فريق سيدات ريال مدريد.. تجربة ناجحة أم وسيلة للتلاعب
بعد سنوات طويلة من الغياب، حجز نادي ريال مدريد الإسباني لنفسه مكانا في عالم كرة القدم النسائية.
وبالرغم من أن ريال مدريد هو أحد أكبر وأنجح الأندية في العالم، فإنه لا يملك اسما كبيرا في كرة القدم النسائية، ولم يظهر فريق السيدات الخاص به سوى مؤخرا.
وفي عام 2019، أعلن ريال مدريد شراء نادي تاكون المنافس بدوري الدرجة الأولى للسيدات في إسبانيا ليكون ممثله الرسمي في كرة القدم النسائية، وذلك بعد مفاوضات استمرت عدة أعوام، وبعد عام واحد تقرر تغيير اسم الفريق وشعاره ليصبح الفريق النسائي للنادي الملكي.
غيرة من المنافسين
في غياب الريال، هيمن الغريمان الأكبر له، برشلونة وأتلتيكو مدريد، على الكرة النسائية في إسبانيا، حيث أسس البارسا فريقه النسائي في عام 1988، بينما تأسس فريق سيدات أتلتيكو عام 2001.
برشلونة هو الأكثر تتويجا بلقب الدوري الإسباني للسيدات بواقع 5 ألقاب، متساويا مع أتلتيك بلباو، فيما يليهما أتلتيكو مدريد بـ3 ألقاب.
بدوره، تأسس نادي تاكون، ويعني اسمه "الكعب العالي"، في عام 2014، ومنذ تأسيسه كان يخطط لاندماج بشكل مستقبلي مع نادٍ أكبر، ووضع ريال مدريد في الاعتبار، حتى أن قميصه الأساسي كان أبيض اللون، في بادرة لاستمالة العملاق العاصمي.
أبدى ريال مدريد ترحيبه بالاستحواذ على تاكون، وبالفعل تمت الصفقة في 2019، ليلعب الفريق في موسم 2019-2020 لآخر مرة باسمه، ولكن في مدينة الريال الرياضية، قبل أن يتم التحول الكامل في العام التالي.
قرار الاستحواذ أثار عاصفة من الانتقادات، حيث يرى المعارضون أن ريال مدريد كان عليه البدء من الصفر بدلا من الاستحواذ على فريق كامل، حتى أن ياميلا باديل، لاعبة تاكون السابقة، قالت: "ريال مدريد دائما في الخلف في كل شيء".
وأشارت اللاعبة في مقابلة مع صحيفة "آس" الإسبانية إلى أن اللاعبين كانوا على علم بقرار الدمج قبل وقت طويل من الإعلان عنه، وأن غرفة الملابس كانت "مدريدية للغاية".
على طريقة مدريد
أنهى تاكون الموسم الماضي في المرتبة العاشرة بين 16 فريقا في دوري الدرجة الأولى الإسباني للسيدات، بعدما جمع 23 نقطة من 21 مباراة.
وفي الصيف الماضي، بعد إتمام التحول الكامل من تاكون إلى ريال مدريد، أبرم النادي المدريدي عدة صفقات لتعزيز صفوف الفريق، فيما يشبه صفقات "الجالاكتيكوس" التي اشتهر بها فريق الرجال مطلع الألفية الحالية.
وضم ريال مدريد عددا من اللاعبات أبرزهن الثنائي السويدي كوسوفاري أصلاني وصوفيا ياكوبسون، والفرنسية أوريلي كاسي التي كانت إحدى نجمات أتلتيكو مدريد، وحارسة المرمى آنا فاليس، والمدافعة النيجيرية أوسيناتشي أوهيل، والثنائي البرازيلي دايان وتايسا مورينو.
كذلك، تم التخلي عن عدد من العناصر القديمة مثل روث برافو وليكسي وماربيل أوكوي وياميلا باديل.
وبعد تقوية صفوف الفريق، تحسن الأداء مقارنة بالموسم الماضي، وحققت الكتيبة الملكية النسائية 15 انتصارا في الدوري بجانب تعادلين و6 هزائم، وسجلت اللاعبات 48 هدفا، ما يضعهن في المرتبة الثانية بين أقوى خطوط الهجوم في المسابقة.
ويحتل ريال مدريد حاليا المركز الثالث في ترتيب دوري الدرجة الأولى الإسباني للسيدات، برصيد 47 نقطة من 23 مباراة، متأخرا بفارق 13 نقطة عن غريمه برشلونة متصدر الترتيب، الذي لعب 20 مباراة فقط.
هل الخطوة وسيلة للتلاعب؟
وضع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" قواعد اللعب المالي النظيف لإضفاء مزيد من النزاهة والعدالة على المنافسة، خشية أن تخرب الأموال كرة القدم في القارة العجوز، وهي قوانين تنص ببساطة على ألا تفوق الإيرادات المصروفات أو الديون التي يجب على النادي دفعها.
ومنذ 2015 تسمح قوانين اللعب المالي النظيف للأندية بعدم إدراج البنود المالية المرصودة لدعم الكرة النسائية وأكاديميات كرة القدم وبناء الملاعب ضمن الميزانية الخاصة بالأندية، ما دفع الكثير من الأندية لإنشاء فرق للكرة النسائية، وكذلك بناء ملاعب ومنشآت تدريب.
وتشير عدة تقارير إلى أن الخطوات التي اتخذتها عدة أندية أوروبية هدفها الأول هو التحايل على قواعد اللعب المالي النظيف، مثل قيام يوفنتوس وأتلتيكو مدريد ببناء ملاعب جديدة، وإنشاء ريال مدريد ومانشستر يونايتد فرقا للسيدات.