرفات المجموعة غير مقبولة وتضر بالعلامة التجارية العالمية لريال مدريد، فيما اعتقد أعضاء "ألتراس سور" أن سياسات الإدارة تنعكس سلبا على نتائج الفريق في وقت تتعاظم فيه قوة برشلونة.
في 2014 بلغ الخلاف بينهما ذروته، وقرر بيريز منع المجموعة من حضور المباريات، فما كان منها إلا أنها سلكت الطريق العنيف كما تفعل دائما وشنت حربا على رئيس النادي الملكي، تضمنت تدنيس قبر زوجته بكتابات مناهضة له لتطالبه بالاستقالة.
بيريز تعامل بشكل عملي مع أزمة "ألتراس سور"، ووقف خلف تأسيس جماعات مشجعين جديدة لدعم ريال مدريد بقوة وبلا كلل في المدرجات كما يفعل أعضاء المجموعة المتطرفة، لكن مع التزامها بالقيم الرياضية مثل تقبل الخسارة والتسامح وقبول الآخر، لإعادة إنشاء بيئة ترحيبية وداعمة داخل ملعب "سانتياجو برنابيو".
وعلى الرغم من قرار المنع، فإن عدد من أعضاء المجموعة ينجحون بين حين وآخر في التسلل لملعب ريال مدريد تحت أسماء مستعارة، في ظل حرصهم على دعم الفريق.
aXA6IDE4LjIyMy4yMDYuODQg جزيرة ام اند امز