بماذا تخبرنا فحوصات الأجسام المضادة لـ"كوفيد-19"؟
الأجسام المضادة لفيروس "سارس-كوف-2"، المسبب لمرض "كوفيد-19" توضح في الأساس أنك قد أصبت بالعدوى.. اقرأ التفاصيل عبر "العين الإخبارية".
قالت زانيا ستاماتاكي الأستاذة والباحثة في علم المناعة الفيروسية بجامعة برمنجهام البريطانية إن الانتشار السريع لفيروس كورونا واقترانه بالطبيعة المستجدة للفيروس جعلت العلماء والاختصاصيين الفنيين يلعبون الغميضة معه، ورغم عدم اكتمال المعرفة بشأنه، أصبحت أكبر بكثير عما كانت عليه بداية التفشي، حتى إن الأنظمة الطبية أصبحت أفضل استعدادا للاستجابة له.
وأضافت ستاماتاكي، خلال مقال لها منشور بصحيفة "الجارديان" البريطانية، أن جزءًا من هذا يعني وجود تحسن في إجراء الفحوصات المتعلقة بالمرض، في محاولة لتلبية طلبات من يريدون معرفة ما إن كانوا مصابين بالعدوى أو أصيبوا بها.
وأشارت إلى أنه من المهم أن يفهم الناس ما تكشفه الأجسام المضادة عن استجابتنا المناعية لـ"كوفيد-19 "، وكيفية عمل المناعة الوقائية.
وقالت إن الأجسام المضادة لفيروس "سارس-كوف-2"، المسبب لمرض "كوفيد-19" توضح في الأساس أنك قد أصبت بالعدوى، رغم أن الناس المصابين بحالات عدوى لفيروسات كورونا (التي تتضمن نزلات البرد الشائعة) ربما يكون لديهم أجسام مضادة متصالبة التفاعل، مما يعطي نتائج إيجابية زائفة.
لكنها أشارت إلى أن اختبارات الأمصال تتنوع في مدى دقتها، لكنها أكثر فاعلية من فحوصات الـ"بي سي آر/PCR "، التي ترصد وجود الفيروس نفسه، موضحة أنها تعتمد بشكل أقل على مهارة الشخص الذي يسحب العينة، حيث إن الأجسام المضادة في الدم أسهل في رصدها مقارنة بجزيئات الفيروس الموجودة في الأنف أو مسحات الحلق.
وأكدت أن مثل تلك الاختبارات تقدم معلومات مفيدة بشأن الطريقة التي تنتشر بها العدوى بين السكان، لافتة إلى أن الناس المصابين حديثًا بالعدوى على الأرجح لن تكون لديهم أجسام مضادة ظاهرة أو يمكن رصدها بالفحس خلال الأيام القليلة الأولى، لكن معظمهم يطورها بعد فترة من أسبوع لثلاثة أسابيع.
وأوضحت أن معرفة عدد المصابين بالمرض يساعد في تقدير نسبة الحالات المرضية الشديدة والوفيات بدقة أكبر، وهو ما يخبرنا المزيد عن مدى خطورة المرض الجديد.
وأشارت الباحثة إلى أنها تساعد أيضًا في تحديد المجموعات الأكثر عرضة للمرض، الأمر الذي يمكن أن يقدم مؤشرات حول كيفية انتقال الفيروس، فضلًا عن أن الأجسام المضادة تمنح الأمل في مزيد من الحماية، رغم أن لم يتم التوصل بعد لتوصيف كامل بشأن ما تتكون منه الحماية المناعية ضد فيروس كورونا المستجد.
وقالت إن الأبحاث المرتبطة باللقاح تستهدف التوصل إلى أجسام مضادة قوية طويلة الأمد يمكنها أن توفر لنا حماية مدى الحياة، لكن لا يتحقق هذا الأمر دائمًا، فعندما تضعف الأجسام المضادة، يمكن للقاحات أن تقدم الدعم، وعندما تتطور الفيروسات للهرب من رصدها داخل الجسم، مثل فيروس الإنفلونزا الذي يتحور بسرعة، تكون هناك حاجة للقاح جديد لوقف هجماتهم.
وأضافت أن هناك أنباء جيدة وهي أن البيانات الصادرة عن دراسات اللقاح توضح أنه يمكن حماية الحيوانات من عدوى "سارس-كوف-2"، وأن الناس يطورون بالفعل مناعة وقائية، مما يشير إلى أن الذاكرة المناعية هي أمر ممكن.
لكن الطريقة الوحيدة للتأكد من الأمر هي قياس ما يحدث عند إصابة المتطوعين لتجارب اللقاح بالعدوى، ومن المفارقة، أن هذا سيستغرق وقتًا أطول بالدول التي نجحت في السيطرة على الفيروس ولديها حالات إصابة قليلة.
وقالت ستاماتاكي إن بصفتها متخصصة في المناعة الفيروسية، فإنها ترى المناعة لـ"كوفيد-19" كما اللغز الذي لم يحل بعد، لكن عندما تصبح اللقاحات متوفرة بكميات كبيرة، سيصبح من السهل تقييم استخدام اختبارات الأمصال والفحوصات التي تجرى بالمختبرات.
وبالرغم من أنه بالوقت الحالي لا تؤكد فحوصات الأجسام المضادة الحماية، لاتزال مهمة في رصد تطور الفيروس عبر دور الرعاية والمستشفيات وأنظمة النقل العام وأماكن العمل.
aXA6IDE4LjE4OC4xMy4xMjcg جزيرة ام اند امز