احتياطي النفط الأمريكي.. هل حان وقت التشديد النفطي؟
طلبت الولايات المتحدة عطاءات تصل إلى 3 ملايين برميل من النفط الخام لإعادة ملء احتياطي البترول الاستراتيجي المستنفد.
وقالت وزارة الطاقة في طلبها إن عمليات التسليم في مخزون الطوارئ الحكومي مخطط لها في أغسطس/آب المقبل، مع الإعلان عن الفائزين بالعطاءات في يونيو/حزيران المقبل.
وتمثل هذه الخطوة المحاولة الثانية للوكالة لبدء تجديد احتياطي النفط الاستراتيجي بعد أن أطلقت أكثر من 200 مليون برميل العام الماضي، وذلك للحد من ارتفاع أسعار الطاقة.
وأدى الإعلان إلى ارتفاع العقود الآجلة للنفط الأمريكي 0.5% لتتجاوز 71 دولارا للبرميل.
- مغارة الكنوز رقمية.. هل يبيض الذكاء الاصطناعي ذهبا؟
- لدعم وقود الطيران المستدام.. توقيع اتفاقية بين "مصدر" و"إيرباص"
كان تجار النفط يراقبون عن كثب بحثا عن أي مؤشر على أن الحكومة ستبدأ في إعادة ملء الاحتياطي، حيث أن مشترياتها ستؤدي إلى تشديد السوق زيادة الطلب على الخام وبالتالي ارتفاع الأسعار.
هناك طلب مرتفع بالفعل على درجات الخام عالية الكبريت التي تطلبها وزارة الطاقة مع خفض "أوبك+" للإنتاج. قد يؤدي أي سحب إضافي على الوضع الحالي في الولايات المتحدة لملء المخزونات، إلى ارتفاع أسعار النفط، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار البنزين في منتصف موسم القيادة الصيفي.
وقالت إدارة بايدن الخريف الماضي إن الهدف هو إعادة ملء الاحتياطي عندما تكون الأسعار عند أو أقل من 67 إلى 72 دولارا للبرميل.
وألغت وزارة الطاقة محاولة سابقة لإعادة ملء المخزون من خلال شراء 3 ملايين برميل أخرى في يناير/كانون الثاني بعد أن قالت الوكالة إن العروض التي تلقتها إما باهظة الثمن أو لا تفي بالمواصفات الأخرى.
إعادة توازن السوق
الخطوة الأمريكية ستدفع أسعار النفط إلى الارتفاع، بعد أن تسبب الرئيس الأمريكي جو بايدن في خفض الاحتياطيات إلى أدنى مستوى لها منذ عام 1983، الأمر الذي دفع الجمهوريين إلى مهاجمته.
وتحتاج الولايات المتحدة إلى قرابة 200 - 220 مليون برميل للشراء لغرض إعادة بناء المخزونات والوصول إلى مستويات 580 مليون برميل، مقارنة مع أقل من 380 مليون برميل حاليا.
بينما أعلى مستوى للمخزونات كان في عام 2012 عندما بلغت المخزونات مستوى 760 مليون برميل، بحسب بيانات وزارة الطاقة الأمريكية.
وفشلت محاولات بايدن العام الماضي، في خفض أسعار الوقود في الولايات المتحدة من خلال ضخ الخام وزيادة معروضه في الأسواق، وذلك بالتزامن مع انتقادات وجهها بايدن إلى أوبك لزيادة المعروض العالمي من الخام.
وحصلت السوق على دفعة من التوقعات بأن إعادة شراء الولايات المتحدة للنفط للاحتياطي الاستراتيجي، ستستمر إذا انخفضت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بالقرب من أو أقل من 70 دولارا للبرميل.
في الأسبوع الماضي ، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت وغرب تكساس الوسيط للأسبوع الرابع على التوالي بسبب مخاوف من ركود الولايات المتحدة ومخاطر التخلف عن السداد التاريخي للديون الحكومية في أوائل يونيو.
لكن الخطوة الأمريكية، تأتي أيضا بالتزامن مع مخاوف الإمدادات الناجمة عن حرائق الغابات في كندا. إذ أجبرت الحرائق المنتشرة في ألبرتا بكندا أكثر من 30 ألف شخص على ترك منازلهم ما وأغلقت ما لا يقل عن 319 ألف برميل من النفط المكافئ يوميا، أو 3.7% من الإنتاج الوطني.
ويمكن أن تتقلص إمدادات الخام العالمية أيضا في النصف الثاني في حال أقر تحالف "أوبك+" لتخفيضات إضافية للإنتاج في حال بقاء حالة الاقتصاد العالمي في ارتباك.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTkuNjcg جزيرة ام اند امز