"ثورة الصغار" تمنح ريال مدريد 180 مليون يورو
نادي ريال مدريد ينجح في تحصيل 180 مليون يورو إضافية نتيجة الثورة التي قام بها على مستوى التعاقدات من خلال لاعبيه الصغار.. طالع التفاصيل
في الوقت الذي كانت أندية العالم تتسابق من أجل الحصول على كبار النجوم في الدوريات الأوروبية الكبرى، كان نادي ريال مدريد الإسباني برئاسة فلورنتينو بيريز يتجه إلى تغيير سياسته، بالبحث عن المواهب الشابة التي لا تكلفه كثيرا من الأموال.
السياسة التي بدأ نادي ريال مدريد في انتهاجها خلال الأعوام الـ3 الأخيرة، بدأت تؤتي ثمرها في الوقت الحالي، حيث كشفت صحيفة "آس" الإسبانية أن النادي الملكي حصد نحو 180 مليون يورو ارتفاعا في قيمة اللاعبين الشباب الذين تعاقد معهم في السنوات الأخيرة.
تغيير السياسة
نادي ريال مدريد ارتبط دوما بالتعاقد مع أبرز اللاعبين حول العالم على مدار تاريخه الطويل، ولا يمكن لأحد أن ينسى "الجلاكتيكوس" الأشهر في تاريخ النادي الملكي مع بداية القرن الحالي.
ريال مدريد تعاقد مع سلسلة من النجوم في مطلع الألفية الحالية، أبرزهم البرازيلي رونالدو والإنجليزيان مايكل أوين وديفيد بيكهام، والفرنسي زين الدين زيدان، والبرتغالي لويس فيجو، بالإضافة إلى وجود الإسباني راؤول جونزاليس.
وفي عام 2009، أبرم ريال مدريد سلسلة من الصفقات النارية، بالتعاقد مع البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي ريكاردو كاكا والفرنسي كريم بنزيمة والإسباني تشابي ألونسو.
مع مرور السنوات، بدأ نادي ريال مدريد يغير نهجه في التعاقد مع النجوم، لا سيما مع ارتفاع القيمة السوقية للاعبين عقب انتقال البرازيلي نيمار دا سيلفا من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في صيف 2017 مقابل 222 مليون يورو، ليصبح اللاعب الأغلى في العالم.
ثورة الصغار
نادي ريال مدريد رفض الانضياع للمبالغ المالية الطائلة التي تدفعها الأندية للتعاقد مع اللاعبين خلال الفترة الأخيرة، وبدأ يفكر في إحداث ثورة جديدة في عالم كرة القدم، من خلال التعاقد مع اللاعبين دون الـ20 عاما بأموال قليلة.
نادي العاصمة الإسبانية يضم في قائمته الحالية 25 لاعبا في الفريق الأول، بالإضافة إلى 12 معارا، أي أنه يملك 37 لاعبا، من بينهم 11 لاعبا تم التعاقد معهم وهم دون الـ20 عاما.
وتضم قائمة اللاعبين كلا من البرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريجو جوس وراينير جيسوس، والإسباني ماركو أسينسو وداني سيبايوس وجيسوس فاييخو وإبراهيم دياز، والنرويجي مارتن أوديجارد، والأوروجواياني فيديريكو فالفيردي، والياباني كوبو، والأوكراني أندري لونين.
"الميرينجي" تعاقد مع هؤلاء اللاعبين بمقابل مادي بلغت قيمته 175.7 مليون يورو، بمعدل 15.9 مليون لكل لاعب، وفقا لصحيفة "آس" الإسبانية.
ووفقا لموقع "ترانسفير ماركت" المتخصص في القيمة السوقية للاعبين، فإن قيمة هؤلاء اللاعبين مجتمعين ارتفعت لتصل إلى 179.8 مليون يورو، بمعدل 32.3 مليون يورو لكل لاعب، أي أن قيمتهم مجتمعة زادت عن النصف.
عودة للسياسة القديمة
وعلى الرغم من النجاح الباهر على المستوى المادي للسياسة الجديدة التي ينتهجها ريال مدريد في السنوات الأخيرة؛ فإنها لم تحقق نجاحا ملحوظا على المستوى الفني.
جميع اللاعبين الـ11 في الفريق لم ينجحوا في قيادته لتحقيق نتائج إيجابية بمفردهم، وهو ما ظهر في الموسم الماضي عقب انتقال البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي.
ريال مدريد احتل المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإسباني، وودع دوري أبطال أوروبا من الدور ثمن النهائي أمام أياكس أمستردام الهولندي، كما ودع كأس ملك إسبانيا من الدور ربع النهائي على أيدي ليجانيس.
النتائج السلبية دفعت فلورنتينو بيريز إلى العودة للسياسة القديمة بشكل جزئي، وذلك من خلال التعاقد مع البلجيكي إيدين هازارد من تشيلسي الإنجليزي مقابل نحو 100 مليون يورو، رغم أنه يبلغ من العمر 28 عاما.
الريال تعاقد أيضا مع المهاجم الصربي لوكا يوفيتش مقابل 60 مليون يورو، والظهير الفرنسي فيرلاند ميندي والمدافع البرازيلي إيدير ميليتاو مقابل نحو 50 مليون يورو، رغم أن أعمارهم تتجاوز حاجز الـ20 عاما.
السياسة الجديدة نجحت في إعادة الريال إلى بعض النتائج الإيجابية، لا سيما على مستوى الدوري الإسباني؛ إذ يحتل المركز الثاني في جدول الترتيب برصيد 56 نقطة، بفارق نقطتين فقط خلف برشلونة صاحب الصدارة.