تحليل.. ريال مدريد ضد برشلونة.. زيدان يلقن كومان درسا جديدا
حقق ريال مدريد فوزا ثمينا على غريمه برشلونة (2-1)، في مباراة الكلاسيكو، بالجولة الـ30 من الدوري الإسباني.
الفوز بالكلاسيكو أحيى آمال ريال مدريد في التتويج بلقب الدوري الإسباني للموسم الثاني على التوالي، بعدما رفع رصيده إلى 66 نقطة يقتسم بها الصدارة مع جاره أتلتيكو، الذي لعب مباراة أقل، فيما توقف رصيد برشلونة عند 65 نقطة في المرتبة الثالثة.
وفي السطور التالية تقدم "العين الرياضية" تحليلا فنيا لمباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، التي انتهت بفوز ثمين لكتيبة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان.
درس زيدان
رغم أن الشوط الثاني هو شوط المدربين، فإن مدرب ريال مدريد فضّل أن يقوم فريقه بالحسم مبكرا، ويبدو أن المباراة سارت تماما كما خطط هو لها.
اعتمد زيدان على خطة (4-1-4-1) بوجود كاسيميرو في مركزه كلاعب وسط مدافع، وأمامه فيدريكو فالفيردي وفينيسيوس جونيور على الطرفين، يتوسطهما توني كروس ولوكا مودريتش، وفي الأمام كريم بنزيما، مع مرونة كبيرة في التعامل مع حالات الهجوم والدفاع، بالتقدم والتراجع.
في المقابل بدأ رونالد كومان مدرب برشلونة بخطة (3-4-3) من أجل إحداث بعض التوازن بين الدفاع والهجوم، في ظل وجود ليونيل ميسي وبيدري وعثمان ديمبلي في العمق الهجومي، والظهيرين سيرجينيو ديست وجوردي ألبا على طرفي خط الوسط.
عمل زيدان على استراتيجية بسيطة هي جوهر كرة القدم، يجب أن نسجل وألا نسمح لبرشلونة بالتسجيل، وبالفعل نجحت تلك الاستراتيجية في الشوط الأول، عن طريق المرتدات السريعة، واستغلال المساحات في دفاع الفريق الكتالوني.
وفي ظل الغيابات التي يعاني منها دفاع ريال مدريد، اعتمد زيدان على "تكديس" اللاعبين في منطقة الجزاء، وبالتالي احتاج برشلونة للضغط بعدد أكبر من اللاعبين، والقيام بالكثير من التمريرات والمناورات على حدود منطقة جزاء الريال، دون أي جدوى.
في الوقت نفسه سهلت المحاولات الهجومية لبرشلونة من مهمة ريال مدريد في الهجوم، بالاعتماد على سرعة ومهارة فينيسيوس من أجل الوصول بسرعة إلى مرمى تير شتيجن، مع وجود رقابة دفاعية ضعيفة.
بالفعل نجحت خطة زيدان في الشوط الأول، وخرج الفريق الملكي متقدما بهدفين، كما واصل الضغط على برشلونة حتى نهاية الشوط، واللعب بانضباط في الدفاع.
برشلونة ينتفض
في الشوط الثاني تبدلت الأحوال، وبات برشلونة في وضع أفضل فيما تراجع ريال مدريد خصوصا على مستوى الدفاع، واستقبل هدفا في أول ربع ساعة.
لا يمكن القول إن ريال مدريد اختفى تماما في الشوط الثاني، لكن برشلونة كان أفضل بفارق واضح، لاسيما بعد دخول أنطوان جريزمان بديلا لديست منذ بداية الشوط، وهو التبديل الذي منح هجوم البارسا شكلا أفضل وقدرة أكبر على خلخلة الدفاع المدريدي.
زيدان أيضا قام بـ4 تبديلات أضعفت فريقه لصالح منافسه، ربما لرغبته في إراحة لاعبيه قبل مواجهة ليفربول في دوري أبطال أوروبا، وذلك بدخول مارسيلو وإيسكو وماريانو دياز وماركو أسينسيو، وخروج فينيسيوس وبنزيما وفالفيردي وتوني كروس.
استمر مستوى برشلونة في التصاعد وكان قريبا من إدراك التعادل في أكثر من مرة، لكن التسرع في إنهاء الهجمات، بجانب تدخلات دفاع ريال مدريد، منحت الفريق الملكي 3 نقاط ثمينة في صراعه على لقب الدوري الإسباني.