الإثنين الأسود.. كيف تخطت المياه أسعار البنزين في أمريكا؟
سعر جالون البنزين وصل في أمريكا، أمس الإثنين، إلى 85 سنتا، وهو أقل من سعر جالون المياه البالغ 3 دولارات في أسواق التجزئة
استحق يوم الإثنين 20 أبريل/نيسان 2020 لقب "الإثنين الأسود" بجدارة، بعد أن شهد أكبر هبوط في أسعار عقود الخام الأمريكي (WTI) تسليم مايو/أيار المقبل، ليصل إلى (-40 دولارا) للبرميل الواحد.
لم تتوقع الأسواق العالمية الوصول إلى القيمة السالبة، إلا بعد اقتراب تسعيرة العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط من 5 دولارات للبرميل الواحد، فيما كانت التوقعات تشير إلى مراوحة السعر بين 10 - 13 دولاراً في أسوأ الاحتمالات.
نضوب الطلب
أمس الإثنين، كان اليوم قبل الأخير لاستحقاق عقود الخام الأمريكي (WTI)، تسليم مايو/أيار المقبل، وهو الشهر الذي سجل عمليات شراء عقود واستثمارات كبيرة بعد توقعات بارتفاع أسعار النفط الخام، لكن النتيجة جاءت مغايرة.
وتحول نضوب الطلب على النفط الخام داخل الولايات المتحدة، إلى شرارة أشعلت نار معروض عقود الخام من جانب المضاربين الذين استثمروا في تلك العقود كأداة استثمار مثل الأسهم، بل إن نسبة منهم لا تعرف شكل النفط الخام.
ومع الغياب شبه التام عن الطلب، سارع المضاربون إلى خفض أسعار العقود حتى وصلت صفر دولار، ثم انتقلت إلى القيمة السالبة عند (-10 دولارات) إلى أن وصلت إلى (-40 دولاراً) للبرميل الواحد.
خيارات خاسرة
يعني ذلك أن المضاربين أصحاب العقود عرضوا الحصول على عقود النفط الورقية، وفوقها مبلغ 40 دولاراً للتخلص منها، لأن إبقاء العقود بأيديهم سيضعهم أمام خيارين اثنين خاسرين.
الخيار الأول: دفع تكلفة التأمين على العقود، وهي تكلفة تفوق قيام المضارب بدفع 40 دولاراً عن كل برميل، بينما الخيار الآخر أنه سيدفع قيمة عقود النفط التي قام بشرائها كاملة بالسعر الأول الذي اشتراه به.
كما أن الخيار الآخر لن يكبد المضارب خسائر قيمة العقود كاملة وفق الأسعار التي اشتراها به، لكن أيضاً سيكون مضطراً لدفع تكاليف استقبال الخام ونقله إلى آبار تخزين ودفع تكلفة تخزين ودفع تكلفة تأمين، وهي مبالغ هائلة.
آبار التخزين
حاليا لا تتوفر في الولايات المتحدة آبار تخزين بالأسعار التي كانت عليها سابقاً بالتزامن مع استمرار الإنتاج، لكن هناك حالة تراجع حادة في الطلب بسبب الإجراءات الوقائية لتفشي فيروس كورونا داخل الأسواق الأمريكية.
ويعد تفشي الفيروس هو السبب الرئيسي لتراجع الطلب على النفط الخام داخل الأسواق الأمريكية، إذ كان يبلغ حجم التكرير اليومي للمصافي الأمريكية نحو 18.7 مليون برميل يوميا، كمتوسط يومي في 2019. لكن أحدث تقارير إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة، أشار إلى أن متوسط التكرير اليومي داخل المصافي، كان بمقدار 5 ملايين برميل يوميا إلى متوسط 13.5 مليون برميل يوميا.
قراءة الأسواق
ولم تنجح توقعات شركات الطاقة الأمريكية في قراءة أسواق الطاقة العالمية، خاصة بعد إعلان تحالف (أوبك+) التوصل لاتفاق خفض إنتاج النفط بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا، اعتبارا من الشهر المقبل.
بل إن تصريحات الرئيس الأمريكي بوصول حجم تراجع الإنتاج عالميا إلى 19.5 مليون برميل يوميا، أفقدت شركات الطاقة العالمية قراءة الأسواق، والتركيز على قراءة حركة العرض والطلب، ودفعتها نحو استمرار الإنتاج والإمداد في السوق المحلية، وملء آبار وخزانات النفط.
تخمة المعروض
وتحولت تخمة معروض النفط الخام في الأسواق الأمريكية سببا للجوء المضاربين، أمس الإثنين، لبيع عقودهم والتخلص منها، تجنباً لتكاليف إضافية قد يتكبدونها مع إنهاء استحقاقها خلال وقت لاحق اليوم الثلاثاء.
مع هذه التطورات تراجعت أسعار الوقود في محطات البيع الأمريكية لمستويات قياسية، إذ تبيع المحطات في الولايات المتحدة الوقود، وفق آلية العرض والطلب.
ووفق أسعار، أمس الإثنين، بلغ سعر جالون البنزين الأكثر شعبية أقل من دولار واحد، إذ تبلغ سعة الجالون في الأسواق الأمريكية 3.8 لتر، بينما باعته بعض المحطات في الولايات ذات الكثافة السكانية الأقل بنحو 85 سنتاً، بحسب بيانات المحطات الرسمية.
بمعنى آخر، يبلغ سعر تعبئة تنك مركبة سعته 50 لتراً نحو 13 دولارا أمريكيا، ويعني ذلك أن الوقود في السوق الأمريكية شبه مجاني، ويعتبر أقل من سعر جالون المياه البالغ 3 دولارات في أسواق التجزئة داخل الولايات المتحدة.
aXA6IDE4LjIxOS40Ny4yMzkg جزيرة ام اند امز