بداية كورونا.. 3 أسباب تنسف "نظرية المؤامرة"
العلماء يستندون في تأكيد أن كورونا له أصل "حيواني" وليس اصطناعيا إلى 3 أسباب تتعلق بالمادة الوراثية وتاريخ تطور الفيروس وبيئة الخفافيش
واحدة من نظريات المؤامرة التي لا تزال تحظى بتأييد الكثيرين، ما يتم ترديده أن فيروس كورونا المستجد تم إنشاؤه في المختبر، لكن الغالبية العظمى من العلماء الذين درسوا الفيروس يتفقون على أنه تطور بشكل طبيعي وعبر إلى البشر من نوع حيواني.
ويستند العلماء في تأكيدهم إلى أن هذا الفيروس له أصل "حيواني" وليس اصطناعيا، إلى 3 أسباب تتعلق بالمادة الوراثية والتاريخ التطوري للفيروس، وفهم بيئة الخفافيش المعنية، وتم توضيح هذه الأسباب في تقرير نشره موقع " ذا كونفرسيشن"، ونستعرضها فيما يلي..
1- المادة الوراثية
تم ترتيب التركيب الجيني أو "الجينوم" للفيروس وتقاسمه علنا آلاف المرات من قبل العلماء في جميع أنحاء العالم، وبالتالي إذا كان الفيروس قد تم هندسته وراثيًا في أحد المختبرات، فستكون هناك علامات على التلاعب في بيانات الجينوم.
وسيشمل ذلك دليلاً على تسلسل فيروسي موجود باعتباره العمود الفقري للفيروس الجديد، وعناصر جينية واضحة ومدروسة وأخرى محذوفة.
ولكن لا يوجد مثل هذا الدليل، فمن المستبعد جدًا ألا تترك أي تقنيات مستخدمة في هندسة الفيروس وراثيًا توقيعًا جينيًا، مثل قطع محددة من كود "الدي إن ايه".
2- التاريخ التطوري للفيروس
يشبه جينوم الفيروس الجديد ذلك الموجود في الفيروسات التاجية الأخرى التي يكون مصدرها الخفاش، بالإضافة إلى فيروسات حيوان البنغولين، وكلها لها بنية جينومية مماثلة.
وتظهر الاختلافات بين الجينومات لهذه الفيروسات التاجية أنماطًا طبيعية نموذجية لتطور الفيروس التاجي، وهذا يشير إلى أن الفيروس الجديد تطور من فيروس تاجي بري سابق.
وإحدى السمات الرئيسية التي تجعل فيروس كورونا المستجد مختلفا عن الفيروسات التاجية الأخرى هي بروتين "الأشواك" الذي يحعله يرتبط بشكل جيد ببروتين آخر على السطح الخارجي للخلايا البشرية يسمى ACE2، وهذا يمكّن الفيروس من إصابة الخلايا البشرية.
ومع ذلك، فإن الفيروسات التاجية الأخرى ذات الصلة لها ميزات متشابهة، مما يوفر دليلاً على أنها تطورت بشكل طبيعي بدلاً من إضافتها بشكل مصطنع في المختبر.
3- فهم بيئة الخفاش
تخوض الفيروسات التاجية والخفافيش سباق تسلح تطوري تتطور فيه الفيروسات باستمرار للتهرب من الجهاز المناعي للخفافيش، وتتطور الخفافيش لتقاوم العدوى من الفيروسات التاجية، وسيتطور الفيروس إلى متغيرات متعددة سيتم تدمير معظمها بواسطة جهاز المناعة في الخفافيش، ولكن البعض سيبقى وينتقل إلى الخفافيش الأخرى.
واقترح بعض العلماء أن الفيروس الجديد ربما يكون قد جاء من فيروس خفاش آخر معروف (RaTG13) وجده الباحثون في معهد ووهان للفيروسات، وتتشابه جينومات هذين الفيروسين مع بعضهما البعض بنسبة 96٪.
ومن قبيل الصدفة أن الفيروس الجديد طور القدرة على غزو الخلايا البشرية ووجد طريقه إلينا عن طريق الخطأ، ربما عن طريق مضيف حيواني وسيط، أو ربما قفز بشكل غير ضار في البداية من الفيروس مباشرة إلى البشر ثم تطور ليصبح ضارًا عند انتقاله بين الأشخاص.