مؤتمر عالمي بأبوظبي يوصي بإنشاء وحدات للتبرع بالأعضاء في المستشفيات
المؤتمر يوصي بتوفير التدريب للحاضرين والمشاركين، واطلاعهم على أفضل الممارسات وآخر المستجدات العلمية في مجال نقل وزراعة الأعضاء
أوصى مؤتمر الجمعية العالمية لزراعة الأعضاء في ختام أعماله في أبوظبي بضرورة اختيار متبرع متطابق نسيجيا قدر الإمكان مع المريض، والاعتماد على الأدوية والعقاقير المثبطة لجهاز المناعة.
كما دعا إلى إنشاء وحدات تنسيق التبرع بالأعضاء داخل المستشفيات وفهم كيفية تأصيل وتوضيح الإجراءات السليمة بين أفراد الطاقم الطبي لضمان نجاح العملية برمتها، بالإضافة إلى مقارنة واقع النماذج المختلفة في حصد وتنسيق توزيع الأعضاء المتبرع بها، ومدى كفاءة وفعالية كل منها، وهو ما سيساعد على تحقيق هدف الاكتفاء الذاتي ضمن جهود تطوير نظام وطني للتبرع بالأعضاء البشرية في دولة الإمارات العربية.
جاء ذلك خلال التوصيات التي صدرت فى ختام المؤتمر الذي استضافته منذ 8 ديسمبر الجاري لأول مرة أبوظبي؛ وعقد بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، بالتعاون بين الجمعية العالمية لزراعة الأعضاء، و اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء، برعاية شركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة"، ودعم دائرة الصحة بأبوظبي، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، ومركز ومكتب أبوظبي للمؤتمرات عن توصياته.
وأوصى المؤتمر كذلك بتوفير التدريب للحاضرين والمشاركين، واطلاعهم على أفضل الممارسات وآخر المستجدات العلمية في مجال نقل وزراعة الأعضاء، وإنشاء وهيكلة وإدارة ما يعرف بمراكز تنسيق التبرع بالأعضاء، وهي منظمات مسؤولة عن تقييم أهلية المتبرع المتوفى، وصلاحية وكفاءة العضو المتبرع به، بالإضافة إلى التنسيق بين مكان حصد العضو المرغوب فيه، والجهة التي ستتم فيها عملية الزراعة، بما في ذلك سبل ووسائل نقل العضو بين المكانين، ضمن النطاق الجغرافي لصلاحية عمل ونشاط مركز التنسيق المعني.
وأكد المشاركون ضرورة التعرف على كيفية فهم وتحليل العناصر والمكونات الأساسية لبناء برنامج تبرع ناجح، منبها إلى أن من الأخطاء الشائعة والتي أدت إلى انخفاض المستويات الحالية لزراعة الأعضاء في بعض الدول، عدم توفر الدعم الكافي لمراكز تنسيق التبرع، والاكتفاء بتوفير الدعم لمراكز الزراعة من مستشفيات ومؤسسات طبية.
وأضافوا أن إدارة مراكز التبرع بكفاءة وفعالية، تتطلب نفقات مالية خاصة، وهو ما يمكن تمويله من خلال تخصيص نسبة 5 أو 10% من التوفير الذي تحققه برامج زراعة الأعضاء لميزانية نظام الرعاية الصحية، لافتا إلى أنه في الوقت الذي اهتمت فيه بعض دول الشرق الأوسط ببرامج الزراعة، ووفرت لها ميزانيات سخية، تظل الحقيقة الواضحة أن نسب التبرع بالأعضاء، تختلف بشكل واضح بين الدول التي تشترك في الثقافة والديانة، حيث ترتفع نسب التبرع في الدول التي توجد بها منظومة للتبرع بالأعضاء، وتتوفر بها الإمكانيات الضرورية.
ورحب الدكتور على عبد الكريم العبيدلي المدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية في شركة "صحة" رئيس اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء رئيس المؤتمر باستضافة مؤتمر الجمعية العالمية لزراعة الأعضاء لأول مرة في أبوظبي، حيث تم استعراض آخر المستجدات في زراعة الأعضاء وأفضل الممارسات المطبقة عالميا في مجال التبرع وزراعة الأعضاء.
وأثنى على الدعم السخي الذي توليه القيادة الرشيدة للبرنامج الوطني لزراعة الأعضاء مع وجود ثقافة تبرع قوية ضمن شرائح المجتمع فقد أسهم في إنطلاق البرنامج إلى آفاق جديدة وارتقائه مما يسهم في التوسع في خدمة شريحة أكبر من مرضى الفشل العضوي.
وتطرق الدكتور العبيدلي إلى أهمية تعزيز ثقافة الوقاية من أمراض الفشل العضوي وتقديم برامج ثقافية توعوية صحية للمجتمع للتوعية بأمراض الفشل العضوي، وتغير نمط الحياة إلى حياة صحية.
وحسب البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء فقد حققت دولة الإمارات نجاح 268 عملية نقل وزراعة لإنقاذ حياة 34 شخصا مريضا، بالاعتماد على أعضاء حصدت من 10 حالات تبرع بعد الوفاة، كما تم نقل 9 أعضاء من تلك الأعضاء المتبرع بها إلى المملكة العربية السعودية.
وتعتبر مدينة الشيخ خليفة الطبية من المراكز الطبية التي حققت السبق في مجال زراعة الكلى من الأقارب في الإمارات، حيث تم إجراء زراعة 255 كلى من الأقارب بنجاح منذ عام 2008، وعلى المنوال نفسه نجحت مستشفى كليفلاند كلينيك بأبوظبي في زراعة 13 كلى وكبد من الأقارب، وذلك من بين 4 منشآت صحية مرخص لها بإجراء مثل تلك الجراحات.