"اللاوا".. من زي تقليدي إلى رمز ثقافي بجنوب السودان
بعد أن كان "اللاوا" زياً تقليدياً يرتديه أفراد قبيلة الشلك الموجودة بولاية أعالي النيل، تحول مع مرور الوقت ليصبح رمزاً ثقافياً
وأصبح واحدا من الهدايا الرئيسية لتكريم الشخصيات المهمة على الصعيد الرسمي، كما صار يقدم في الاحتفالات والمهرجانات لضيوف البلاد من الأجانب حتى.
ويتكون "اللاوا" من قطعة قماش لها ألوان تختلف على حسب الجنس والمكانة الاجتماعية والمناسبة أيضاً، كما تختلف طريقة ارتدائه عند الرجال والنساء.
فعند الرجل تربط عقدة "اللاوا" عند الكتف الأيسر، ويترك الجزء الأيمن لحمل الأسلحة التقليدية، والعكس عند النساء والفتيات اللائي يملن لارتداء الأقمشة ذات الألوان الوردية، بينما يكتفي الرجال باستخدام الأقمشة ذات اللون الواحد.
ويشتهر السلاطين وقيادات مملكة الشلك بارتداء اللون الأحمر الفاتح بالإضافة للون البنفسجي.
والى جانب الشلك تستخدم مجموعة الباري المستقرة في الولاية الاستوائية الوسطى زياً شبيهاً باللاوا، تستخدمه النساء فقط، ويختلف عن اللاوا من حيث العقدة وأقصر منه كثيراً، ويعرف عندهم بعدة أسماء من بينها "كوربابة"، ويتم ارتداؤه مع تنورة في الرقصات الشعبية غالباً.
وبالنسبة لمجموعة الشلك فهناك نوعان من اللاوا أحدهما صغير يتم ارتداؤه أثناء الزراعة والقيام بالأعمال المنزلية، والنوع الآخر الكبير فيستخدم في المناسبات الكبيرة او الزيارات الخارجية.
وفي الآونة الأخيرة، بدأ استخدام وارتداء اللاوا ينتشر خارج نطاق مجموعة الشلك وجماعات الباري في الاستوائية، فصار يستخدم في الاحتفالات والمناسبات مثل الزواج ومهرجانات الرقص والمناسبات الرسمية، وبدأ تدريجياً يأخذ طابعاً قومياً.
فتجد "اللاوا" يستخدم في تكريم الشخصيات السياسية مثل رئيس الجمهورية وبقية القيادات السياسية، كما يتم استقبال الضيوف الأجانب باللاوا لدى وصولهم إلى جنوب السودان، وساد اللون الأبيض في المناسبات الحكومية الرسمية.
وقال رمضان اوو، الباحث المختص في تراث وثقافة وتاريخ الشلك، إن اللاوا أصبح الآن زياً رسمياً يستخدم في كل أنحاء جنوب السودان تعبيراً عن الهوية والانتماء والاعتزاز بالأصالة والتاريخ.
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "بلا شك فإن هناك توافقا في جنوب السودان على استخدام اللاوا كرمز ثقافي موحد، لذلك تجده يقدم كهدية في تكريم الشخصيات القومية، وكذلك يقدم لضيوف البلاد من الأجانب، وهذا لا ينفي خصوصيته بطبيعة الحال كزي شلكاوي".
من جانبه، أكد سايمون قاج، الكاتب الصحفي والناشط الجنوب سوداني، أن الأزياء التقليدية تعد من أكثر أدوات الثقافة تأثيراً.
وأضاف في حديثه لـ"العين الإخبارية": "اللاوا على الرغم من انتسابه لمجموعة الشلك، إلا أنه من الأشياء التي انتشرت في الأوساط الأخرى كزي شبه رسمي، وهذا بالطبع يعود لجماله، حيث أصبح أحد الطقوس الرسمية التي تستخدم في البروتوكولات الرسمية للدولة، فانتشار اللاوا لم يفرضه أي شيء سوى قوة جماله كتقليد ثقافي فقط".