جثث بلا هوية.. درنة الليبية تنبش إرهاب المليشيات
جثث متحللة مدفونة في درنة، المدينة الليبية التي لا تزال تنبش فظائع الإرهاب بعد سنوات على تحريرها من قبضة المليشيات.
فبعد نحو 5 أعوام على انتهاء حقبة عاشتها المدينة تحت سيطرة المليشيات الإرهابية، لا يزال باطن الأرض يكشف وحشية فترة اختبرتها وسبقت تحريرها من قبل الجيش.
أدلة تقدمها هذه المرة انتشال الهلال الأحمر الليبي، الثلاثاء، لرفات جثتين متحللتين مجهولتي الهوية من غابة بومسافر قرب المدخل الغربي للمدينة.
وفي بيان، قالت المنظمة إن "فريق انتشال الجثث والبحث عن المفقودين وإعادة الروابط الأسرية هو من قام بانتشال تلك الرفات بعد ورود بلاغ من قبل النيابة العسكرية بشأن وجود عدد من الرفات البشرية هناك".
وأكد البيان أن "انتشال الرفات جرى بالتنسيق مع مركز الخبرة القضائية والبحوث وبحضور الجهات الأمنية في المدينة"، مشيرا إلى "نقل الرفات المستخرج لثلاجة مستشفى الهريش بمدينة درنة لعرضها على الطبيب الشرعي قبل مباشرة إجراءات الدفن الشرعي".
تاريخ من الإرهاب
بعد سقوط نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في 17 فبراير/ شباط 2011، استولت تنظيمات إرهابية على معظم المدن الليبية وبينها درنة التي كانت أولى المناطق التي ظهر فيها تنظيم داعش في ليبيا.
ومنذ ذلك الوقت، عاشت المدينة تحت الحكم الإرهابي الذي سجلت خلاله المنظمات الحقوقية المحلية والدولية عديد الجرائم التي ارتكبها التنظيم أبرزها الإعدامات الميدانية ذبحا في ساحة مسجد الصحابة التي كان التنظيم يبثها مباشرة عبر فيديوهات أراد من خلالها إرهاب الليبيين وتخويفهم.
وفي 25 مارس/آذار 2016، أطلق الجيش الليبي عملية عسكرية للسيطرة على مدينة درنة التي حددها كهدف ثان بعد تحرير بنغازي من المليشيات الإرهابية المتحالفة مع تنظيم داعش الإرهابي.
وآنذاك، فرض الجيش الليبي طوقًا على المدينة وحاصرها بالتزامن مع تناحر إرهابيي داعش وتحالف لمليشيات متطرفة يدعى "مجلس شورى مجاهدي درنة"، على النفوذ والمال.
كما أن داعش لم يكن على وفاق مع قوات "مجلس مجاهدي درنة" الموالي لتنظيم "القاعدة" مع أنه كان ينتهج مساره الإرهابي المتطرف.
وانتهت المعركة بسيطرة "مجلس مجاهدي درنة" على كامل المدينة الخاضعة لحصار الجيش الليبي الذي أعلن السابع من مايو/أيار 2018 بدء معركة تحريرها وذلك وسط إعلان الإخوان دعمهم للتنظيمات المتطرفة داخل المدينة ضد الجيش.
وبعد أشهر من المعارك الطاحنة في درنة، أعلن قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر في 29 يوليو/تموز 2018 تحرير المدينة بشكل كامل من الإرهاب.
لكن ومنذ ذلك الوقت، تعلن الأجهزة الحكومية والهلال الأحمر الليبي، بين الحين والآخر، انتشال جثث من مقابر جماعية في المدينة.
إرهاب مدفون
وتعقيبا على ذلك، قال محمد الدرناوي، الضابط بمديرية أمن درنة الليبية، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "المدينة عاشت سبعة سنوات كاملة تحت حكم المتشددين".
وأضاف أنه "خلال تلك الفترة، وعلى مسمع ومرأى العالم أجمع، كانت عمليات القتل ليلا نهارا تحصل في المدينة وكل من قتل كانوا يدفنون في مقابر جماعية يجري اكتشافها بشكل متكرر حاليا".
وتابع أن "تلك الاكتشافات تخرج من حي لآخر جراء اعترافات عناصر مسلحة إرهابية مقبوض عليها لدى الجيش الليبي".
ومطلع يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت الهيئة العامة للبحث والتعرف عن المفقودين (حكومية) العثور على مقابر جماعية تضم رفات 18 قتيلا لم تعرف هويات أصحابها في مدينة سرت التي تتوسط ليبيا جغرافيا.
وفي 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت الهيئة ذاتها أن استخراج (42) جثة مجهولة الهوية من مقبرة بمدرسة ابن خلدون بالجيزة والبحرية بسرت.
وقبلها وتحديدا في 31 أغسطس/آب الماضي، أعلنت أيضا استخراج (15) جثة تم انتشالها من مقبرتين جماعيتين بباحة مستشفى ابن سينا بسرت.
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4yMyA= جزيرة ام اند امز