تحولات مثيرة في إنتاج النفط الليبي.. هل ينقذ اقتصاد البلاد؟
خطوات متسارعة لنفط ليبيا الذي أخذت إدارته الجديدة تعهدا على نفسها بإصلاح القطاع المهمل وإنقاذ البلاد
من أزمتها الاقتصادية لا سيما وأنها تعتمد بشكل كلي على إيراد بيع الذهب الأسود.
في كل شهر تقريبا يعلن في ليبيا عن اكتشافات نفطية وغازية جديدة تضيف للقطاع الليبي بل تعطي الأمل للعالم في تعويض النقص الحاصل في الطاقة جراء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من عام.
الأربعاء أعلن في ليبيا عن اكتشاف نفطي جديد جنوبي البلاد تحقق نهاية الشهر الماضي، وأعلن عنه بعد التأكد بإجمالي معدل إنتاج يصل إلى 1888 برميلا يوميا حققته شركة نفطية روسية عاملة في البلاد.
ذلك الإعلان جاء على لسان المؤسسة الوطنية الليبية للنفط والتي قالت في بيان لها: "شركة تاتنفت (TATNEFT) للنفط الروسية فرع ليبيا والمشغل لمنطقة العقد 82/4 كطرف ثاني والمرتبطة مع المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا باتفاقية استكشاف ومقاسمة إنتاج (إبسا) والموقعة في ديسمبر 2005, تعلن عن اكتشاف نفطي جديد بمنطقة العقد 82/04 والواقعة بحوض غدامس وذلك بحفرها واختبار البئر الاستكشافية و1-82/4 (F1-82/4)".
الشركة المستكشفة وبحسب بيان مؤسسة النفط الليبية "قامت بحفر البئر الاستكشافية على عمق إجمالي يبلغ 8500 قدم وتقع على بعد حوالي 330 كم جنوب طرابلس" مؤكدة أن "الاكتشاف النفطي الجديد بإجمالي معدل إنتاج يصل إلى 1888 برميلا في اليوم".
وأضافت "هذه البئر هو الاكتشاف الثالث لنشاط الاستكشاف للشركة في منطقة العقد 82/04 " وتابعت "قامت شركة تاتنفت (TATNEFT) بحفر البئر كمشغل تحت اتفاقية "EPSA IV" مع المؤسسة الوطنية للنفط (NOC) في ليبيا مع توزيع حصة الفائدة حسب الاتفاق".
وينص ذلك الاتفاق وفق المؤسسة الليبية على أن تكون "(89.5%) لصالح مؤسسة النفط الليبية و(10.5%) لصالح المشغل وهي الشركة الروسية صاحبة الاكتشاف".
وفي 8 أبريل / نيسان الماضي أعلنت مؤسسة النفط الليبية إعادة فتح البئر الغازية رقم (CW04) الواقعة على منصة صبراتة البحرية (حقل بحر السلام وهو أكبر حقل بحري في ليبيا) ووضعه على الإنتاج وذلك بعد توقفه عن الإنتاج في 28 يناير/ كانون الثاني 2021 بسبب مشاكل فنية أي فترة تولي المقال مصطفى صنع الله لقيادة مؤسسة النفط الليبية.
ذلك النجاح حققته المؤسسة على يد شركة مليته للنفط والغاز التابعة لها وفق بيان للمؤسسة آنذاك قال فيه إن "الإنتاجية الإجمالية للبئر بلغت حوالي 37 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز في حين تقدر كمية المكثفات بحوالي 1000 برميل يوميًا".
وفي فبراير / شباط الماضي أعلنت المؤسسة عن إنجاز تمثل في تنفيذ مشروع إنشاء مصفاة نفط جديدة مضى على فكرة إنشائها أكثر من 30 عاما إلا أن مجلس الإدارة الجديد لقطاع النفط الليبي جعل ذلك واقعا.
وجاءت تلك الخطوة وفق بيان للمؤسسة آنذاك "ترجمة للوعود التي أطلقها رئيس مجلس الإدارة الجديد فرحات بن قدارة لأهالي جنوب ليبيا" في إشارة لوعود أطلقها الأخير تقضي بالاهتمام بمنطقة الجنوب المهملة رغم احتوائها على معظم مخزون البلاد النفطي.
وتأتي تلك الإنجازات أيضا ضمن مساعي الإدارة الجديدة للمؤسسة في إنقاذ الاقتصاد المتهالك في ليبيا لا سيما وأنها تعتمد في موازنتها العامة بشكل شبه كلي على إيرادات بيع النفط.
كما تأتي ضمن " الرؤية الجديدة التي تتبناها المؤسسة الوطنية للنفط ومجلس إدارتها الجديد الذي أخذ على عاتقه تطوير القطاع وإصلاح ما أفسد في الماضي.
وتعد تلك الإنجازات التي تحققها بشكل أسبوعي الإدارة الجديدة لمؤسسة النفط في ليبيا قفزات للأمام بعد سنوات من تردي القطاع في عهد مصطفى صنع الله صاحب الإدارة السابقة الذي أطيح به في 7 يوليو/ تموز الماضي على خلفية مطالبات أهالي المناطق النفطية الذين أقفلوا التصدير لثلاثة أشهر بإقالته وهو الذي أدار القطاع لثماني سنوات بالمخالفة للقانون الليبي.
وتعتبر ليبيا من الدول النفطية التي تمتلك احتياطيات كبيرة من النفط والغاز حيث تشير آخر الإحصائيات العام قبل الماضي 2021 إلى وجود احتياطي نفطي يقدر بـ48.4 مليار برميل ما يجعلها صاحبة أكبر احتياطيات مؤكدة من النفط الخام في أفريقيا فيما تشغل الترتيب التاسع من حيث الأكثر امتلاكا للاحتياطيات عالميا بحصة 3%.
aXA6IDE4LjE4OC43Ni4yMDkg جزيرة ام اند امز