دعوات للسلام والمصالحة في احتفالات عيد الفصح بجنوب السودان
يحتفل مواطنو دولة جنوب السودان بعيد الفصح المجيد للعام الثاني على التوالي من داخل بيوتهم بسبب الإغلاق الذي سببه انتشار جائحة كورونا.
يأتي ذلك بينما حرمت موجة الغلاء والأوضاع الاقتصادية المتردية الكثيرين من الالتقاء بأفراد أسرهم الموجودين بالخارج وفي الولايات التي كان يقصدها الكثيرون خلال العطلات الرسمية والمناسبات الدينية والاجتماعية، لتصبح الأمنيات بحلول السلام والأمن والاستقرار هي السمة البارزة للأعياد في هذا العام الذي يشهد تنفيذ بنود اتفاق السلام بين الحكومة والمعارضة.
وفي رسالة له لشعب جنوب السودان بمناسبة حلول عيد الفصح المجيد، تمنى رئيس الجمهورية الفريق أول سلفاكير ميارديت أن يحتفل الجميع في وحدة وسلام وتآخٍ، كما ناشد الجميع مراعاة المحاذير الخاصة بمنع انتشار فيروس كورونا أثناء الاحتفالات مثل الالتزام بارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي.
من جانبه، طالب إيمانويل عادل، حاكم الولاية الاستوائية الوسطى، في رسالة له بمناسبة احتفالات أعياد الفصح المجيدة، بانتهاج الحوار لحل جميع الخلافات السياسية والاجتماعية بدلا من استهداف المسافرين العزل على الطرقات الرئيسية التي تربط العاصمة جوبا بالعديد من المدن المجاورة.
وقال عادل في بيان له، وصلت إلى "العين الإخبارية" نسخة منه: "ندين القتل والاستهداف الممنهج للأبرياء، ونناشد الجميع استخدام الحوار كثقافة لحل جميع الخلافات".
وتأتي مطالبات حاكم الاستوائية الوسطى على خلفية الأحداث التي شهدتها ولايته في الأسبوع الماضي بسبب تصاعد أعمال العنف المسلح التي استهدفت حافلات السفر على طريقي جوبا ياي وجوبا نمولي، والتي راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين العزل.
من جهته ناشد المطران استيفن نيضو، مطران الكنيسة الكاثوليكية بمدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل، مواطني الولاية بنبذ خلافاتهم والعمل من أجل المصالحة خلال احتفالات الفصح وأعياد القيامة المجيدة.
وقال نيضو في رسالة له بمناسبة الاحتفال بأعياد الفصح، وصلت إلى "العين الإخبارية" نسخة منها: "إنه الوقت المناسب لنا جميعا لأن نفهم معنى القيامة، فنحن في حاجة للقيامة من الانقسامات والكراهية، وأن نتوحد كأبناء جنوب السودان، لابد لنا من العمل من أجل السلام والمصالحة والغفران".
وفي الأسبوع الماضي، شهدت مدينة ملكال بعض الاضطرابات التي تزامنت مع وصول الحاكم الجديد للمدينة قادما من العاصمة جوبا، حيث قام مسلحون مجهولون بإطلاق النار على مجموعة من المواطنين الذين خرجوا من مقر بعثة الأمم المتحدة لاستقبال الحاكم، وقتل في الحادث أكثر من 3 أشخاص بينما جرح الكثيرون.
ويأمل المواطنون في العاصمة جوبا في أن يتحقق السلام والاستقرار بالبلاد حتى يستطيع الناس أن يحتفلوا بالأعياد في أجواء من الود والمحبة.
ويقول بيتر مدينق باي، 25 عاما، إن الاحتفال بأعياد الفصح المجيدة لهذا العام لا طعم له بسبب الإغلاق الجزئي الذي فرضته الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الناس.
ويضيف: "العيد هذا العام بلا طعم، فبدون أن تكون هناك احتفالات جماهيرية في الكنائس والأماكن العامة لا معنى له، كما أن الغلاء الشديد في الأسواق حرمنا من شراء حاجيات العيد، فأنا فضلت البقاء في المنزل والمشاركة في الصلوات عبر الراديو".
وترى الأم إليزابيث جوان البالغة من العمر 55 عاما، أن الاحتفال بالعيد لا يعني شراء الأشياء الجديدة، وإنما الذهاب للكنيسة والمشاركة في الصلاة حتى يعم السلام والاستقرار.
وأضافت لـ"العين الإخبارية": "يجب ألا نشتكي كثيرا، علينا أن نجدد قلوبنا ونحتفل بالقيامة المجيدة، فالغلاء والمشاكل لن تحل إلا من خلال الدعوات فالرب قريب ويستجيب، علينا أن نصلي من أجل السلام وعودة الاستقرار، فالغلاء الذي نعيشه الآن سببه الحرب والجشع".
هذا وقرر عدد من الكنائس في جنوب السودان الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي كانت قد أعلنتها السلطات الحكومية قبل شهرين والتي تهدف للحد من انتشار جائحة كورونا عبر الإغلاق الجزئي للبلاد ومنع التجمعات الاجتماعية والدينية.
ولم تشهد العاصمة جوبا خلال الأيام الماضية أي مظاهر جماهيرية للاحتفال بأعياد الفصح المجيدة والقيامة، حيث اكتفى الجميع بإقامة الطقوس والصلوات في منازلهم ومن خلال الراديو الذي يقوم ببث الصلوات.
aXA6IDE4LjIyMi4xMTMuMTM1IA==
جزيرة ام اند امز