هل رئيس كوريا الشمالية "مجنون"؟ خبير نووي يُجيب
جيفري لويس، خبير السياسة النووية في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري، يستعرض رؤيته.
كثيرة هي الألقاب التي أُطلقت على رئيس كوريا الشمالية، كيم جونج أون، من المجنون إلى رجل الصاروخ، بسبب طموحه النووي والباليستي، لكن هل الرجل "مختل" فعلا كما يصفه خصومه؟
ووفق خبراء، ربما لا يكون كيم مجنونا في سعيه للحصول على ترسانة نووية، وليس بالضرورة أنه يحتاجها لاستخدامها ضد أمريكا أو أية دولة أخرى، بخلاف ما يفترضه الخطاب السياسي.
جيفري لويس، خبير السياسة النووية في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري يقول إنه "ليس مجنونا، لقد أحكم قبضته على ذلك البلد بطريقة فعالة ووحشية جدا".
وفي مقابلة مع موقع بيزنس إنسايدر الأمريكي، أضاف لويس "إنه (كيم جونج أون) يرغب فقط في القيام بأشياء مرعبة لحماية نفسه، وهو ما يوضح لنا شيئا ما حول مصداقية تهديده النووي".
ويعتقد أن هذا التهديد مجرد وسيلة، لكن ليس بالضرورة أن يكون الهدف الرئيسي لكوريا الشمالية، واستطرد "إذا كنت كيم جونج أون، لأردت أسلحة نووية أيضا".
وفي الماضي، أدرك الأمريكيون أن عليهم العثور على طريقة لإبلاغ كورويا الشمالية أنهم لن يغزوها إذا تخلت عن برنامجها النووي، ولذلك عمدت واشنطن لوضع حد لاتفاق نزع السلاح مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
وعن ذلك، يقول لويس، إن هذا كان قرارا سليما من أمريكا، مضيفا "دعَونا كوريا الشمالية للنظر إلى مجريات الأمور في ليبيا، ثم استدرنا وقمنا بإطاحة الحكومة هناك".
حدثت هذه الأمور أثناء حكم كيم جونج إيل، والد كيم جونج أون، لكن لم ينساها ابنه، الذي يخشى أن ينتهي به الحال كصدام حسين والقذافي، كما صرح لويس.
فالرئيس الكوري، وفقا لخبير السياسة النووية، "يخشى أن نقوم معه بنفس ما قمنا به مع صدام والقذافي، لذلك قرر أن الأسلحة النووية هي الطريقة الأفضل لدرء ذلك".
وتشير بعض التقارير إلى أن كيم جونج أون، يرغب في استغلال الأسلحة النووية لإجبار كوريا الجنوبية على الوحدة مجددا، لكن يشك لويس في أن يكون هذا صحيحا، على الرغم من اعتقاده أن كيم "نهما" للسلطة.
ورأى أن من الممكن أن تكون كوريا الشمالية تفكر في استخدام الأسلحة النووية كطريقة لتحسين علاقاتها مع الدول الأخرى بما فيها الولايات المتحدة.
وأوضح الخبير أن دوافع بيونج يانج فيما يتعلق بالأسلحة النووية وتهديداتها المستمرة، ربما لا تكون شائنة بقدر ما يصورها الخطاب السياسي، وربما أيضا يعتقد علماء الذرة في كوريا الشمالية أنفسهم حمائم لا صقور.
وأخيرا، أشار لويس إلى أن الاتجاه الذي تسلكه الدولة، يعود في النهاية إلى قائدها، وتابع "لا أرغب في أن أكون متفائلا جدا، لأن كوريا الشمالية يمكن أن تصبح أكثر عدوانية ويمكن أن تصبح أقل عدوانية. فعلينا أن ننتظر لنرى. لا يرغب أحد في إصدار أحكام مسبقة على أمر كهذا، ومنع ما يحتمل أن يكون فرصة سلام".
وعلى ما يبدو فإن هذا ليس التفكير الأمريكي الحالي، وفقا للويس، حيث أعرب الرئيس دونالد ترامب عن آماله في توسيع القدرات النووية، علاوة على تدريب القوات العسكرية الأمريكية على مواجهة صراع محتمل مع بيونج يانج.