إعادة إعمار لبنان.. معضلة تمرير المساعدات بعيدا عن "أمراء الحرب"
فرنسا تستعد خلال الساعات القادمة، لاستضافة "مؤتمر مانحين" عبر الفيديو كونفرانس لحشد جهود إعادة إعمار لبنان
تستعد فرنسا خلال الساعات القادمة، لاستضافة "مؤتمر مانحين" عبر الفيديو كونفرانس لحشد جهود إعادة إعمار لبنان، وبينما أظهر العالم حماسه المطلق لدعم هذا البلد المنكوب، تبقى المعضلة الرئيسية.. كيف تعبر تلك المساعدات دون المرور على "أمراء الحرب"؟
وأمراء الحرب في لبنان هو مصطلح يستخدمه الشعب المحتج على الوضع المزري الذي وصل إليه لبنان، لوصف الطبقة السياسية الحاكمة، وعلى رأسها مليشيا حزب الله.
- آمال دائني لبنان تتحطم على أطلال نكبة مرفأ بيروت
- بين انفجار مرفأ بيروت والاقتصاد المنهار.. لبنان إلى طريق المجهول
يخشى اللبنانيون أن تذهب المساعدات الدولية إلى جيوب النخبة الحاكمة المتهمة بالفساد، خاصة وأن تلك النخبة تتغذى بالأساس على ضعف الدولة ومؤسساتها.
مع ميل ميزان القوى في لبنان ببطء لصالح حزب الله، كما تقول صحيفة "فويس أوف أمريكا"، أصبح هناك خلل في الحكم اللبناني، فتراجع اقتصاد البلاد وساء الحال إلى حد كبير، وبالتالي فإن المساعدات قد تكون طوق نجاة لهذا النظام.
المساعدات لن تذهب للفاسدين
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان أول رئيس أجنبي يصل إلى بيروت إثر فاجعة انفجار المرفأ، وبينما كان يتجول في الأحياء السكنية المجاورة للميناء، صاحت به امرأة "أنت تجلس مع أمراء الحرب".
وتابعت: "لقد كانوا يتلاعبون بنا على مدار العام الماضي"، مشيرة إلى المخاوف من وصول المساعدات إليهم، لكن ماكرون رد: "لست هنا لمساعدتهم. أنا هنا لمساعدتك".
وتابع: "أضمن لكم هذا.. لن تذهب المساعدة إلى أيدي الفاسدين. سأتحدث إلى جميع القوى السياسية لأطلب منهم ميثاقا جديدا. أنا هنا اليوم لأقترح عليهم ميثاقًا سياسيا جديدا".
وتقود فرنسا، التي كانت تستعمر لبنان سابقاً، جهوداً دولية منذ شهور تقدم فيها مساعدات لمواجهة الفوضى الاقتصادية في البلاد مقابل إصلاح سياسي كبير.
واشتبكت باريس وبيروت بشأن المقترحات مع حسان دياب رئيس الوزراء اللبناني المتحالف مع حزب الله، متهما فرنسا وصندوق النقد الدولي بالسعي لابتزاز لبنان.
لكن جاك واتلينج، المحلل في معهد "رويال يونايتد سيرفيسيز" البريطاني، قال إن ماكرون محق في أن "عروض المساعدة لا ينبغي تقديمها دون الاعتراف الراسخ بأن الكارثة كانت نتيجة فشل منهجي للطبقة السياسية في لبنان".
ويضيف: "إذا كانت تلك الطبقة السياسية غير راغبة في الإصلاح، فإن المساعدة لن تفعل أكثر من تهيئة الظروف لكوارث لاحقة".
ووفقًا لمسؤولين فرنسيين، فإن رحلة ماكرون إلى لبنان كانت "لوضع أسس اتفاق لإعادة إعمار لبنان، ملزم للجميع، من شأنه أن يحد من الصراعات ويقدم مساعدة فورية ويفتح منظورًا طويل الأمد".
وأكدت الرئاسة الفرنسية أن المؤتمر "لن يسعى فقط للحصول على تعهدات من المشاركين بالمساعدات، بل سيقرر أيضًا كيفية توزيعها".
من يساعد لبنان؟
أظهرت فاجعة المرفأ أن لبنان يحظى بتعاطف كبير على مستوى العالم، وأن في قارات العالم دول عدة تأسى للوضع الذي وصل إليه هذا البلد.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد أنه سيحضر المؤتمر، وكذلك فعل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
كما أعلن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية إريك مامير أن المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز ليناركيتش سيحضر المؤتمر.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن عن تحرير 33 مليون يورو (39 مليون دولار) لتمويل مساعدات طارئة أولية للبنان وحشد موارد مادية لمساعدة جهود الإغاثة في بيروت .
وأعلنت الحكومة الكندية السبت إطلاق صندوق إغاثة خاص بلبنان ودعت الكنديين إلى تقديم مساعدة إنسانية لضحايا الانفجار الدموي.
وتعهدت أوتاوا بمضاعفة هبات الأفراد حتى سقف مليوني دولار (1,6 مليون يورو) كما قالت وزيرة التنمية الدولية كارينا غولد خلال مؤتمر صحفي.
كما أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستشارك في مؤتمر باريس الداعم للبنان.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن بريطانيا ستعمل مع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، لإعادة إعمار المنشآت التي تضررت، وتنمية قدرات لبنان في هذه الظروف الصعبة.
إلى من تذهب المساعدات؟
تقول الرئاسة الفرنسية إن مؤتمر المانحين الخاص بلبنان سيجمع أموالا لإعادة بناء بيروت وتقديم مساعدات غذائية وتشييد المدارس والمستشفيات وتوفير التجهيزات الطبية.
كما تستهدف التمويلات دعم شبكات الصرف الصحي والملاجىء الطارئة والخدمات الأخرى الأساسية.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjkwIA== جزيرة ام اند امز