صحيفة: قرار ترامب حول القدس أنهى ربع قرن من الكذب الأمريكي
الصحيفة أوردت مواقف تثبت أن نقل السفارة الأمريكية للقدس هدف أمريكي متواجد منذ فترة طويلة وكان يحظى بدعم من الحزبين.
على عكس الكثير من الإعلام الغربي الذي أظهر اندهاشة من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن ترامب نفذ ما كان يعتزمه الرؤساء الأمريكيون السابقون، رغم عدم بوحهم بذلك علنا.
وأضافت الصحيفة أن نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس هو هدف سياسي أمريكي متواجد منذ فترة طويلة وكان يحظى بدعم من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على السواء.
وقال بريت م. ديكر، كاتب المقال ومراسل الشؤون الخارجية السابق بالصحيفة إنه عندما ترشح بيل كلينتون إلى الرئاسة منذ 25 عاما، تعهد بدعم فكرة أن القدس عاصمة لدولة إسرائيل.
وأضاف أن الرئيس الأمريكي السابق جورج دابليو بوش انتقد كلينتون لعدم وفائه بهذا الالتزام والعهد، لكنه فشل هو الآخر في تحقيق ذلك، وأثناء الحملة الانتخابية لباراك أوباما في عام 2008، قال نصا: "ينبغي أن ننقل سفارتنا إلى القدس"، لكنه لم يعترف أبدا بالمدينة كعاصمة لإسرائيل بمجرد انتخابه.
وتابع الكاتب أن الاختلاف الآن سواء كنا نحب ترامب أو نكرهه هو أن الرئيس الأمريكي قام بالالتزام الذي تعهد به خلال حملته الرئاسية على عكس ما كذب بخصوصه ثلاثة رؤوساء سابقين لمجرد الفوز بالانتخابات.
كما أشار إلى أن الأمر تجاوز الرؤساء وبرز تناقض مسؤولين أمريكيين أيضا بخصوص القضية ذاتها، حيث تنصح السيناتور الديمقراطية ديان فينشتاين حاليا بعدم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بالرغم من تصويتها لصالح قرار يدعم تلك السياسة منذ 6 أشهر مضت.
وتعتبر القدس من أكثر المناطق التي تشهد نزاعا مقارنة بمناطق أخرى حول العالم، حيث إنها مركز الصراع بين المسلمين واليهود في الشرق الأوسط، وأن تكون عاصمة لإسرائيل بمثابة معركة جديدة في حرب مطولة حول ما يسميه ترامب وآخرون بحق إسرائيل في الوجود ومفهوم قيام دولة يهودية.
وفي إشارة إلى استمرار المعركة حول هذا الأمر، أورد الكاتب قول الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بأن "مسيرة النصر ستستمر حتى يرفرف العلم الفلسطيني في القدس وفي جميع أنحاء فلسطين"، بينما كانت الحشود التي تحضر مسيراته يهتفون بـ"كل القدس عربية.. الأرض كلها عربية".
وأخيرا قال إن دونالد ترامب "انتُخب على أساس منصة شعبوية تميل إلى التعامل مع الأمور بعدوانية، لا تتلاءم بسهولة مع نظام الحزبين"، في إشارة إلى عدم ميله للغة الدبلوماسية التي كان الحزبان في السابق يخفيان وراءها أحيانا نواياهما الحقيقية.