"يوم الشعوب والقوميات" الإثيوبي.. احتفال لإرساء قيم التسامح
إثيوبيا التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة، وتتكون من 83 قومية، بدأت الاحتفال بـ"يوم الشعوب والقوميات" منذ عام 2005
تسعى إثيوبيا من خلال الاحتفال بـ"يوم الشعوب والقوميات"، في التاسع من ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، لإرساء قيم التعايش والتسامح والإخاء بين الشعوب والقوميات الإثيوبية، التي تجاوزت الـ80 قومية.
ويقام الاحتفال السنوي كل عام بأحد أقاليم إثيوبيا الـ9، تأكيداً لتحقيق القيم التي من أجلها أسس المهرجان، ولإبراز وتعريف الشعوب والقوميات بموروثاتها وعاداتها وتقاليدها.
وبدأت إثيوبيا التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة، وتتكون من 83 قومية، الاحتفال بـ"يوم الشعوب والقوميات" منذ عام 2005.
وجاء اختيار شهر ديسمبر/ كانون الأول للاحتفال بهذا اليوم، حيث تم التصديق على الدستور الفيدرالي الإثيوبي خلال شهر ديسمبر/كانون الأول عام 1994، والذي أقر حقوق ومساواة القوميات والشعوب الإثيوبية.
ونظمت احتفال هذا العام في نسخته الـ14، حكومة إقليم أوروميا، باستاد العاصمة القومية أديس أبابا، للمرة الثانية على التوالي، وسط مشاركة رسمية وشعبية تقدمها رئيسة البلاد، سهلي ورق زودي، ورئيسة المجلس الفيدرالي الإثيوبي، خيرية إبراهيم، وعدد من المسؤولين بالحكومة الفيدرالية، وحكومة إقليم أوروميا.
واحتشد الآلاف من إقليم أوروميا، وسكان العاصمة أديس أبابا، التي يقطنها كثير من القوميات والشعوب الإثيوبية، وسط مشهد احتفالي، امتزجت فيه الأغنيات القومية والرقصات الشعبية، إلى جانب العروض الموسيقية العسكرية.
وتركزت جميع كلمات المسؤولين الذين تحدثوا حول هذه المناسبة، على أهمية الاحتفال بـ"يوم الشعوب والقوميات"، مؤكدين أن الهدف من الاحتفال هو التعريف بالقوميات والشعوب الإثيوبية فيما بينها، وتأكيد قيم التسامح والتعايش والتعاون.
وقال آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، إن هذا اليوم يُظهر أن القوميات والشعوب الإثيوبية متشابكة بالدم والثقافة والقيم والأعراف لسنوات.
وأضاف أن احتفال يوم الشعوب يدل على الوحدة، ويؤكد أن بلاده تتميز بثقافات وهويات متعددة الجنسيات لا تقدر بثمن.
وأوضح آبي أحمد خلال كلمة نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية، بمناسبة الاحتفال بـ"يوم الشعوب والقوميات"، أن "آباءنا الإثيوبيين كافحوا من أجل المساواة والحرية والعدالة والإدارة الذاتية لتطوير ثقافتهم ولغاتهم".
وقال إن الدستور أكد الكفاح الذي طال انتظاره من أجل تقرير مصير الأمم والقوميات وشعوب إثيوبيا، وإن النظام الفيدرالي الحقيقي لإثيوبيا يخلق أرضية مناسبة وشاملة لجميع الأقاليم في النظام السياسي للبلاد.
بدورها، أكدت رئيسة البلاد سهلي ورق زودي، أهمية الاحتفال، وما يحمله من قيم تعزز وحدة البلاد، وتشجع الشعوب والقوميات على التعاون والتعايش، قائلة: "بالوحدة والتعاون نبني إثيوبيا التي نريد إثيوبيا قوية وموحدة".
وأضافت زودي: "الحكومة تعمل لاستفادة جميع الشعوب والقوميات بشكل عادل ومتساوٍ، وإذا نجحنا في ذلك، سيكون الاقتصاد أقوى، ويحقق لشعوبنا التنمية والازدهار".
ودعت زودي الشعوب الإثيوبية إلى التمسك بروح الأمل وإعطاء الأولوية للحفاظ على الوطن، وقالت: "إثيوبيا سفينة تحملنا جميعاً، وأي نقص أو ضرر على هذه السفينة سيؤثر على الجميع"، مشددة على ضرورة استخدام الحوار كأداة لحل الخلافات.
وقالت خيرية إبراهيم، رئيسة المجلس الفيدرالي الإثيوبي، إن الاحتفال بيوم الشعوب والقوميات خير شاهد على مساعي الحكومة لتوعية المواطنين بدستور البلاد، والنظام الفيدرالي الإثيوبي.
وأكدت أن الحفاظ على التنوع في البلاد أمر مهم جداً؛ وأن هذا التنوع إذا لم يتم التعامل معه بعناية يمكن أن يكون نقمة وخطرا على البلاد.
وأوضحت: "الاحتفال بيوم الشعوب والقوميات يساعد في بناء الديمقراطية في البلاد، ويدعم التعاون والوحدة بين الشعوب والقوميات".
والاحتفال الذي ضجت به ساحة استاد العاصمة الإثيوبية أديس أبابا شهد عروضاً ثقافية قدمتها الفرق التي تمثل قوميات وشعوب إثيوبيا، إلى جانب العروض الموسيقية العسكرية.
ومن ضمن الفعاليات التي شهدها الاحتفال، برزت مشاركة مميزة لقومية "قبينا"، إحدى قوميات شعوب جنوب إثيوبيا، حيث شارك فيها نحو 50 شخصاً، وتبرعوا بالدم رسالة تعبيرية عن مدى تفاعلهم مع الحدث.
وقال فضل خيار، وهو رئيس المجموعة، إن مشاركتهم بالتبرع بالدم هي رسالة يؤكدون من خلالها مدى حبهم ومشاركتهم لبقية القوميات والشعوب في يوم احتفالهم.
وأوضح خيار، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن هذا الاحتفال منذ انطلاقته، كان وعاءً جامعاً، يعبرون من خلاله عن تماسكهم واعتزازهم بقومياتهم.
ولفت "خيار" إلى أنهم يهدفون من تبرعهم بالدم، أن تتم المصاهرة بين الشعوب والقوميات بالدم، و"أن الدولة عبر برنامجها بيوم الشعوب ظلت تقدم لنا كقوميات الكثير، ونريد أن نرد هذا الجميل بأغلى ما نملك"، بحسب تعبيره.
وتعدّ قومية "قبينا" من أعرق القوميات في شعوب جنوب إثيوبيا، البالغ عددها 56 قومية، وتشتهر "قبينا" بمحافظتها على الإسلام الذي يعتنقه أغلبهم، ويعود لهم شرف تأسيس أول مركز لتحفيظ القرآن بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا.
وسينظم احتفال "الشعوب والقوميات" المقبل بمدينة دريداو، شرق البلاد، وهي مدينة تتمتع بحكم إداري خاص، كما هو حال العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.